قررت نيابة شمال المنصورة الكلية، اليوم، حبس 5 من أهالي مدينة المطرية بمحافظة الدقهلية، 4 أيام على ذمة التحقيقات، وإيداع طفل بمؤسسة رعاية الأحداث لمدة أسبوع، وإخلاء سبيل 23 آخرين بكفالة 10 آلاف جنيه، على خلفية مشاركتهم في احتجاجات للمطالبة بإصلاح طريق المطرية بورسعيد، وفق نقيب المحامين بالمطرية إسلام خيري نور الدين لـ المنصة.
وألقت قوات الأمن السبت الماضي، القبض على 29 شخصًا من أهالي المطرية، بينهم طفل دون سن الـ18 سنة، بعد فض التظاهرة بالغاز المسيل للدموع للمطالبة بتطوير الطريق الذي شهد مساء الأربعاء الماضي حادث تصادم أوتوبيس يقل عمالًا بالمنطقة الاستثمارية ببورسعيد بسيارتين إحداهما نقل والأخرى أجرة، ما أدى إلى مصرع 13 شخصًا وإصابة 22 آخرين من عمال مصنع ملابس بمنطقة الاستثمار ببورسعيد.
وخضع المتهمون الـ29 للتحقيق، أمس، أمام نيابة شمال المنصورة الكلية، التي وجهت لهم "تهم التجمهر وقطع الطريق ومقاومة السلطات"، وقررت استكمال التحقيق معهم اليوم بعد ورود التحريات.
وقال نقيب المحامين بالمطرية إسلام نور الدين لـ المنصة إن تحريات الأمن الوطني التي وردت للنيابة، أكدت الواقعة لكنها نفت أي توجهات سياسية للمتهمين.
وأشار نور الدين إلى أن المتهمين الخمسة الذين قررت النيابة حبسهم، إضافة للطفل الحدث، ظهروا في الفيديوهات التي تم تصويرها أثناء الاحتجاجات.
وأوضح نور الدين أن المتهمين الخمسة سيعرضون على النيابة بعد 4 أيام، وإذا لم يتم إخلاء سبيلهم، وجددت حبسهم، سيستأنف المحامون على القرار أمام المحكمة، فيما سيتم عرض الطفل أمام النيابة بعد أسبوع، مشيرًا إلى احتمالية إخلاء سبيله.
وفي تصريحات سابقة لـ المنصة، قال أحد الأهالي إن أحداث السبت اندلعت بعد تجمع عدد من أمهات ضحايا الحادث، وقطعهن طريق المطرية بورسعيد، فيما تعاطف معهن أهالي مدينة المطرية خاصة عمال المصانع، الذين كانوا في طريقهم لمنطقة الاستثمار ببورسعيد، حيث تجمع المئات في خلال دقائق.
وطالب الأهالي خلال الاحتجاجات، بإقامة حاجز خرساني يمنع مرور سيارات النقل على الطريق، وإنارته، وإنشاء مطبات أمام المداخل السكنية، لكن قوات الشرطة تعاملت بقسوة شديدة مع الاحتجاجات، وأطلقت عشرات القنابل المسيلة للدموع، ما أدى للعديد من حالات الاختناق خاصة بين الأطفال.
وكانت الحركة المدنية الديمقراطية أدانت تداعيات الحادث، وقالت في بيان "إننا نؤكد على تضامننا الكامل مع أهالي المطرية في هذا الظرف الصعب، وندعو بالشفاء العاجل للمصابين".
كذلك أدانت "التعامل الأمني العنيف مع الاحتجاجات السلمية المشروعة"، ودعت إلى إجراء تحقيق شامل وعادل لتحديد المسؤولين عن التعامل الغاشم مع المحتجين، ومحاسبة كل من يثبت تقصيره وفقًا للقانون.
وعقب الاحتجاجات نشرت الصفحة الرسمية لمحافظة الدقهلية على فيسبوك صورًا وفيديوهات يظهر فيها محافظ الدقهلية طارق مرزوق وهو يتفقد وضع حواجز خرسانية لمنع عربات النقل الثقيل من المرور على طريق الحزام الآمن مرورًا بالجمالية والمنزلة والمطرية، وإقامة مطبات وعواكس.
ونقلت الصفحة عن المحافظ، أنه "سيتم اتخاذ كل التدابير الاحترازية وتطبيق وسائل الأمان لمنع وقوع مثل هذا الحادث مرة أخرى"، وتوجيهه لرؤساء مراكز ومدن الجمالية والمنزلة والمطرية بسرعة الانتهاء من أعمال وضع وصب الكتل الخرسانيه على الطريق وإنشاء مطبات صناعية ووضع علامات فسفورية وإنارة الطريق بالكامل.
وشهد طريق "المطرية- بورسعيد" حوادث عدة خلال الفترة الأخيرة، ففي يناير/كانون الثاني الماضي، أُصيب 26 شخصًا إثر تصادم أوتوبيس نقل ركاب مع جرار، وفي أبريل/نيسان الماضي، أصيب 23 شخصًا إثر حادث تصادم سيارتين ميني باص.
وتسببت حوادث الطرق في مصر خلال العام الماضي 2023 في وفاة 5861 شخصًا، مقابل 7762 عام 2022، وفق بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فيما بلغت أعداد الإصابات 71 ألفًا عام 2023 مقارنة بـ55.9 ألف في 2022.