منع جيش الاحتلال الإسرائيلي عشرات المرضى الفلسطينيين ومرافقيهم من السفر للعلاج خارج قطاع غزة، بعدما سحب أوراق سفرهم، أمس، وواصل قصف عشرات المنازل في بيت لاهيا شمالًا وإجبار عائلات على النزوح القسري إلى مدينة غزة، فيما أطلقت فصائل المقاومة قذيفة صاروخية من وسط القطاع اعترضتها القبة الحديدية.
وقال اثنان من مرافقي مرضى السرطان لـ المنصة، الذين كان من المقرر سفرهم أمس عن طريق معبر كرم أبو سالم جنوب شرق مدينة رفح، إنه قبل صعودهم الأوتوبيسات المتجهة للمعبر، أبلغهم مندوب عن منظمة الصحة العالمية، وهي الجهة التي عملت على تنسيق سفر المرضى مع الاحتلال الإسرائيلي، بسحب أوراق سفر بعضهم دون إبداء الأسباب.
وأضافت مرافقة لشقيقتها مريضة السرطان "إحنا طلعنا وتركنا عائلاتنا بالشمال تحت القصف والقتل والموت، طلعنا وكان في جزء من الأمل لأختي في استكمال علاجها، واليوم منعونا من السفر، طيب إحنا مين يرجعنا للشمال عند عائلاتنا".
وكان جيش الاحتلال قسم قطاع غزة إلى جزئين في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، حيث أنشأ محور نتساريم الذي يفصل القطاع من شرقه إلى غربه بامتداد 7 كيلومترات طولًا وعرضًا، بعدما أنشأ حاجزين، الأول على طريق صلاح الدين شرقًا، والثاني على طريق شارع البحر غربًا، وعمل منذ إنشائه على ترحيل السكان من الشمال إلى الجنوب ومنعهم من العودة حتى الآن.
وسمح جيش الاحتلال، خلال الأشهر الماضية، وبعد احتلاله لمعبر رفح البري، بسفر المرضى عن طريق معبر كرم أبو سالم وبالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية ثلاث مرات، وتعتبر هذه المرة الأولى التي يسحب فيها أوراق المرضى والمرافقين بعد السماح لهم ومنحهم الموافقات الأمنية.
ولم تعلق منظمة الصحة العالمية أو جيش الاحتلال الإسرائيلي على الحادثة، فيما أصيب المرضى والمرافقون بخيبة أمل.
وفي سياق آخر، كثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس، عمليات القصف المدفعي وبالطائرات الحربية على بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وأجبر عشرات العائلات على النزوح القسري من منطقة الشيماء بالبلدة إلى مدينة غزة عن طريق شارع صلاح الدين شرقًا.
يأتي ذلك في إطار العملية البرية العسكرية التي يشنها جيش الاحتلال على مختلف مناطق شمال القطاع منذ الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث واصل العمل على نسف المباني والمربعات السكنية بمنطقة الصفطاوي ومخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا.
وتقدم جيش الاحتلال بآلياته العسكرية إلى داخل منطقة الشيماء غرب بيت لاهيا، وتوجه باتجاه مدرسة الفاخورة التي تحولت إلى مركز إيواء للنازحين، حيث أجبرهم بعد المحاصرة على إخلاء المدرسة والنزوح باتجاه الحاجز الإسرائيلي بالقرب من مستشفى الإندونيسي ليتم اعتقال بعض الشباب والسماح للنساء والأطفال وبعض الشباب بالمرور بعد إجراء فحص أمني ميداني، حسب شاهد عيان لـ المنصة.
وقال شاهد عيان ثانٍ لـ المنصة إن الاحتلال استهدف عشرات المنازل والمدارس بالقذائف المدفعية وإطلاق الرصاص المباشر، في الوقت الذي لا تزال عدد من العائلات تحتمي داخل منازلها المأهولة، وتعرض بعض أفرادها للقتل والإصابة، فيما لم تتمكن أي من طواقم الإسعاف أو الدفاع المدني من إنقاذهم بسبب منع جيش الاحتلال لهم.
وفي جباليا، استهدف جيش الاحتلال مدرسة حليمة السعدية، التي تؤوي مئات من العائلات النازحة، بالقذائف المدفعية، وقال شاهد عيان لـ المنصة إن القصف تسبب في قتل 3 من النازحين وأصاب العشرات حيث تم التعامل معهم داخل المدرسة بسبب عدم قدرتهم على نقلهم والوصول للمستشفيات.
وقتل الاحتلال 5 مدنيين آخرين في استهداف بصاروخ من طائرة استطلاع أثناء وجودهم في الشارع بالقرب من مسجد حيفا في تل الزعتر شمال القطاع، حسب مصدر طبي في مستشفى العودة لـ المنصة.
وفي مدينة غزة، وصلت جثامين 4 مدنيين بينهم طفلان إلى مستشفى المعمداني، جراء قصف إسرائيلي استهدف تجمعًا للمواطنين قرب ملعب فلسطين الكروي غرب المدينة، فيما وصل إلى مستشفى غزة الأوروبي بخانيونس 5 قتلى من استهدافين منفصلين من قبل مدفعية الاحتلال في مدينة رفح جنوب القطاع، حسب مصدر طبي بالمستشفى لـ المنصة.
ورصدت المنصة إطلاق فصائل المقاومة الفلسطينية قذيفة صاروخية من المناطق الشرقية لوسط القطاع باتجاه مستوطنات غلاف غزة، حيث اعترضتها القبة الحديدية على الفور، وبعد قرابة نصف ساعة من إطلاقها، رد جيش الاحتلال بقصف المنطقة بصاروخ من طائرة حربية دون أن يبلغ عن وصول ضحايا وإصابات للمستشفيات.
واستهدف جيش الاحتلال بصاروخ حربي، مساء أمس، منزلًا بالمخيم الجديد في النصيرات وسط قطاع غزة، وتمكنت طواقم الإسعاف من انتشال 4 قتلى و15 مصابًا بينهم أطفال ونساء، فيما أكد شاهد عيان لـ المنصة وجود 4 قتلى آخرين تحت أنقاض المنزل، ولم تتمكن طواقم الإسعاف من انتشالهم بسبب تحليق مسيرات إسرائيلية على مستوى منخفض فوق المنزل المستهدف.
كما ألقت طائرات الاحتلال، مساء أمس، منشورات تحذيرية على سكان مدينة غزة، تحذرهم من التعاون مع حركة حماس، وادعى الجيش في بيانه أنه "وبعدما قضى على أعوان إيران، حماس، في القطاع، وبعد إنهائه لحكم الحركة قررت حكومة الاحتلال مد يد العود للسكان لبناء غزة الجديدة"، محذرًا "كل من يفكر أن يتعاون مع حماس مستقبلًا بأنه سيدفع الثمن".
ويتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أطلقت حماس عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر من العام الماضي، ردًا على الانتهاكات الإسرائيلية قبلها بشهور، وتمكنت خلالها من احتجاز نحو 230 شخصًا، غالبيتهم إسرائيليون، وإثرها اجتاح جيش الاحتلال القطاع، ونفذ عملية متواصلة راح ضحيتها حتى أول أمس، نحو 43391 ألف شخص، أغلبهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 102 ألف مصاب، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية.