نقلت منظمة الصحة العالمية اليوم 13 من أصحاب الأمراض المزمنة والجرحى ومرافقين لهم من مستشفى غزة الأوروبي، جنوب شرق خانيونس، إلى معبر كرم أبو سالم، جنوب شرق رفح، تمهيدًا لسفرهم لتلقي العلاج في الخارج، بعد التنسيق مع جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وبين المسافرين 6 أطفال، بعضهم مصابون بالسرطان، والمصور الصحفي علي العطار الذي أصيب بشظايا في الدماغ خلال وجوده بهدف العمل داخل مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وسط القطاع خلال استهداف الاحتلال لخيام النازحين داخل أسوار المستشفى.
وسمح الاحتلال بسفر العطار، حيث ترافقه شقيقته، لاستكمال العلاج في الأردن، بعدما رفض سفره فور إصابته قبل أكثر من شهر ونصف الشهر.
وبالتزامن مع سفر المرضى، وصل مستشفى غزة الأوروبي 6 غزيين أفرج الاحتلال الإسرائيلي عنهم صباح اليوم، عن طريق معبر كرم أبو سالم جنوب شرق رفح. وكان اعتقلهم من مدينة غزة ومخيم جباليا ومدينة رفح في حوادث مختلفة، وتفاوتت مدة اعتقالهم ما بين الشهر وحتى سبعة أشهر متواصلة، حسب ما أفاد مصدر صحفي لـ المنصة.
وقال مصدر طبي لـ المنصة إن المعتقلين وصلوا لحالة صحية سيئة، وخضعوا لفحوصات طبية لتقديم الخدمات الطبية والعلاجات اللازمة قبل مغادرتهم لأسرهم.
من جهة أخرى، توقفت عمليات دخول شاحنات المساعدات الإغاثية للمنظمات الدولية والأممية إلى جنوب القطاع من معبر كرم أبو سالم، حيث تقف الشاحنات المحملة بصهاريج الغاز ومساعدات غذائية وخضروات في الجانب الإسرائيلي من المعبر دون تحريكها، حسبما أفاد مصدر لـ المنصة في منظمة دولية.
وأرجع سائق شاحنة، في حديث لـ المنصة، وقف نقل المساعدات إلى إغلاق العصابات لليوم الثاني شارع صلاح الدين الرئيسي شمال شرق مدينة رفح، مانعة دخول أي شاحنة تحمل أي نوع من المساعدات أو البضائع، ما دفع المنظمات إلى توقف توريد المساعدات، حتى لا يتم نهبها وسرقتها من قبل اللصوص.
وكانت فرقة سهم التابعة لوزارة الداخلية في حكومة حماس، هاجمت عصابات اللصوص، الاثنين، وقتلت أكثر من 20 منهم بعد تمادي العصابات في سرقة عشرات الشاحنات التي تحمل الطحين والخيام والمواد الغذائية واللحوم المجمدة على مدار الأسابيع الأخيرة، ما تسبب في حرمان أكثر من مليون نازح من الحصول على حصص المساعدات الخاصة بهم، وردت العصابات أمس بقطع الطريق ونهب 3 شاحنات وإحراق صهريج غاز.
وانتقدت الولايات المتحدة أمس نهب المساعدات في قطاع غزة، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، أمس، إن نهب المساعدات الإنسانية من قبل العصابات في غزة يرجع إلى "الانهيار الشامل" في الأمن هناك، الذي تتحمل القوات الإسرائيلية "جزءًا من اللوم عنه"، حسب CNN.
وميدانيًا، ركز الاحتلال الإسرائيلي اليوم على استهداف مدنيين ومنازل سكنية في مناطق شمال وشمال شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، إذ نقلت طواقم الإسعاف 3 ضحايا وأكثر من 10 إصابات من مناطق متفرقة، كما استجاب الدفاع المدني لإطفاء حريق نشب في منزل نتيجة استهدافه.
وقال مصدر في وحدة الإسعاف والطوارئ الميدانية التابعة لوزارة الصحة بغزة، إن طواقمهم وبالتعاون مع إسعافات الهلال الأحمر الفلسطيني، انتشلت ضحيتان من عائلة واحدة في منطقة خربة العدس شمال رفح، وخلال انتشال الضحايا، استهدف الاحتلال منزلًا قريبًا وقتل مواطنًا كان يحمل شوال طحين.
وأفاد نجل المواطن المستهدف، وهو من أسرة نازحة إلى مدينة خانيونس، بأنه وبسبب ضيق الحال وعدم توفر الطحين في الأسواق، قرر والده العودة إلى منزلهم في رفح للحصول على شوال طحين كانت العائلة تركته لحظة نزوحهم القسري قبل أشهر، وخلال خروجه من المنزل وهو يحمله، قصفت طائرة إسرائيلية المنزل ما أدى إلى مقتل والده على الفور.
ووصلت جثامين الضحايا الثلاث إلى مستشفى ناصر الطبي بخانيونس، بالإضافة إلى وصول 3 إصابات أخرى، أُصيبوا خلال الاستهدافين في شمال رفح.
وفي استهداف ثالث، نقلت طواقم الإسعاف الميداني 3 أطفال مصابين جراء استهداف الاحتلال منزلًا يعود لعائلة أبو ماشي في منطقة العطاطرة شمال شرق رفح، حيث وصل الأطفال إلى مستشفى غزة الأوروبي لتلقي العلاج اللازم، حسب ما أفاد مصدر طبي لـ المنصة.
وأفاد مصدر في الدفاع المدني لـ المنصة باستهداف منزل سكني رابع في منطقة أم النصر شرق رفح، ما أدى إلى اشتعال حريق في المنزل، عملوا على إطفائه فور وصولهم للمنزل، بعد تلقيهم نداء استغاثة، كما عملت طواقمهم على إجلاء 4 مصابين من داخله، ونقلهم إلى مستشفى غزة الأوروبي لتلقي العلاج.
وفي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ألقت الأربعاء، كوادكوبتر قنبلة على شارع العشرين شرق المخيم، ما أدى إلى إصابة رجل وامرأة بشظايا، بينما كانا يسيران في الشارع لحظة إلقاء القنبلة وانفجارها.
وقال شاهد عيان لـ المنصة إن القنبلة لم تسقط على هدف محدد، فقط أُلقيت لتنفجر وسط الشارع حيث توجد كثافة سُكانية على مقربة من مكان الانفجار، بسبب تكدس النازحين في خيام قريبة من المكان.
واستهدفت طائرة حربية بصاروخ واحد منزلًا شمال حي الزيتون، على شارع صلاح الدين الرئيسي شرق مدينة غزة. وقال شاهد لـ المنصة إن المنزل مأهول بالسكان المدنيين، وغالبيتهم أطفال ونساء، حيث لم يتم تحذيرهم أو تحذير الجيران قبل عملية القصف المباشرة على المنزل.
وأفاد مصدر في الإسعاف بمستشفى المعمداني بأنهم عملوا على انتشال ضحية وأكثر من 7 مصابين جراء استهداف المنزل، وصف حالة بعضهم بالخطيرة.
وشمالًا، إذ اشتباك جيش الاحتلال مع فصائل المقاومة الفلسطينية، قال الصحفي الإسرائيلي مراسل القناة الـ14 الإسرائيلية، هليل روزين، عبر إكس، وتحت عنوان سُمح بالنشر، إنّ اشتباكًا حدث بين دورية للجيش ومجموعة من المقاومين في بيت لاهيا، مساء أمس الثلاثاء، ما أدى إلى مقتل ضابط إسرائيلي برتبة رائد في لواء كفير، وإصابة قائد كتيبة نحشون بجروح خطيرة، بالإضافة إلى إصابات طفيفة لعدد آخر من جنود جيش الاحتلال.
وأفاد الصحفي الإسرائيلي بأنه وبعد وقع الحادثة ومقتل ضابط وإصابة آخرين، عمل جيش الاحتلال على تدمير المبنى الذي كان يتحصن بداخله عناصر المقاومة الفلسطينية بشكل كلي.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع إن ضحايا العدوان الإسرائيلي ارتفعوا إلى 43 ألفًا و985 قتيلًا، و104 آلاف و92 مصابًا، منذ بدء العدوان في أكتوبر/تشرين الأول 2023.