أفرج جيش الاحتلال الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، عن عدد من الكوادر الطبية، التي كان قد اعتقلها أمس خلال عملية اقتحام واسعة لمستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، وذلك بعد نحو 24 ساعة من الاحتجاز القسري والتحقيقات الميدانية، فيما لا يزال مصير بعض الكوادر الطبية والجرحى مجهولًا.
ومن بين المفرج عنهم مدير المستشفى الدكتور حسام أبو صفية، وممرضة وعامل نظافة، تركوا في محيط المستشفى بعد ساعات من اعتقالهم، بينما أطلق سراح عدد من الأطباء في منطقة أخرى، استطاعوا الوصول إلى عيادة الشيخ رضوان شمال القطاع.
وكان جيش الاحتلال، هاجم فجر الجمعة، مستشفى كمال عدوان واقتحمه بعد السماح لقافلة أممية بالوصول للمستشفى وتزويده بالسولار الخاص لتشغيل مولد الكهرباء، وتوفير أدوية ومستلزمات طبية ووحدات دم، وإجلاء أكثر من 20 جريحًا غالبيتهم أطفال.
وقال مصدر، متواجد شمال القطاع وهو زميل صحفي لـ المنصة، إنّ الجيش تعمد اقتحام المستشفى بالدبابات، حيث استهدف مولد الكهرباء والأسوار الخارجية له، قبل أن ينادي على مديرها أبو صفية ويطالبه بإخراج كافة الموجودين داخل المستشفى، حيث اقتادهم إلى جهات مجهولة.
وقالت وزارة الصحة بغزة، في بيان مساء الجمعة، إنّ المستشفى يوجد به قرابة 600 شخص، منهم 195 ما بين جريح ومصاب، و70 من الكوادر الطبية، إضافة إلى مرافقي الجرحى والمرضى وعدد من العائلات النازحة.
وأوضحت الوزارة، في بيانها، أنّ الاحتلال عمل على تدمير 3 سيارات إسعاف، إضافة إلى منظومة توليد الكهرباء وألواح الطاقة الشمسية، واستهدف محطة توليد الأكسجين، ما تسبب في مقتل طفلين داخل العناية المركزة كانت حالتهما خطيرة، بالإضافة لإصابة 3 ممرضين ونشر حالة الذعر خلال التفتيش داخل أروقة المستشفى قبل اعتقال واخضاع المتواجدين داخلها للتحقيق.
وأفاد المصدر الصحفي، أنّ جيش الاحتلال احتجز العاملات في الكادر الطبي بغرفة داخل المستشفى، بينما أجبر العاملين في الكادر الطبي، من الرجال، على خلع ملابسهم واقتادهم للتحقيق.
ولم يُعرف ما الذي جرى مع الكوادر الطبية قبل أن يفرج عن بعضهم في شمال مدينة غزة، والبعض الآخر في محيط كمال عدوان، حيث تراجعت آليات الاحتلال العسكرية من محيط المستشفى بعد تدمير جزء كبير منها، السبت.
ولم تتوقف المجازر الإسرائيلية في مختلف مناطق شمال قطاع غزة، حيث تتمركز قوات الاحتلال في محيط المستشفى الأندونيسي ودوار الشيخ زايد وشارع الترنس والفالوجا والقصاصيب وأبو شرار والفاخورة بمخيم جباليا وحي الصفياوي ومنطقة التوام ببيت لاهيا.
وارتكب الاحتلال "مجزرة" بحق ثلاث عائلات في بيت لاهيا فجر السبت، مستهدفًا منزلًا بجوار مقبرة بيت لاهيا يقيم به عدد من العائلات غالبيتهم نزحوا من مخيم جباليا، ما أدى إلى مقتل 25 شخصًا، معظمهم أطفال، ومن بينهم عائلة النجار التي مُسحت من السجل المدني بالكامل بعد قتل الزوج وزوجته وأطفالهما.
وأفاد شاهد عيان لـ المنصة، بأنّهم لم يتمكنوا من انتشال كافة الضحايا من تحت الأنقاض، بينما استطاعوا انتشال عدد من الجرحى ونقلهم إلى المستشفيات على عربات يجرها حيوانات في ظل عدم استجابة طواقم الإسعاف والدفاع المدني، رغم التواصل والمناشدة.
وقال المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني محمود بصل، لـ المنصة، إنه يصلهم عشرات المناشدات جراء قصف وحرق عشرات المنازل في مختلف مناطق قطاع غزة، إلا أنهم لم يتمكنوا من تلبية نداءات المواطنين بسبب توقف خدماتهم بعد اعتقال عدد من كوادرهم وقصف سيارتهم الوحيدة التي كانت تعمل في الشمال مساء الخميس الماضي.
وقتل الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 20 مواطنًا بمدينة غزة، مساء الجمعة، في غارات شنتها طائرات على مناطق متفرقة بالمدينة. حيث قصف الاحتلال أوتوبيسًا لتأمين مساعدات كانت في طريقها من معبر إيرز الغربي شمال غرب القطاع إلى غزة، ما أدى إلى مقتل 8 من أفراد التأمين.
كما قتل 5 آخرين جراء قصف جيش الاحتلال، بصاروخ من طائرة استطلاع، مجموعة من الشبان بالقرب من جامعة القدس المفتوحة بمخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، وقتل اثنين آخرين بقصف استهدف مجموعة من المواطنين بالقرب من ميناء الصيادين غرب المدينة.
وقُتل شاب وطفلة في استهداف لمنزل في شارع الصناعة جنوب غرب مدينة غزة، ونقلت طواقم الإسعاف عددًا من الجرحى والمصابين إلى مستشفى المعمداني، حسب ما أفاد مصدر طبي لـ المنصة.
وفي وسط قطاع غزة، قصف جيش الاحتلال، السبت، عشرات قذائف المدفعية، على شرق مخيم النصيرات، وشمال شرق مخيم البريج. وقال شاهد عيان من المخيم لـ المنصة، إنّ قوة إسرائيلية خاصة اقتحمت المخيم من الجهة الشرقية واختطفت شابين دون أن يُعرف هويتهما بعد أو مصيرهما.
ووصل مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، جثمان شاب إثر استهدافه من قبل مسيرة كوادكوبتر على المدخل الغربي لمخيم المغازي وسط القطاع.
وتقدمت دبابات وآليات الاحتلال الإسرائيلي، السبت، شمال غرب مدينة رفح، وأطلقت عشرات القذائف والرصاص وصل بعضها إلى خيام النازحين. وقال شاهد عيان لـ المنصة، إنّ اشتباكًا يدور بين فصائل المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال تسبب في هرب بعض العائلات النازحة من خيامها.
وكان جيش الاحتلال، اقتحم، فجر الجمعة، وبشكل مفاجئ عدة مناطق جنوب شرق مدينة خانيونس، وقصف عشرات المنازل ودمر مسجدين، ما أدى إلى مقتل 38 مدنيًا، غالبيتهم من الأطفال الذين كانوا نيامًا في منازلهم، حسب ما قاله مصدر طبي بمستشفى ناصر لـ المنصة.
ومن جانبه، أفاد شاهد عيان لـ المنصة، أن جيش الاحتلال اقتحم ذات المنطقة مرتين خلال الأسابيع الأخيرة الماضية وبذات الطريقة المفاجئة. وأشار إلى أنّ عملية الاقتحام امتدت عدة ساعات قبل أن تتراجع الدبابات إلى مدينة رفح حيث تتمركز هناك.