تبرأت الولايات المتحدة الأمريكية من الهجمات التي تشنها فصائل معارضة مسلحة في سوريا على حلب منذ عدة أيام.
وكان الجيش السوري أقر أمس بفقدان السيطرة على حلب وإدلب، إثر هجمات لجبهة النصرة "الإرهابية" بالأسلحة والمعدات الثقيلة.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض شون سافيت، اليوم الأحد، إن الولايات المتحدة تراقب الوضع في سوريا عن كثب، حسب سكاي نيوز.
وأضاف سافيت، في بيان، أن الولايات المتحدة "كانت على اتصالات مع العواصم الإقليمية خلال الــ48 ساعة الماضية".
وشدد البيان على أنه "لا علاقة للولايات المتحدة بهذا الهجوم الذي تقوده هيئة تحرير الشام، وهي منظمة إرهابية".
وأدرج مجلس الأمن عام 2014 جبهة النصرة أو هيئة تحرير الشام، وفق الاسم الأكثر شيوعًا لها، على قائمة العقوبات المتعلقة بالكيانات المرتبطة بتنظيم القاعدة، كما صنفتها الولايات المتحدة إرهابية منذ عام 2012، وهي تنظيم مسلح تشكل إبان الثورة الشعبية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد على يد أبو محمد الجولاني.
وقال سافيت "تحث الولايات المتحدة، مع شركائها وحلفائها، على وقف التصعيد وحماية المدنيين والأقليات"، مشيرًا إلى أن "هناك حاجة لتسوية سياسية جادة في سوريا".
وأضاف "سنواصل الدفاع والحماية الكاملة للأفراد الأمريكيين والمواقع العسكرية الأمريكية، والتي تظل ضرورية لضمان عدم تمكن داعش من الظهور مرة أخرى في سوريا".
وحاربت الولايات المتحدة ضمن تحالف دولي لقتال تنظيم "داعش" إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية الكردية، قبل أن تسحب قواتها في عام 2019 مع تقويض قدرات التنظيم الإرهابي.
من جانبها، أعربت جامعة الدول العربية عن "قلقها البالغ" إزاء الأوضاع في سوريا. وأكدت الجامعة في بيان أمس، على ضرورة احترام وحدة وسيادة وسلامة أراضي الجمهورية العربية السورية، حسب سي إن إن.
ونقل المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة العربية جمال رشدي، انزعاج الأمين العام أحمد أبوالغيط إزاء التطورات المتلاحقة التي تشهدها البلاد منذ عدة أيام وتأثيراتها على المدنيين، "والتي تفتح احتمالات عديدة من بينها حدوث فوضى تستغلها الجماعات الإرهابية لاستئناف أنشطتها".
وأكد المتحدث باسم أبو الغيط "التزام الأمانة العامة للجامعة العربية بجميع عناصر الموقف السياسي من الوضع في سوريا على النحو الوارد في قرارات مجلس الجامعة بمختلف مستوياته".
وعادت سوريا إلى جامعة الدول العربية منذ عام ونصف فقط، بعد تجميد عضويتها إثر الحرب الأهلية التي اندلعت في 2011.
وفي سياق متصل، أعرب رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عن دعم بلاده لسوريا في "محاربة الإرهاب والتطرف"، وذلك خلال اتصال هاتفي أمس مع الأسد، حسب وكالة الأنباء الإماراتية وام.
وشدد بن زايد على موقف دولة الإمارات الداعم لجميع الجهود والمساعي المبذولة لإيجاد حل سلمي للأزمة السورية، بما يحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق إلى الاستقرار والتنمية ويضمن وحدة سوريا وسيادتها على كامل أراضيها.
يأتي ذلك، في وقت أعلنت فيه إدارة العمليات العسكرية التابعة للفصائل السورية المسلحة سيطرتها على حلب ومحافظة إدلب بالكامل وقطع الطريق بين حلب والرقة، وفق الشرق الأوسط.
بينما أكد الجيش السوري أن قواته تتصدى لهجوم الفصائل المسلحة في عدة مناطق بشمال غرب البلاد، مشيرًا إلى أنه "سيتم قريبًا الانتقال إلى الهجوم المضاد لاستعادة جميع المناطق وتحريرها من هذه الفصائل".
ونقلت الشرق الأوسط عن وسائل إعلام سورية تأكيدها شن غارات عنيفة للطيران السوري والروسي تستهدف خطوط إمداد مسلحي "هيئة تحرير الشام" في محيط سهل الغاب بريف حماة.