خضع 29 من أهالي مدينة المطرية بمحافظة الدقهلية للتحقيق، أمس الاثنين، أمام نيابة شمال المنصورة الكلية، بعد القبض عليهم السبت الماضي، على خلفية مشاركتهم في احتجاجات للمطالبة بإصلاح طريق "المطرية- بورسعيد"، فيما أمرت النيابة عرضهم اليوم رفقة التحريات، وفق محاميهم حسن الملهاط على فيسبوك، وحسبما أكد اثنين من أهالي المقبوض عليهم لـ المنصة.
وألقت قوات الأمن القبض على 29 شخصًا، السبت، بعد فض تظاهرة لأهالي المطرية بمحافظة الدقهلية، استمرّت 4 ساعات، طالبوا خلالها بإصلاح طريق "المطرية- بورسعيد"، الذي شهد حادثًا الأسبوع الماضي، أدى إلى مصرع 13 شخصًا وإصابة 22 آخرين من عمال أحد مصانع الملابس بمنطقة الاستثمار ببورسعيد.
وقالت شقيقة أحد المقبوض عليهم لـ المنصة، التي طلبت عدم نشر اسمها، إنهم ظلوا خلال اليومين الماضيين يبحثون عن ذويهم في قسم شرطة مركز المطرية ومديرية الأمن بالمنصورة، لكنهم لم يعرفوا مكانهم سوى قبل ساعات من عرضهم على نيابة المنصورة، مشيرة إلى قول أحد المحامين ممن تابعوا مع الأهالي إن اختفائهم خلال اليومين الماضيين ربما كان بسبب التحقيق معهم في الأمن الوطني.
وأضافت "المحامين اللي حضروا معاهم بلغونا بعد انتهاء التحقيقات إن النيابة وجهت لهم تهم التجمهر وقطع الطريق والشغب، وقررت عرضهم اليوم بعد ورود تحريات المباحث".
وقال والد أحد المقبوض عليهم لـ المنصة، الذي طلب عدم نشر اسمه، إن الأهالي ظلوا أمام نيابة المنصورة حتى انتهاء التحقيقات، في وقت متأخر من مساء أمس الاثنين، وأنهم كانوا يتوقعون خروجهم، لكنهم فوجئوا بقرار النيابة حجزهم وعرضهم باكر رفقة التحريات، ما آثار تخوف الأهالي.
وعلق "تحريات إيه اللي طلبتها النيابة، الكل عارف إن الأهالي وفيهم شباب صغير طلعوا غضبانين على وفاة ولادهم وبناتهم، وما عملوش أعمال شغب، بالعكس انضرب عليهم قنابل غاز من الشرطة، بيطلبوا تحريات من الشرطة اللي اتسببت في تصاعد الأحداث، معقول الشرطة هتطلع نفسها مدانة؟".
وقال أحد الأهالي لـ المنصة إن أحداث السبت اندلعت بعد تجمع عدد من أمهات ضحايا الحادث في السابعة صباحًا، وقطعهن طريق "المطرية- بورسعيد" وهن في حالة هيسترية، فيما تعاطف معهن أهالي مدينة المطرية خاصة عمال المصانع، الذين كانوا في طريقهم لمنطقة الاستثمار ببورسعيد، حيث تجمهر المئات في خلال دقائق.
وتابع المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه "إحنا شغالين في مصانع بورسعيد، ومن يوم الحادثة قلبنا محروق على زمايلنا اللي راحوا، لما شفنا أمهاتهم واقفين بيصرخوا علينا انزلوا مش عايزينكم تروحوا تموتوا زي ولادنا، نزلنا منهارين نهديهم ووقفنا الطريق، وقولنا مش هنمشي غير لما الطريق يتصلح، الشرطة جت بدل ما تهدينا ضربت علينا قنابل غاز".
وأضاف أن مطالبهم كانت تتلخص في إقامة حاجز خرساني يمنع مرور سيارات النقل على الطريق، وإنارته، وإنشاء مطبات أمام المداخل السكنية، مشيرًا إلى وقوع حوادث على الطريق خلال السنوات الماضية.
وعقب الأحداث نشرت الصفحة الرسمية لمحافظة الدقهلية على فيسبوك صورًا وفيديوهات يظهر فيها محافظ الدقهلية طارق مرزوق وهو يتفقد وضع حواجز خرسانية لمنع عربات النقل الثقيل من المرور على طريق الحزام الآمن مرورًا بالجمالية والمنزلة والمطرية، وإقامة مطبات وعواكس.
ونقلت الصفحة عن المحافظ، إنه "سيتم اتخاذ كل التدابير الاحترازية وتطبيق وسائل الأمان لمنع وقوع مثل هذا الحادث مرة أخرى"، وتوجيهه لرؤساء مراكز ومدن الجمالية والمنزلة والمطرية بسرعة الانتهاء من أعمال وضع وصب الكتل الخرسانيه على الطريق وإنشاء مطبات صناعية ووضع علامات فسفورية وإنارة الطريق بالكامل.
وشهد طريق "المطرية- بورسعيد" حوادث عدة خلال الفترة الأخيرة، ففي يناير/كانون الثاني الماضي، أُصيب 26 شخصًا إثر تصادم أوتوبيس نقل ركاب مع جرار، وفي أبريل/نيسان الماضي، أصيب 23 شخصًا إثر حادث تصادم سيارتين ميني باص.
وتسببت حوادث الطرق في مصر خلال العام الماضي 2023 في وفاة 5861 شخصًا، مقابل 7762 عام 2022، وفق بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فيما بلغت أعداد الإصابات 71 ألفًا عام 2023 مقارنة بـ55.9 ألف في 2022.