قال مدير مستشفى كمال عدوان الدكتور حسام أبو صفية لـ المنصة إن وفدًا من منظمة الصحة العالمية وصل، مساء الأحد، إلى المستشفى في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، لإجلاء عدد من الجرحى والمصابين داخل أروقته، بعدما تعرض لهجوم وتدمير من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي قبل قرابة أسبوع.
ونُقل المرضى إلى مستشفى الشفاء حسبما قال مصدر طبي لـ المنصة، وبعد مغادرة وفد الصحة العالمية وبعض المصابين، استهدف جيش الاحتلال المستشفى ومرافقه بالقذائف المدفعية، ما تسبب في إصابة 6 أطفال في قسم المبيت وحضانة الأطفال، بالإضافة لاستهداف طال ساحة المستشفى وخزانات المياه، حسب أبو صفية.
وأضاف أن القصف لم يتوقف خلال ساعات الليلة الماضية في محيط المستشفى، حيث تسببت الانفجارات في أضرار كبيرة، وتحطمت غالبية أبواب ونوافذ المستشفى، الأمر الذي أثار حالة من الرعب والخوف لدى العدد القليل الموجود من الكوادر الطبية والمرضى والمرافقين لهم.
وأكد مدير مستشفى كمال عدوان أن الاحتلال الذي اعتقل عددًا من الكوادر الطبية قبل أيام "يرفض السماح لأي طواقم طبية متخصصة بالدخول إلى شمال غزة. كما لم يسمح بدخول أي سيارة إسعاف".
ونوه إلى أن المستشفى يستوعب 120 مريضًا في الوقت الحالي، وغالبيتهم بحاجة إلى عمليات جراحية عاجلة "للأسف، نحن غير قادرين على تقديم أي مساعدة، ونحن بحاجة ماسة إلى زيادة الضغط على المجتمع الدولي لمساعدة نظام الرعاية الصحية على أداء واجباته وفقًا للقوانين الإنسانية المعمول بها".
وفي غضون ذلك، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي التحقيق في حادث استهداف كمال عدوان بعد مغادرة وفد الصحة العالمية، قائلًا في بيان على واتساب إن "عبوة شديدة الانفجار تابعة لفصائل المقاومة الفلسطينية انفجرت بالقرب من المستشفى خلال مغادرة قافلة الوفد التي عملت على إخلاء عدد من الجرحى".
وأضاف جيش الاحتلال أن عملية الإجلاء "تأتي في إطار الجهود الإنسانية التي يعمل الجيش على تسهيل عمل وفود المنظمات الإنسانية وخاصة المؤسسات الطبية"، مشيرًا إلى أن وفد الصحة العالمي قام بتوصيل مساعدات إنسانية تشمل الطعام، الماء، الوقود، والمعدات الطبية للحفاظ على تشغيل المرافق الحيوية في المستشفيات شمال القطاع.
كانت إسرائيل أبلغت الأمم المتحدة رسميًا بقطع العلاقة مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، إثر تمرير قانون، الأسبوع الماضي، يحظر التعاون معها ويصنفها إرهابية، وسط تحذيرات دولية من تأثير ذلك على المدنيين.
وقالت وسائل إعلام عبرية إن وزارة الخارجية أبلغت الأمم المتحدة إلغاء اتفاقيتها مع وكالة "الأونروا" التي نظمت أنشطتها في إسرائيل وغزة والضفة الغربية المحتلة، حسب سكاي نيوز.
وميدانيًا، قصف جيش الاحتلال مساء الأحد وحتى فجر الاثنين، عشرات المنازل المأهولة بالسكان في جباليا وبيت لاهيا ومنطقة الصفطاوي والشيخ رضوان شمال مدينة غزة.
ووصلت عشرات المناشدات لعائلات تعرضت للقصف، وأبلغ عدد منهم المستشفيات وجهاز الدفاع المدني الممنوع من تقديم خدماته لليوم الثاني عشر على التوالي شمال القطاع عن وجود ضحايا ومصابين ومفقودين تحت الركام. وقال مصدر في الدفاع المدني لـ المنصة إنهم لم يتمكنوا من الوصول لهم.
وفي مدينة غزة، تقدمت عدد من الآليات العسكرية الإسرائيلية، مساء الأحد، من المنطقة الجنوب شرقية لمحور نتساريم إلى حي الزيتون في منطقة جامعة غزة، حيث تمركزت الآليات داخل ساحات الجامعة، حسبما أفاد مصدر صحفي لـ المنصة.
وأطلقت الآليات العسكرية والدبابات المتوغلة في المنطقة، فجر الاثنين، عشرات قذائف المدفعية والرصاص الكثيف على حي تل الهوا وحي الصبرة وشارع الصناعة جنوب المدينة. وأفاد شاهدا عيان لـ المنصة عن سماعهم لعشرات أصوات الانفجارات ومشاهدة أعمدة الدخان المتصاعدة جراء القصف المدفعي في تلك الأحياء، فيما لم يبلغ عن وصول ضحايا وإصابات للمستشفيات جراء القصف.
وكانت الطائرات قصفت بصاروخ حربي، منتصف ليلة الاثنين، منزلًا سكنيًا يعود لعائلة البطش بحي التفاح شرق غزة، ما أدى إلى مقتل مواطنين وإصابة 8 آخرين حسبما أفاد مصدر طبي في مستشفى المعمداني لـ المنصة.
وفي جنوب القطاع، قصفت طائرة استطلاع إسرائيلية، مساء الأحد، تجمعًا للمواطنين في منطقة الشيخ ناصر جنوب مدينة خانيونس، ما أدى إلى مقتل ثمانية مواطنين، بينهم 4 أطفال، وإصابة أكثر من 20 آخرين بالشظايا، حيث عملت طواقم الإسعاف على نقلهم إلى مستشفى ناصر الطبي ومستشفى غزة الأوروبي، حسبما أفاد مصدر صحفي لـ المنصة.
وانتشلت طواقم الإسعاف ثلاث ضحايا، وهم أم وطفلاها، جراء استهداف جيش الاحتلال لهم في منطقة خربة العدس شمال شرق مدينة رفح، حيث وصلت جثامينهم إلى مستشفى ناصر الطبي، حسبما أفاد مصدر في الإسعاف لـ المنصة.
وفي سياق آخر، سمح جيش الاحتلال، الأحد، بدخول قرابة 20 شاحنة محملة بالمساعدات الإغاثية للمنظمات الدولية عن طريق محور نتساريم إلى مناطق وسط وجنوب القطاع.
وحول ارتفاع الأسعار وشح المواد الغذائية واللحوم المجمدة والخضروات، علم مراسل المنصة أنّ عددًا من المجموعات الشبابية المدعومة من قبل كبار العائلات والعشائر في قطاع غزة تتجه إلى إغلاق الأسواق بالقوة ومنع البائعين والتجار وأصحاب المحال التجارية وأصحاب البسطات، من البيع أو الوجود في أسواق مدينة خانيونس ومدينة دير البلح ومدينة غزة، خلال اليومين المقبلين.
وتأتي الحملة في إطار محاربة التجار وارتفاع أسعار البضائع لأضعاف ثمنها الأصلي، وحتى انصياع التجار والبائعين وخفض الأسعار لتكون في متناول قدرة المواطنين والنازحين من شرائها وسد احتياجاتهم الأساسية.
يأتي ذلك في وقت وصل عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع، وفق آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة، إلى 43 ألفًا و341 قتيلًا، و102 ألف و105 مصابين منذ طوفان الأقصى.