منشور
الأحد 6 أكتوبر 2024
- آخر تحديث
الأحد 6 أكتوبر 2024
قصفَ طيران الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم، النازحين داخل مسجد بجوار مستشفى شهداء الأقصى شمال مدينة دير البلح بقطاع غزة، ما أسفر عن مقتل أكثر من 18 شخصًا وعشرات الإصابات، كما استهدف بقصفه مدرسَتين بالمدينة نفسها قُتل خلاله شابان وأصيب آخرون، فيما استهدف عشرات البنايات السكنية في مخيم جباليا مساء أمس، مخلفًا 30 قتيلًا و150 جريحًا فيما لا يزال آخرون تحت الركام.
ووصف شهود عيان عمليات قصف مخيم جباليا لـ المنصة، بعودة الأيام الأولى للحرب التي بدأت قبل عام، إذ شن الاحتلال قصفًا عنيفًا بالأحزمة النارية المكثفة من الطائرات الحربية وطائرات الاستطلاع والقذائف المدفعية بالإضافة إلى إطلاق النار من الطائرات المروحية على المنازل وسيارات الإسعاف التي حاولت الوصول لأماكن القصف وانتشال الضحايا والمصابين.
وتزامن استهداف مخيم جباليا مع قصف مستمر في بيت لاهيا شمال القطاع في مناطق التوام والعطاطرة والسلاطين، حيث تعرضت تلك المناطق لسلسلة من الاستهدافات وصفت بالعنيفة من طائرات الاحتلال.
وقال أحد شهود العيان إن طائرات الاحتلال شنت هجومًا حربيًا مكثفًا على شمال قطاع غزة دون سابق إنذار، حيث يتواجد آلاف المدنيين في بقايا منازلهم المدمرة والخيام المقامة على أنقاض المنازل، إذ دمرت منزلًا ما أودى بحياة 10 سكانه فيما لم تتمكن طواقم الدفاع المدني من انتشال آخرين تحت الأنقاض بسبب كثافة القصف في المنطقة.
وقصفت الطائرات الحربية شاحنة لتوزيع مياه الشرب بالقرب من نادي خدمات جباليا الرياضي ما أدى إلى وقوع ضحايا وإصابات لم يعرف عددهم بسبب عدم قدرة سيارات الإسعاف من الوصول للمكان.
وعلى إثر التصعيد الإسرائيلي وكثافة القصف والاستهدافات، اضطرت عشرات العائلات للنزوح من منازلها تحت القصف وإطلاق الرصاص، حيث أكد شاهدي عيان لـ المنصة، إخلاء المواطنين منازلهم واضطرارهم للنزوح القسري من مكان سكنهم إلى مناطق شمال مدينة غزة.
وقال مصدر في الخدمات الطبية بالإسعاف والطوارئ بمستشفى كمال عدوان، لـ المنصة، إن الاحتلال استهدف سيارات الإسعاف التي كانت تنقل الإصابات والضحايا خلال استهداف منزلًا في منطقة القصاصيب بمخيم جباليا، ما تسبب في تعطلها دون أن يصاب أحد في الطواقم.
من ناحيته، قال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لـ المنصة، "طواقمنا غير قادرة على التعامل مع العدد الكبير من المنازل السكنية التي استهدفها الاحتلال في شمال قطاع غزة"، مضيفًا "لا يزال هناك عالقون تحت الأنقاض، وطواقمنا غير قادرة على التعامل معها بسبب تزامن قصفها ولعدم توفر معدات الإنقاذ الثقلة".
كما ارتكب الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم، "مجزرة" بحق النازحين داخل مسجد مقابل لبوابة مستشفى شهداء الأقصى شمال مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
وانتشل المواطنون أكثر من 18 قتيلًا أحدهم فُصل رأسه عن جسده، وعددًا من الإصابات، بعدما استهدف جيش الاحتلال المسجد بصاروخ من طائرة حربية دون سابق إنذار، ما أدى إلى تدمير المسجد بالكامل.
وقال أحد المصابين لـ المنصة "كنا نايمين بالجامع وكل يوم بنام داخله، كلنا شباب لا عنا بيوت ولا عائلاتنا معنا، أنا مش عارف ايش صار لقيت حجار فوقي والدنيا ضباب، بعدين لقيت شباب حملوني للمستشفى".
وصرخت شابة متطوعة طمن فريق التمريض داخل المستشفى على والدها الذي قتل أثناء نومه في المسجد "يابا ليش رحت وتركتني، مش وعدتني نضل مع بعض ودير بالك عليا".
وقال المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى خليل الدقران، لـ المنصة، إن هناك عددًا من الإصابات في حالة خطيرة واضطروا إدخالهم إلى قسم العمليات لإجراء جراحات عاجلة.
وقبل استهدف المسجد بدقائق، قصفت طائرات الاحتلال مدرسة ابن رشد في منطقة التعابين التي تبعد عن المسجد أقل من كيلومترين، حيث تأوي عشرات العائلات النازحة دون تحذير سابق، ما أدى إلى مقتل شاب وإصابة آخرين وصلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى لتلقي العلاج.
واندلع حريق داخل المدرسة نتيجة القصف، حيث عملت طواقم الدفاع المدني على إطفاء الحريق الذي التهم عددًا من خيام النازحين داخل ساحات المدرسة قبل السيطرة عليه.
كما استهدف جيش الاحتلال مساء أمس، منزلًا غرب مخيم النصيرات ما أدى إلى مقتل 3 مدنيين وإصابة آخرين، وقال مصدر في مستشفى العودة بالمخيم، إنهم عملوا على تحويل 4 إصابات إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح لخطورة حالتهم الصحية نتيجة إصابتهن البالغة.
وقصفت الطائرات الإسرائيلية مدرسة الشافعي والتي تأوي نازحين في منطقة عسقولة القريبة من مستشفى المعمداني وسط مدينة غزة، وقُتل شاب وأُصيب آخرون من بينهم أطفال نتيجة القصف المباشر لمبنى المدرسة.
ويتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم 366، منذ أطلقت حماس عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ردًا على الانتهاكات الإسرائيلية قبلها بشهور، وتمكنت خلالها من احتجاز نحو 230 شخصًا، غالبيتهم إسرائيليون، وإثرها اجتاح جيش الاحتلال القطاع، ونفذ عملية مستمرة للشهر الثاني عشر، راح ضحيته حتى أمس 41,825 شخصًا أغلبهم من الأطفال والنساء، فيما أصيب 96,910 آخرين، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية.