قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب اليوم "مجزرة بحق المدنيين في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة"، باستهدافه بناية سكنية مكونة من 5 طوابق، يكتظ داخلها النازحون، وحسب شاهدين تحدثا لـ المنصة فإن أكثر من 250 غزيًا قُصفت البناية فوق رؤوسهم، ما أدى إلى مقتل 93، وفقدان أكثر من 40 آخرين تحت الأنقاض، فضلًا عن الإصابات.
وأوضح أحد الشاهدين أن "البيت كان مليان أطفال ونساء، ولما انقصف لا دفاع مدني وصلنا ولا إسعافات، إحنا والجيران طلعنا نجري وطَلعنا ناس كتير من تحت الركام ونقلناهم على عربات بتجرها الحمير للمستشفيات".
وتطوع العديد من أصحاب العربات بنقل جثامين الضحايا والمصابين إلى مستشفى كمال عدوان، وصرخت واحدة من أقارب العائلة في مستشفى كمال عدوان، خلال وداع أفراد عائلتها "إحنا إيش عملنا، أبويا وأمي وإخواتي إيش عملوا، عمامي وعماتي وولادهم إيش عملوا، كانوا نايمين وقصفوهم، قتلوا عيلتي كلها، إحنا بدنا نعيش بسلام بكفي إللي صار فينا".
وقال الشاهد الثاني إنهم خاطروا بأنفسهم للغوص بين الركام ودون أي أدوات تساعدهم لانتشال الضحايا من تحت الأنقاض، مضيفًا "انتشلنا أطفال كتير، وكان واضح إنه الغالبية منهم متجمعين في غرف مكدسة بالمدنيين قبل قصفهم".
من جانبه، قال مدير مستشفى كمال عدوان، الدكتور حسام أبو صفية لـ المنصة، إن "حرب تطهير وإبادة تجري في شمال قطاع غزة بحق الأهالي، وفي ظل انهيار المنظومة الصحية بالكامل".
وطالب مدير كمال عدوان من المؤسسات والمنظمات الدولية والأممية الصحية العمل على إدخال وفود طبية جراحية بشكل عاجل ومستلزمات طبية وإدخال سيارات إسعاف إلى مستشفيات شمال قطاع غزة، بعدما استهدف جيش الاحتلال غالبية سيارات الإسعاف والمسعفين.
وكان جيش الاحتلال اقتحم مستشفى كمال عدوان بعد محاصرتها بداية الأسبوع الحالي، ودمر مقدرات المستشفى واعتقل عددًا من الكوادر الطبية.
كما استهدف، الخميس الماضي، طواقم الدفاع المدني ودمر سيارتهم الوحيدة في شمال القطاع، واعتقل عددًا من كوادرهم ليعلن الدفاع المدني عن توقف خدماته في شمال القطاع بسبب عدم توفر الإمكانات.
وتتواصل العملية البرية العسكرية الإسرائيلية في شمال قطاع غزة للأسبوع الرابع على التوالي، حيث قتل وأصاب الاحتلال مئات المدنيين، فيما لا يزال مئات آخرون مفقودين جراء عمليات القتل وعدم القدرة على انتشالهم، وعمليات الاعتقال.
وقصف جيش الاحتلال عددًا آخر من المنازل، بعضها مأهول بالسكان في مخيم جباليا وجباليا النزلة والصفطاوي وبيت لاهيا، الثلاثاء، وقتل أكثر من 10 مواطنين آخرين، وأصيب عدد آخر ممن تمكنوا من نقلهم للمستشفيات، حسبما أفاد مصدر في وزارة الصحة شمال القطاع لـ المنصة.
وفي وسط القطاع، تقدمت عدد من آليات جيش الاحتلال وبشكل محدود، شمال مخيم البريج وشمال شرق منطقة الدعوة بمخيم النصيرات، التي عملت على تجريف عدد من الأراضي الزراعية للغزيين في تلك المنطقة، حسبما أفاد شاهد لـ المنصة.
وتزامن ذلك مع إطلاق القذائف المدفعية والرصاص الكثيف من الدبابات والكوادكوبتر، خاصة على شارع صلاح الدين الذي يفصل البوابة الغربية للبريج عن البوابة الشرقية المقابلة لها للنصيرات، ما أدى إلى قطع الطريق بين المخيمين، ومخاطرة كل من قرر قطعها بحياته، حسبما أفاد مصدر صحفي موجود هناك لـ المنصة.
ووصل إلى مستشفى العودة بالنصيرات جثامين 3 ضحايا، أم وطفلاها الاثنان، قتلوا في القصف المدفعي الذي طال منزلهم بمخيم البريج، فيما وصل جثمان شاب رابع إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، وذلك بعد إصابته بطلق ناري من مسيرة على مدخل البريج الغربي، حسبما أفاد مصدر طبي لـ المنصة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة إن جيش الاحتلال ارتكب "4 مجازر" ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 41 قتيلًا و113 مصابًا خلال الـ24 ساعة الماضية، وبذلك ارتفعت حصيلة العدوان الاسرائيلي على القطاع إلى 43 ألفًا و61 قتيلًا، و101 ألفًا و223 مصابًا، منذ 7 أكتوبر الماضي.