هاجمت قوة "سهم" التابعة لوزارة الداخلية التي تديرها حركة حماس في قطاع غزة، أمس، مجموعة من عصابات سرقة شاحنات المساعدات، شمال شرق مدينة رفح، ما أدى إلى مقتل أكثر من 20 من اللصوص وإصابة أكثر من 40 آخرين وصلوا إلى مستشفيات غزة الأوروبي وناصر بخانيونس، حسبما أفادت مصادر طبية لـ المنصة.
وداهمت قوة من "سهم" المنطقة التي تحتمي داخلها العصابات برفح، حيث دارت اشتباكات بالأسلحة وقذائف TBG، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من أفراد العصابات، وبعض المارة في المكان، حسبما وصف شاهد لـ المنصة، موضحًا أن القوة التابعة لداخلية حماس هاجمت عددًا من تجمعات اللصوص الذين كانوا ينتظرون شاحنات المساعدات على طريق شارع صلاح الدين الرئيسي، وقتلت وأصابت عددًا منهم.
وأكد شاهد ثانٍ مهاجمتهم في وقت متزامن لعدد آخر من اللصوص على مفترق ميراج بين مدينتي رفح وخانيونس.
وقال مصدر في وزارة الداخلية، لم تسمه فضائية الأقصى التابعة لحماس، إن قواتهم نفذت عملية أمنية بالتعاون مع لجان عشائرية في القطاع، حيث تمكنت من قتل أكثر من 20 من لصوص شاحنات المساعدات الإغاثية، موضحًا أن تلك العملية لن تكون الأخيرة، حسبما نقلت وسائل إعلام فلسطينية.
وأكد المصدر أن الحملة الأمنية لا تستهدف عشائر محددة وإنما هدفها القضاء على ظاهرة سرقة الشاحنات.
وعملت عصابات اللصوص وقُطاع الطرق مؤخرًا على سرقة 109 شاحنات دفعة واحدة من أصل 150 شاحنة كان الاحتلال سمح بدخولها عبر معبر كرم أبو سالم جنوب شرق رفح، حيث تزايدت عدد السرقات للشاحنات خلال الأشهر الماضية من قبل العصابات التي تنامى دورها في ظل استهداف جيش الاحتلال المتكرر لعناصر الشرطة وعناصر تأمين شاحنات المساعدات في جنوب وشمال القطاع خلال الأشهر الماضية.
وأشار المصدر في وزارة الداخلية إلى أن الأجهزة الأمنية لحماس رصدت خلال الأسابيع الماضية، اتصالات بين عصابات اللصوص وقوات الاحتلال في تغطية أعمالها وتوجيه مهامها، وتوفير غطاء أمني لها من قبل ضباط الشاباك.
في غضون ذلك، أوضح مصدر آخر في وزارة الداخلية بغزة لـ المنصة أن غالبية أفراد عصابات اللصوص، هم شخصيات إجرامية غالبيتهم كان معتقلًا لدى الأجهزة الأمنية قبل الحرب التي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، وأنهم خرجوا بعد استهداف الاحتلال للسجون والمقرات الأمنية، مشيرًا إلى أن بعضهم كان محكومًا بالإعدام وآخربن عليهم محكوميات مشددة.
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن العصابات تعمل مؤخرًا في مناطق يسيطر عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث تقيم مخازنها في المناطق الشرقية لمدينة رفح بالتحديد، مؤكدًا أنهم تورطوا في جرائم تجاوزت حد السرقة، بل وصل الأمر إلى مشاركتهم في اغتيال عدد من عناصر المقاومة خلال تصديهم لجيش الاحتلال.
وكشفت مذكرة داخلية صادرة عن الأمم المتحدة، حصلت واشنطن بوست على نسخة منها، أن قائد عصابة غزية أنشأ مجمعًا عسكريًا في منطقة خاضعة لسيطرة ودوريات جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث تعمل بحرية وتقوم تلك العصابة بسرقة عشرات الشاحنات الإغاثية في جنوب ووسط قطاع غزة.
وقالت منظمات إغاثية لواشنطن بوست إنها تقدمت بطلبات للاحتلال الإسرائيلي، طالبته باتخاذ تدابير لحماية القوافل، بما في ذلك توفير طرق بديلة أكثر أمانًا وفتح المعابر، بالإضافة للسماح للشرطة المدنية في غزة بحماية الشاحنات، إلا أن جميع الطلبات قوبلت بالرفض.
وحسبما قال عمال الإغاثة وسائقو الشاحنات، فإن جيش الاحتلال كانت قواته على مقربة من أماكن سرقة الشاحنات وتحت مرمى بصرها، إلا أنها لم تتدخل، بما يدلل على تواطؤه، حسب واشنطن بوست.
ونفى جيش الاحتلال الاتهامات، قائلًا إن قواته "اتخذت إجراءات مضادة محددة الهدف ضد اللصوص، مع التركيز على استهداف الإرهابيين (يقصد عناصر المقاومة الفلسطينية) وتأمين المساعدات، ومنع الأضرار الجانبية التي قد تواجهها شاحنات المساعدات"، مضيفًا "يعمل الجيش على تمكين وتسهيل نقل المساعدات"، حسب واشنطن بوست
وسمح جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الاثنين، بدخول أكثر من 30 شاحنة محملة بالخضروات والفواكه ومواد غذائية ومساعدات إنسانية للمنظمات الدولية في قطاع غزة، وقال شاهد لـ المنصة إن أكثر من 15 شاحنة دخلت إلى جنوب القطاع عن طريق معبر كرم أبو سالم وعبرت من شارع صلاح الدين، دون أن تتعرض للنهب أو السرقة، عقب الهجوم المفاجئ الذي نفذه عناصر الأمن بغزة على عصابات وقُطاع الطرق جنوب القطاع.
فيما أفاد شاهد ثانٍ لـ المنصة بدخول 15 شاحنة محملة بالخضار والفواكه وزيت القلي والمعلبات إلى مدينة غزة قادمة عبر حاجز نتساريم وصولاً إلى مخازن صناعة الوكالة جنوب غرب غزة.
وفي سياق آخر، تعرضت آلاف من خيام النازحين جنوب ووسط قطاع غزة، فجر الثلاثاء، للغرق نتيجة الأمطار الشديدة. وقال مصطفى كشكو، نازح من مدينة غزة إلى غرب خانيونس، لـ المنصة، إن خيمته بكل ما فيها غرقت جراء الأمطار، مضيفًا "مش لحالنا كل الخيم حولينا هيك، وهينا قاعدين بالبرد مش عارفين كيف بدنا ننام ولا أطفالنا يناموا".
وقال عيد عبد الهادي لـ المنصة، وهو نازح مع عائلة في خيمة بمنطقة البصة غرب مدينة دير البلح وسط القطاع، إن خيامهم تحولت إلى مستنقع للمياه، ما اضطرهم لتركها والجلوس على الرصيف تحت قطع من النايلون وسط البرد الشديد.
وتابع "أنا مش عارف وين المنظمات الدولية ووين الشعوب ووين العالم، بدنا خيم وبدنا نايلون يحمينا ويحمي ولادنا من الشتا والبرد، يحمينا من المرض، مش بكفي فقدنا بيوتنا وكل أغراضنا بسبب الحرب والقصف، كمان الخيمة بدهاش تحمينا وتأوينا".
ويستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ410، الذي راح ضحيته 43922 قتيلًا، و103898 مصابًا منذ طوفان الأقصى، حسب أحدث الإحصائيات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية.