نفت وزارة الخارجية المصرية، أمس، اشتراك القوات المسلحة المصرية في قصف قوات الدعم السريع، وذلك ردًا على اتهامات من قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو للقاهرة بتسليح الجيش السوداني وإمداده بطائرات مسيرة، وشن ضربات على قواته، في الحرب المستمرة منذ 18 شهرًا تقريبًا.
وقالت الوزارة في بيان "تنفى وزارة خارجية جمهورية مصر العربية المزاعم التي جاءت على لسان محمد حمدان دقلو قائد ميليشيا الدعم السريع، بشأن اشتراك الطيران المصري في المعارك الدائرة بالسودان الشقيق".
وأضافت "تأتي تلك المزاعم فى خضم تحركات مصرية حثيثة لوقف الحرب وحماية المدنيين وتعزيز الاستجابة الدولية لخطط الإغاثة الإنسانية للمتضررين من الحرب الجارية بالسودان الشقيق".
وتابعت "إذ تنفي جمهورية مصر العربية تلك المزاعم فإنها تدعو المجتمع الدولي للوقوف على الأدلة التي تثبت حقيقة ما ذكره قائد ميليشيا الدعم السريع".
واختتمت الخارجية بيانها قائلة "تؤكد مصر حرصها على أمن واستقرار ووحدة السودان الشقيق أرضًا وشعبًا، وتشدد على أنها لن تألو جهدًا لتوفير كل سبل الدعم للأشقاء في السودان لمواجهة الأضرار الجسيمة الناتجة عن تلك الحرب الغاشمة".
وكان حميدتي قال في كلمة مصورة "أوجه الشكر لأبطال معركة جبل موية الأبطال الذين استشهدوا غدرًا وضربوا غدرًا من قبل دولة مصر بالطيران المصري الغادر، وهذا يشبه ما حدث في معركة كرري".
ومعركة كرري وقعت، في سبتمبر/أيلول 1898، بين قوات المهدية السودانية والقوات البريطانية بمشاركة قوات مصرية في كرري شمال أم درمان عاصمة الدولة المهدية، وفق الحرة.
ونفى الجيش السوداني، في أغسطس/آب الماضي، حصوله على طائرات من نوع K-8 من مصر، مؤكدًا امتلاكه هذا النوع من الطائرات منذ أكثر من 20 عامًا، وحصل عليها من الصين، وفق سي إن إن.
وأجبرت الحرب التي اندلعت في أبريل/نيسان 2023 ما يقرب من 10 ملايين شخص على ترك منازلهم، وأدت إلى تفشي الجوع وانتشار المجاعة على نطاق واسع، وفق سكاي نيوز.
وحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، دخل مصر في الفترة ما بين أبريل 2023 ويونيو/حزيران 2024 حوالي 617,000 سوداني، مع تفاقم الحرب.
وكان الجيش السوداني بدأ عملية عسكرية واسعة النطاق، في 26 سبتمبر/أيلول الماضي، ضد قوات الدعم السريع، تقدم خلالها عبر عدد من الجسور التي تربط مدن العاصمة الثلاث.
وتدعم مصر الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وسبق واستضافت القاهرة أكثر من مؤتمر لدفع حل الأزمة السودانية، ففي يوليو/تموز 2023 استضافت مؤتمر دول جوار السودان، الذي استهدف تحقيق تسوية سلمية وفاعلة للأزمة من خلال التنسيق بين دول الجوار والمسارات الإقليمية والدولية الأخرى، بما يحافظ على وحدة الدولة السودانية ومقدراتها.
وفي يوليو من العام الجاري، استضافت مصر مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية، وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلاله إن أي حل سياسي "لا بد أن يستند إلى رؤية سودانية خالصة، دون ضغوط خارجية"، مشددًا على أهمية "وحدة الجيش ودوره" في حماية البلاد.