تعرض الناشط السياسي أحمد دومة لمحاولة اعتداء بالضرب من قبل 6 أشخاص على دراجات نارية، في ساعة متأخرة من مساء أمس الثلاثاء، بشارع الجزيرة على كورنيش منطقة الزمالك، حسبما قال لـ المنصة.
وفي أعقاب الواقعة مباشرة، نشر دومة بوست على فيسبوك، قال فيه "تعرّضتُ لمحاولة اعتداء قبل نصف ساعة تقريبًا، قابلني شخصٌ وأنا أسيرُ في الزمالك، وقف بعد ما تخطاني بخطوات، ناظرًا باتجاهي، وهو يصوّرني بهاتفه، التفتُّ له نحو ثلاث مرّات، وبعد عدّة أمتار وقف للحظات بجانبه ثلاث دراجات بخاريّة، بدون لوحات معدنية، أو بلا لوحات ظاهرة، فوق كل واحد شخصين".
وأكد أنهم ساروا مسرعين في تتابع باتجاهه، قبل أن يوجه أحدهم له شتائم ويشير للبقيّة، مضيفًا أنه فوّت اعتداء الأول بقفزه للرصيف "وفاتني الثاني دون محاولة"، أما الدراجة الثالثة فطاله منها ضربتان إحداهما باليد على الرقبة وجانب الوجه الأيسر والثانية بعصا، أو شيء خشبي، على الكتف الأيسر.
وبعد نشره البوست بساعات، تلقى دومة اتصالًا من شخص أبلغه أنه يحدثه من قسم شرطة قصر النيل "وطلب إني أروح علشان أدلي بأقوالي، قولتلهم إن أنا الحقيقة مش هقدر أروح لكن ممكن أبعت حد من المحامين، فقالي في الأول لأ، بعد كدا رجعوا قالوا تمام المهم إنه حد ييجي يمضي على الإجراء بتاع أقوالك علشان نتحرك وكدا"، على حد قوله لـ المنصة.
وتتفق تصريحات دومة في هذا الشأن مع بيان أصدرته وزارة الداخلية، دون ذكر اسم دومة، إذ نقلت فيه عن مصدر أمني بأنه "بالنسبة لما نشره أحد الأشخاص بحسابه الشخصي على مواقع التواصل الاجتماعي من تعرضه للاعتداء من عدة أشخاص بمنطقة الزمالك بالقاهرة (دون تحديد مكان بعينه) فإن الأجهزة الأمنية لم تتلقَ أية بلاغات فى هذا الشأن وتم التواصل مع المذكور للوقوف على شكواه، حيث أفاد أنه سيقوم بتوكيل أحد المحامين للتقدم ببلاغ بمضمون الواقعة، وجارٍ الفحص عند تلقي البلاغ".
ومع تحفظه على انتظار الشرطة تقدمه ببلاغ للتحري واتخاذ الإجراءات القانونية حول الواقعة، يقول دومة "أنا راكن كل اعتقاداتي وتصوراتي وتوقعاتي على جنب، ومقتنع بأن الأصل في الأشياء إنه عندما تحدث محاولة اعتداء بالشكل ده وتتكرر، في مكان يمكن معرفة أو إدراك المتهمين فيه، يفترض أن تبادر الشرطة لذلك خاصة وأنها لديها الأدوات التي تمكنها من ذلك".
وأشار دومة إلى أن الاعتداء حدث تحديدًا "في منتصف شارع الجزيرة على كورنيش الزمالك، في المساحة الواقعة ما بين مدخل برج القاهرة وبوابات نادي الجزيرة".
وأكد دومة أنه لن يتهم أحدًا في أقواله التي سيدلي بها محاميه في محضر الشرطة "هي الواقعة اتكررت أكتر من مرة في محيط دائرة قسم قصر النيل، ضد نشطاء وسياسيين معارضين، لكن أنا لا أستطيع إني أقول إن اللي عمل كدا من الداخلية ولا الأمن، كل اللي أقدر أقوله إنه حصلت واقعة يقينًا المكان فيه كاميرات وبالتالي فسهل تمامًا على الأمن تحديد هوية المتهمين".
وفي 19 مارس/آذار الماضي، تعرضت مجموعة من قيادات حزب الكرامة، من بينهم المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، لـمحاولة اعتداء مشابهة، عقب تنظيمهم وقفة احتجاجية أمام مبنى وزارة الخارجية على كورنيش القاهرة طالبوا فيها بالضغط لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة.
وآنذاك فوجئ صباحي، عقب مغادرة الوقفة بدقائق قليلة وتحركه بالسيارة صحبة قيادات الحزب، بعناصر مجهولة تستقل دراجة بخارية دون أرقام، وحاولوا توقيف سيارته والاشتباك معه هو ومرافقيه، ومحاولة سرقة مفاتيح السيارة، لكن تجمع المواطنين حال دون ذلك".
ولم يحرر صباحي وقيادات الحزب وقتها محضرًا بالواقعة لاعتقادهم بعدم جدواه، وأن الأمر انتهى "بانصراف تلك العناصر بعد تعليمات جاءتهم من بعض الأشخاص الموجودين في موقع الحدث نفسه، وانصراف صباحي ومرافقيه بسلام"، حسب بيان للحزب وقتها.
وطالب دومة أجهزة وزارة الداخلية بمراجعة كاميرات المراقبة المثبتة بالمنطقة محل الواقعة "فيعرفوا مين ويجيبوهم يحققوا معاهم ويعرفوا إيه وليه باختصار"، مؤكدًا "ربما من حسن الحظ إن المعتدين ماكانوش ماشيين على رجليهم ولا حاجة فهيصعب تحديدهم في الزحمة، لكن دول كانوا راكبين موتوسيكلات وتلاتة ورا بعض في المكان الفلاني وفي اللحظة الفلانية، وبالتالي فإدراكهم بالكاميرات شيء مقطوع به، ولا يوجد أدنى شك في ذلك".
وفي 25 يوليو/تموز الماضي، أدانت المفوضية المصرية للحقوق والحريات هجومًا على الكاتب والناشط السياسي أحمد دومة، على خلفية طرح ديوانه "كيرلي"، من قبل عدد من الشيوخ ورجال الدين الذين طالبوا مجمع البحوث الإسلامية بمصادرة ديوانه ومنع طبعه وتداوله، مؤكدة أن هذا الهجوم "ما هو إلا محاولة للتضييق على دومة، وأن هذه الأساليب المتبعة للنيل منه لإسكات صوته".
يذكر أن دومة سجن نحو 10 أعوام، منذ 2013، وحتى أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي عفوًا عنه في أغسطس/آب 2023 بعد الحكم عليه بالسجن المشدد 15 عامًا في قضية أحداث مجلس الوزراء، وقضى سنوات في حبس انفرادي، كتب خلالها قصائد الديوان.