أعلنت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية إعادة تشكيل مجلس إدارتها برئاسة طارق نور، خلفًا لأشرف سالمان، بعد تحالفها مع شركة طارق نور القابضة وقناة المحور، لوضع استراتيجية مستقبلية لتطوير المنظومة الإعلامية، ما اعتبره خبيرٌ في الشأن الإعلامي "توجهًا ربحيًا".
وأشارت الشركة، في بيان اليوم، إلى أن التحالف يضمن تعيين شركة طارق نور القابضة خبراءً متخصصين في صناعة الإعلام بالتعاون مع الإدارة الحالية.
ويضم التشكيل الجديد لمجلس إدارة المتحدة تعيين طارق مخلوف عضوًا منتدبًا، وعضوية كل من سيف الوزيري، ومحمد السعدي، وتامر مرسي، وأحمد طارق، وعمرو الفقي وشريف الخولي، وعمرو الخياط.
ويستهدف التحالف، حسب البيان، وضع استراتيجية مستقبلية لتطوير المنظومة الإعلامية، بما يعود بالنفع على صناعة الإعلام بشكل عام.
من ناحيته، قال طارق نور إن استعانة الدولة بشركته في فكر وإدارة القطاع الخاص تؤكد أنها تفتح مجالًا لاستقلالية الإعلام.
وعبّر نور، لقناة إكسترا نيوز، عن ثقته في الكوادر والإمكانات الموجودة حاليًا في التحالف، مشيرًا إلى أنها قادرة على تطوير الصناعة الإعلامية بكل عناصرها.
وتابع "أنا متفائل بالثقة التي منحتها الدولة للقطاع الخاص، وخلينا نركز على الشغل، ولو تمكنت المواهب الموجودة ستساهم في إثراء المحتوى الإعلامي".
وفي 2018، قادت صحف المتحدة حملة ضد طارق نور بعنوان "ملف فساد الأراضي"، بعدما أصدرت المحكمة الإدارية العليا حكمين، أعادت في الحكم الأول للدولة "405 أفدنة مغتصبة من شركة ديزرت ليكس ويمثلها طارق نور" بوصف اليوم السابع وقتها.
وفي الحكم الثاني أعادت 400 فدان أخرى تنازل فيها طارق نور عن 271 فدانًا لرجال أعمال آخرين، وهو ما وصفته المحكمة في وقتها بأنه "تنازل ممن لا يملك وفيما لا يملك من أراضي الدولة على مرأى من الجهة التي ناط بها القانون الحفاظ على أراضي الدولة، حتى يتلافى حظر تملك الـ100 فدان، وتنازله بلا مقابل آَية على التحايل على القانون في أنكى صوره وأكحل حالاته وهم مغتصبون لها غير مالكين أصلًا".
وفي 2019، تواصلت الحملة ضد نور، ونشرت اليوم السابع موضوعًا بعنوان "المقامرون لا يختشون.. طارق نور يتاجر بسمعة مصر في سبيل تمرير برنامج يسيء للأسر المصرية"، الذي جرى حذفه من الموقع في وقت لاحق.
كذلك حذفت صحيفة الوطن، التابعة أيضًا للمتحدة، موضوعًا بعنوان "حيثيات الإدارية تكشف اغتصاب طارق نور لـ805 أفدنة مملوكة للدولة".
وسبق أن طالب الإعلامي محمد الباز، طارق نور، بالكشف عن الحجم الحقيقي لثروته أمام الرأي العام، بعد حكم القضاء الإداري باسترداد الـ805 أفدنة، وقال في برنامجه "90 دقيقة" على قناة المحور، إن طارق نور "رجل إعلان وإعلام قبل أن يكون رجل أعمال، لذلك لا بد أن يسرع بالكشف عن حجم ثروته وتفاصيل هذه القضية كي يبرئ ذمته أمام الجمهور".
وبالعودة إلى أبريل/نيسان 2015، فقد هاجم رئيس التحرير التنفيذي الحالي لموقع اليوم السابع، دندراوي الهواري، الرئيس الجديد للمتحدة، في مقال بعنوان "طارق نور.. إمبراطور إعلام الرقص وإهانة الصحابة"، قال فيه "تعالوا نتفق على أن مثلث الترويج والشهرة لأي وسيلة إعلام سواء مقروءة أو مرئية أو مسموعة هو الدين والجنس والجريمة. من هذه القاعدة الذهبية انطلق طارق نور صاحب قناة القاهرة والناس، ورجل الإعلانات الأول في مصر، لتشكيل خريطة برامج، ركيزتها أضلاع هذا المثلث الخطير وإذاعتها عبر شاشة قناته".
من جهته، يرى عميد كلية الإعلام الأسبق بجامعة القاهرة حسن عماد مكاوي في تصريح لـ المنصة أن اختيار طارق نور لا يعني بالضرورة فتح مجال لاستقلالية الإعلام "فربما يكون فيه توجه ربحي لتحقق الشركة المتحدة أرباحًا من الإعلانات، لخبرته الكبيرة في مجال الإعلان والتسويق".
وقال مكاوي "أنا أعتبر أن دور الإعلام خدمي أكثر منه ربحي، وأنه مثل التعليم والصحة من الخدمات الأساسية التي تتطلب إنفاقًا من الدولة لتوعية الشعب وبناء فكره".
وتابع "الشيء الأكيد أن الإعلام لم يكن في أفضل عصوره في الفترة الأخيرة، ونتمنى أن يكون التغيير للأفضل، والأمر نفسه بالنسبة للتشكيل الجديد للهيئات الإعلامية".
وفي 25 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي ثلاثة قرارات بتشكيل مجالس إدارات المجلس الأعلى للإعلام والهيئة الوطنية للإعلام والهيئة الوطنية للصحافة، وتضمنت القرارات تغييرات واسعة على مستوى الرئاسة والأعضاء بتلك المجالس.
من ناحيته، قال الخبير الإعلامي ياسر عبد العزيز إن اختيار طارق نور لمنصبه الجديد مؤشرٌ على أن هناك مرحلة جديدة للشركة المتحدة، لافتًا إلى أنه شخص يمتلك كفاء وخبرة، حيث عمل لعقود في قطاع الإعلام وحقق إنجازات مبرهنة، مضيفًا أن نور "صاحب مدرسة أثبتت نجاحًا واستدامة وقدرة على تحقيق الأرباح".
وأوضح عبد العزيز لـ المنصة أن الشركة المتحدة استطاعت خلال الفترة الماضية تحقيق التمركز الجيد والأهداف الإعلامية ذات الصلة بالأهداف القومية، و"الآن هي على موعد مع نقلة نحو مجاراة أكبر لاعتبارات السوق".
ولفت إلى أن تغيير قيادة الشركة أمر عادي لتجديد طريقها وتطور أدواتها، خصوصًا وأن عالم الإعلام ديناميكي ومتجدد، ويشهد جديدًا كل يوم.
في المقابل، انتقد الكاتب الصحفي أنور الهواري تأسيس شركات إعلامية لإدارة الإعلام في مصر وإسناد إدارتها إلى أشخاص غير معنيين برسالة الإعلام.
وقال الهواري على فيسبوك إن "إصلاح إعلام الدولة بالمهنية والكفاءات والحرية كان أسهل الحلول، دون الحاجة إلى إنشاء إمبراطورية إعلامية موازية يكون مصيرها الفشل، ثم تؤول إدارتها إلى إمبراطور إعلانات أبعد ما يكون بخبرته وثقافته عن رسالة الإعلام".