توالت ردود الفعل على عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجددًا إلى البيت الأبيض، عقب الانتخابات التي اختتمها ترامب بكلمة بين أنصاره يعلن فيها تحقيقه "انتصارًا سياسيًا تاريخيًا"، بين دول مُهنئة، وأخرى مترقبة لما سيفعله ترامب.
وحصد ترامب 279 صوتًا من أصوات المجمع الانتخابي، مقابل 223 صوتًا لمنافسته كامالا هاريس، فيما يبلغ حد الفوز 270 صوتًا، وفق BBC.
وكانت إسرائيل أول المُهنئين بفوز ترامب، بمجرد إنهاء كلمته، التي قالها فجر الأربعاء بتوقيت الولايات المتحدة.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عودة ترامب إلى البيت الأبيض بـ"التاريخية". وقال عبر إكس "عودتك التاريخية إلى البيت الأبيض تمنح الولايات المتحدة بداية جديدة، وتجدد الالتزام بالتحالف العظيم بين إسرائيل والولايات المتحدة".
ويعد ترامب من أبرز الداعمين لنتنياهو وإسرائيل، وسبق وصرح بأنه لو كان موجودًا في الحكم لما وقعت أحداث 7 أكتوبر، في إشارة إلى عملية طوفان الأقصى.
ولم تبدِ حماس في المقابل امتعاضًا من فوز ترامب، إذ قال القيادي الكبير في الحركة سامي أبو زهري إن فوز ترامب بالمنصب "يجعله أمام اختبار لترجمة تصريحاته بأنه يستطيع وقف الحرب خلال ساعات"، حسب سكاي نيوز.
وأضاف أبو زهري أن "خسارة الحزب الديمقراطي هي الثمن الطبيعي لمواقف قيادتهم الإجرامية تجاه غزة"، داعيًا ترامب إلى "الاستفادة من أخطاء" الرئيس جو بايدن.
كما أكد عضو المكتب السياسي لحماس في قطاع غزة باسم نعيم أن على واشنطن "وقف الدعم الأعمى" لإسرائيل ووضع حد للحرب في قطاع غزة، حسب المصدر نفسه.
وتقدم الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتهنئة لترامب، قائلًا عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، "أتقدم بخالص التهنئة للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، وأتمنى له كل التوفيق والنجاح في تحقيق مصالح الشعب الأمريكي".
وتطلع السيسي "لأن نصل سويًا لإحلال السلام والحفاظ على السلم والاستقرار الإقليمي، وتعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة وشعبيهما الصديقين".
وأضاف "لطالما قدم البلدان نموذجًا للتعاون ونجحا سويًا في تحقيق المصالح المشتركة للبلدين الصديقين، وهو ما نتطلع إلى مواصلته في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها العالم".
وتمنى أمير دولة قطر تميم بن حمد لترامب، خلال برقية التهنئة بفوزه بالرئاسة "التوفيق، وللعلاقات بين البلدين المزيد من التطور والازدهار".
وبعث خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز ببرقية تهنئة إلى بايدن، مشيدًا بـ"تميز العلاقات التاريخية الوثيقة القائمة بين البلدين والشعبين الصديقين، التي يسعى الجميع لتعزيزها وتنميتها في المجالات كافة"، كما أرسل ولي عهده الأمير محمد بن سلمان ببرقية أخرى.
من جانبها، اعتبرت إيران أن اسم الرئيس الأمريكي الجديد لا يمثل فارقًا بالنسبة لها. وقالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني إن السياسات العامة لإيران وأمريكا سياسات ثابتة، حسب وكالة أنباء تسنيم.
وأضافت مهاجراني أن "انتخاب رئيس الولايات المتحدة ليس له ارتباط بنا"، مشيرة إلى أن "التدابير اللازمة تم التخطيط لها مسبقًا. لن يكون هناك تغيير في معيشة الناس، ولا فرق كبير في من سيكون الرئيس في أمريكا".
وسبق وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، ثم أعقبه فرض عقوبات عليها، خلال فترة حكم الرئيس دونالد ترامب الأولى، وتحديدًا في مايو/آيار 2018.
أما الصين التي هاجمها ترامب كثيرًا خلال فترة حكمه الأولى، فقالت عقب إعلان ترامب فوزه إنها "ستتعامل مع الولايات المتحدة على أساس الاحترام المتبادل"، جاء ذلك ردًا على سؤال للمتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، حول كيفية تأثير عودة ترامب إلى المكتب البيضاوي على العلاقات الأمريكية الصينية، مضيفة "سياستنا تجاه الولايات المتحدة متسقة"، حسب الحرة.
وأضافت، خلال تصريح صحفي في بكين، "سنواصل النظر إلى العلاقات الصينية الأمريكية، والتعامل معها، وفقًا لمبادئ الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين".
ويقترح ترامب فرض رسوم جمركية على الواردات الصينية تزيد على 60%، وإنهاء وضع الدولة الأولى بالرعاية التجارية للصين.
وأوروبيًا، هنأ المستشار الألماني أولاف شولتس، ترامب بفوزه، مؤكدًا أنه يريد العمل مع الولايات المتحدة "من أجل تشجيع الازدهار والحرية"، قائلًا عبر إكس "تتعاون ألمانيا والولايات المتحدة معًا منذ فترة طويلة بنجاح من أجل تشجيع الازدهار والحرية على جانبي الأطلسي. سنواصل القيام بذلك من أجل مصلحة مواطنينا".
وقالت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني "باسمي وباسم الحكومة الإيطالية، أقدم أصدق التهاني للرئيس المنتخب للولايات المتحدة دونالد ترامب. إيطاليا والولايات المتحدة دولتان شقيقتان ترتبطان بتحالف راسخ، وقيم مشتركة وصداقة تاريخية"، حسب مونت كارلو الدولية.
أما روسيا فقالت إنها ستحكم على رئاسة ترامب على أساس أفعاله. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف لصحافيين "سنستخلص استنتاجات مبنية على خطوات وكلمات ملموسة"، حسب المصدر نفسه.
وأضاف بيسكوف أنه "ليس على علم باعتزام الرئيس فلاديمير بوتين تهنئة ترامب"، نظرًا إلى أن الولايات المتحدة "دولة غير صديقة... نحن نتحدث عن دولة معادية تشارك بشكل مباشر وغير مباشر في حرب ضد دولتنا".
هذا وبلغت العلاقات الروسية الأمريكية أدنى مستوياتها منذ شنّت روسيا هجوما على أوكرانيا مع لوم الكرملين الغرب لدعمه كييف.
وعلق الناطق باسم الكرملين "عمليًا، من المستحيل أن تتدهور العلاقات أكثر. إنها في أدنى مستوياتها. وفيما يتعلق بما سيحدث، فإن كل شيء سيعتمد على القيادة الأمريكية".
وكان ترامب قال خلال حملته الانتخابية عن روسيا والصين في سبتمبر/أيلول الماضي، "لديكم قوى خارجية مع الأعداء، تسمونهم روسيا والصين ودولًا مختلفة، ولا أعرف أنهما أعداء، أعتقد أننا سنتفق بشكل رائع مع الصين، وأعتقد أننا سنتفق بشكل رائع مع روسيا، أريد أن أجعل روسيا تتوصل إلى تسوية مع أوكرانيا وتوقف الحرب".