تصوير سالم الريس، المنصة
شاحنات فارغة في الجانب الفلسطيني من معبر رفح كانت تنتظر وصول المساعدات في 21 أكتوبر 2023.

تحت عين جيش الاحتلال.. عصابات ترد على "داخلية غزة" بقطع الطريق

سالم الريس
منشور الثلاثاء 19 نوفمبر 2024

أغلقت عصابات اللصوص وقُطاع الطرق، صباح اليوم، شارع صلاح الدين الرئيسي شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، ومنعت شاحنات نقل المساعدات من المرور من وإلى معبر كرم أبو سالم جنوب شرق المدينة، حسبما أفاد مصدر من سائقي الشاحنات لـ المنصة.

جاء ذلك عقب تنفيذ وزارة الداخلية في حكومة حماس، أمس، حملة ضد هذه العصابات، أسفرت عن مقتل 20 منهم.

وقال المصدر إن العصابات استولت على ثلاث شاحنات كانت تحمل سكرًا وغازًا طبيعيًا وسولارًا، قادمة من معبر كرم أبو سالم، حيث فرغوا شحناتها، وقاموا بوضع الشاحنة التي تحمل صهريج الغاز في وسط الطريق لإغلاقه قبل أن يضرموا فيه النيران وسط الشارع، وذلك أمام مرأى جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي التي تتوغل وتتمركز في مناطق شرق رفح.

وقال مصدر طبي في مستشفى ناصر لـ المنصة إن أحد القتلى في هجوم أمس هو ياسر أبو شباب، شقيق زعيم العصابة الذي تتهمه الأجهزة الأمنية بغزة بالضلوع بتشكيل العصابات والتعاون مع الاحتلال في قتل عناصر المقاومة الفلسطينية.

وقال شاهد عيان آخر من موقع عملية النهب اليوم لـ المنصة، إن عصابات اللصوص أطلقت النار على سيارة مدنية في شارع صلاح الدين كانت تقل نساءً وأطفالًا شمال شرق رفح.

وتزامنت عمليات السرقة وانتشار مجموعات اللصوص على شارع صلاح الدين شرق رفح، مع إطلاق جيش الاحتلال عشرات القذائف المدفعية على المنازل والأراضي الزراعية في  المناطق الشرقية لمدينتي رفح وخانيونس جنوب القطاع، إلى جانب إطلاق الرصاص العشوائي، حسب ما أفاد ثلاثة من شهود العيان لـ المنصة.

وكان مصدر في وزارة الداخلية صرح أمس لقناة الأقصى التابعة لحماس بأن الأجهزة الأمنية لحماس رصدت خلال الأسابيع الماضية، اتصالات بين عصابات اللصوص وقوات الاحتلال في تغطية أعمالها وتوجيه مهامها، وتوفير غطاء أمني لها من قبل ضباط الشاباك.

وفي إطار الحملة الأمنية التي أعلنت عنها وزارة الداخلية بغزة ضد عصابات اللصوص، أصدرت اليوم وحدة العمليات الخاصة ومجموعة سهم التابعة للداخلية تحذيرًا لكل من يقوم بالشراء أو البيع أو الوساطة مع قُطاع الطرق، وذلك فيما يخص البضائع والمساعدات المسروقة.

وقالت العمليات الخاصة وسهم، في بيان صدر عبر مجموعة وزارة الداخلية على واتساب واطلعت عليه المنصة، إنها ستتعامل بحزم وصرامة مع التجار والبائعين المتعاونين مع "أذناب الاحتلال الإسرائيلي"، وأن التعامل سيكون في الميدان أمام مرأى المواطنين.

وحول تطورات الأوضاع العسكرية في رفح، نسف جيش الاحتلال، اليوم، مربعات سكنية واسعة في الحي السعودي وحي تل السلطان في مناطق شمال غرب المدينة، حيث شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد في تلك المناطق من جنوب خانيونس، كما سُمعت أصوات عمليات النسف والتفجير، حسبما أفاد مصدر صحفي لـ المنصة.

وحسب مصدر ثانٍ، وهو صحفي تمكن من الوصول والتجول في منطقة خربة العدس شرق رفح، أكد مشاهدته الدمار الواسع الذي حل بمستشفى أبو يوسف النجار ومحيط المستشفى، مشيرًا إلى أنّ جيش الاحتلال دمر المستشفى بالكامل خلال وقت سابق، حتى أصبح غير صالح للعمل أو إعادة التأهيل.

وانتشلت طواقم الاسعاف في مستشفى العودة بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة الثلاثاء، جثمانين لشابين استهدفهما جيش الاحتلال بقذيفة مدفعية على تبة النويري، مدخل المخيم الغربي، كما تعرضت المنطقة لقصف مدفعي كثيف وإطلاق الرصاص، واستهدفت عدة منازل من بينها منزل مأهول بالسكان ما تسبب في إصابة 4 مدنيين، نقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج، حسب ما أفاد المصدر نفسه.

واستهدفت الطائرات الحربية منزلًا يعود لعائلة عيسى في مخيم البريج، ما أدى إلى إصابة 3 من سكان المنزل، من بينهم طفلة وُصفت إصابتها بالخطيرة، أُدخلت إلى غرفة العمليات بشكل مباشر في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، حسب ما قاله مصدر طبي لـ المنصة.

وفي مدينة غزة، قصفت المدفعية الإسرائيلية بشكل كثيف حي الصبرة وشارع 8 جنوب المدينة، حيث أصابت بعض القذائف منازل مأهولة بالمدنيين، ووصل مستشفى المعمداني أكثر من 10 إصابات نتيجة القصف، من بينهم جثمان المصور الصحفي أحمد أبو شريعة، الذي تعرض للقتل بقذيفة مدفعية أصابت منزله في حي الصبرة بشكلٍ مباشر، وذلك حسب ما أفاد مصدر طبي لـ المنصة.

وفي شمال القطاع، أفاد مدير مستشفى كمال عدوان ببيت لاهيا الدكتور حسام أبو صفية، باستهداف جيش الاحتلال للمرة الثانية الطابق الثالث للمستشفى بقذيفة مدفعية، ما تسبب في إصابة عدد من المرضى والجرحى الموجودين داخل مبنى المستشفى بسبب إصابات سابقة.

وأضاف "كل يوم بنفقد عدد إضافي من الجرحى بسبب عدم توفر علاج وعدم قدرتنا على إجراء عمليات جراحية عاجلة لهم، أعداد الضحايا يزيد يوم عن يوم ولا قدرة لنا على مساعدتهم".

يأتي ذلك في وقت وصل عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع في اليوم 410 إلى 43 ألفًا و972 قتيلًا، و104 آلاف و8 مصابين، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول من العام 2023، حسب التقرير اليومي لوزارة الصحة الفلسطينية.