واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، هجومه على مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة، الذي بدأ مساء الخميس، مرتكبًا "أكثر من 4 مجازر بحق المدنيين، إذ استهدف عشرات المنازل، وسيارات الإسعاف والصحفيين، ما أدى إلى مقتل وفقدان أكثر من 40 ضحية وإصابة أكثر من 80 آخرين بعضهم حالته خطيرة"، حسبما قال مصدر طبي في مستشفى العودة لـ المنصة.
وبدأ الهجوم مساء الخميس، حينما قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية 4 منازل متجاورة مأهولة بالسكان والنازحين، ما أدى إلى مقتل 18 ضحية وعشرات الإصابات، وخلال عمل طواقم الإسعاف والدفاع المدني على انتشالهم قصفت الدبابات المتقدمة من المنطقة الغربية لمحور نتساريم عددًا من القذائف، طالت منازل مجاورة مأهولة بالمدنيين أيضًا، وأدى القصف لإصابة مُسعف وصحفيان إصابات طفيفة.
وأضاف المصدر الطبي أن "عشرات المناشدات لا تزال تصلهم من جرحى وعالقين تحت الركام، لكن سيارات الإسعاف والدفاع المدني لا تتمكن من تلبية المناشدات بسبب استمرار القصف وإطلاق النار في تلك المنطقة".
وأوضح أن الكوادكوبتر أطلقت النار على سيارات الإسعاف في 3 حوادث منفصلة خلال الـ24 ساعة الماضية.
وقال مصدر في الدفاع المدني لـ المنصة إن مناشدات تصلهم لأحياء بعضهم مصابين ومتواجدين تحت أنقاض منازلهم، مضيفًا "المناطق خطيرة، جيش الاحتلال مش سامحلنا نوصل كل ما نحاول نوصل بطلقوا النار علينا".
وبسبب عمليات القصف وتقدم الآليات العسكرية، اضطر عشرات المدنيين النزوح القسري من منازلهم إلى مراكز الإيواء في المدارس القريبة والمكتظة بالنازحين، بينما لجأ آخرون إلى منازل أقاربهم في مناطق قريبة داخل النصيرات.
وبالتزامن مع عمليات القصف والتقدم لآليات الاحتلال في المناطق الشمالية للنصيرات، تقدمت عدد من الآليات العسكرية الإسرائيلية في المناطق الشمالية الشرقية للمخيم، وذلك تحت غطاء كثيف من القصف بالقذائف المدفعية وإطلاق الرصاص من الكوادكوبتر باتجاه منازل المواطنين.
وفي مخيم جباليا شمال قطاع غزة، قصف جيش الاحتلال الجمعة عدد من منازل المواطنين المتجاورة. وأكد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة في بيان اطلعت المنصة عليه، تواجد أكثر من 170 مدنيًا داخل المنازل المستهدفة التي راح ضحيتها 84 من بينهم أكثر من 50 طفلًا وعشرات المفقودين والمصابين.
وقال أحد أقارب عائلة الغندور لـ المنصة، إن منزل العائلة المستهدف والمكون من 4 طوابق، كان يتواجد بداخله 4 أشقاء مع زوجاتهم وأطفالهم، ويستضيفون عددًا من العائلات النازحة من أقاربهم، حيث يتواجد أكثر من 120 فردًا داخل المبنى وغالبيتهم لا تزال جثامينهم تحت الأنقاض.
وأضاف المكتب الإعلامي الحكومي، في بيانه، أن جيش الاحتلال يتعمد ممارسة جرائمه ضمن حرب الإبادة التي يمارسها ضد العائلات المدنية في مختلف مناطق القطاع، لا سيما المناطق الشمالية بعد إخراج المنظومة الصحية عن الخدمة وتدمير مركبات لجهاز الدفاع المدني واعتقال عدد من الكوادر الطبية والخدماتية هناك.
واستهدف الاحتلال مجموعة من المواطنين في منطقة الصفطاوي وبعد إبلاغ الإسعاف، توجهت سيارة من مستشفى المعمداني للمكان لإخلاء الجرحى، وبمجرد وصولها أطقلت كوادكوبتر الرصاص بشكل مباشر على المسعفين، حسب مصدر في الإسعاف تحدث لـ المنصة، ما اضطرهم إلى الانسحاب من المكان بشكل فوري.
وفي حادثة ثانية، ألقت كوادكوبتر، السبت، قنبلة صغيرة على سيارة خاصة لمديرة تعمل في منظمة اليونسيف أثناء خروجها من منزلها في جباليا النزلة، شمال القطاع، ما تسبب في إصابتها إصابة طفيفة، حسبما أفاد مصدر طبي لـ المنصة.
وفي خانيونس، استهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة، بصاروخ واحد، سيارة كانت تسير على شارع البحر غرب المدينة، ما أدى إلى مقتل 3 أشخاص، ليتبين فيما بعد أن الاحتلال اغتال قياديان في حركة حماس، وشقيق أحدهما كان معهما في السيارة.
ونعت حركة حماس في بيان لها، عضو مكتب العلاقات الوطنية وعضو لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة الدكتور عز الدين كساب، وعضو لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة أيمن عايش وشقيقه، والذين اغتالهم الاحتلال بخانيونس.
وقالت الحركة في بيانها، إنهما كانا في مهمة وطنية لمتابعة "العلاقات مع القوى الوطنية والإسلامية، للتخفيف من معاناة شعبنا الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة، بسبب العدوان الصهيوني المتواصل وحرب الإبادة والتجويع التي تنفذها حكومة المجرم نتنياهو، المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية".
وانطلقت في مدينة غزة، السبت، حملة تطعيم الجرعة الثانية من لقاحات ضد مرض شلل الأطفال، التي تأخرت عن موعدها المفترض لأكثر من أسبوعين بسبب العملية العسكرية البرية على شمال القطاع، وعدم الموافقة الإسرائيلية في حينها، حيث بدأت الطواقم في المستشفيات والمراكز الصحية بمدينة غزة فقط، العمل على استقبال الأطفال حتى سن العاشرة للحصول على الجرعة الثانية من اللقاحات.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس جيبرييسوس، على إكس، إن "حملة التلقيح ضد شلل الأطفال في شمال غزة جاهزة للاستئناف". مضيفًا "للأسف، المنطقة التي تغطيها الحملة تم تقليصها بشكل كبير مقارنة بجولة التطعيم الأولى، ما سيترك بعض الأطفال غير محميين ويواجهون خطرًا أكبر بالإصابة".
ولم يسمح جيش الاحتلال الإسرائيلي بمنح منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونسيف وشركائهم في حملة التطعيم الموافقة على هدنة إنسانية مؤقتة لتنفيذ حملة التطعيم في مناطق شمال القطاع "جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون والمناطق المحيطة"، حيث ينفذ عملية عسكرية برية منذ 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تسببت في قتل وجرح وفقدان المئات ومن بينهم عشرات الأطفال.