صفحة أخبار الأونروا
نازحون فلسطينيون أثناء فرارهم من مدينة رفح باتجاه وسط وشمال قطاع غزة، 20 مايو 2024

حماس تقصف مستوطنة سديروت في ذكرى "طوفان الأقصى".. والاحتلال يوسع مناطق الإخلاء

سالم الريس
منشور الاثنين 7 أكتوبر 2024

بعد عام على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية عددًا من القذائف الصاروخية من شمال القطاع اليوم، باتجاه مستوطنة سديروت، كما أطلقت عددًا آخر من القذائف الصاروخية من مدينة خانيونس باتجاه المستوطنات شرق المدينة، وذلك حسب ما رصدته المنصة.

وعلى أثر عمليات إطلاق القذائف الصاروخية، قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي عددًا من الأهداف، وزعم جيش الاحتلال في بيان له أنه استهدف عددًا من منصات الصواريخ التابعة لفصائل المقاومة، من بينها المنصات التي تم استخدمت لإطلاق القذائف الصاروخية، اليوم، في عدة بيانات عبر واتساب اطلعت المنصة عليها.

وفي الوقت نفسه، تعمَّد جيش الاحتلال إصدار أوامر إخلاء جديدة للغزيين من عدة مناطق، حيث أمر سكان كافة مناطق شمال قطاع غزة، التي تشمل سكان بيت حانون وجباليا وبيت لاهيا ومناطق في شمال مدينة غزة "التوام والصفطاوي والسودانية"، بالإخلاء الفوري والتوجه نحو المناطق الإنسانية في المواصي جنوب قطاع غزة، وفق بيان نشره المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي عبر حسابه على إكس.

وأضاف أن قوات الجيش لديها عمل عسكري في تلك المناطق موجهًا السكان للنزوح القسري عن طريق شارع صلاح الدين والانتقال عبر حاجز نتساريم الشرقي نحو جنوب القطاع بين الساعة الثامنة صباحًا وحتى الخامسة مساءً.

وخلال العام نزحت غالبية عائلات غزة أكثر من مرة، وسط استهداف متكرر من جيش الاحتلال للمدارس التي تؤوي النازحين، ومناطق بعد تصنيفها آمنة. 

وفي منشور آخر، أمر الناطق باسم جيش الاحتلال سكان مناطق بني سهيلا والمحطة والشيخ ناصر ومعن في جنوب مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة بالإخلاء الفوري باتجاه منطقة المواصي غرب المدينة، وزعم أدرعي أنّ تلك الأوامر جاءت نتيجة لعملية إطلاق القذائف الصاروخية من قبل المقاومة الفلسطينية التي يعمل الجيش على مواجهتها عسكريًا.

وتأتي أوامر الإخلاء بمدينة خانيونس، بعد يوم واحد من قرار توسعة المناطق الإنسانية لتشمل مناطق إضافية من بينها منطقة بني سهيلا التي عاد اليوم وطالب سكانها بالنزوح والإخلاء الفوري.

واضطر العشرات من المواطنين للنزوح نحو غرب المدينة بعد التهديدات الإسرائيلية. وقال أحد المواطنين لـ المنصة "كل يوم قرار جديد ونزوح جديد، لا عارفين نستقر ولا نقعد لا فوق ركام بيتنا المقصوف ولا حتى بخيمة في المواصي".

وفي شمال القطاع، أبدى عدد من المواطنين تخوفهم ورفضهم للنزوح نحو الجنوب. وقال اثنان منهم لـ المنصة إنّ مناطق سكنهم خطرة وهم مضطرون للخروج منها، لكن يبحثون عن طريق للانتقال نحو غرب أو وسط مدينة غزة.

وأضاف أحدهما "وين بدنا نروح للجنوب، شفنا قرايبنا وأهلينا كيف وضعهم وحالتهم، وكيف الاحتلال منعهم من سنة من العودة لشمال القطاع، اليوم بده يهجرنا بعد ما قدرنا نصمد سنة كاملة، إحنا مش طالعين ويا بنعيش يا بنموت في الشمال".

وفي مخيم جباليا شمال القطاع، الذي يتعرض إلى عمليات قصف غير مسبوقة، ارتكب جيش الاحتلال عددًا من المجازر بحق المدنيين باستهدافه منازل مأهولة بالسكان المدنيين كما استهدف تجمعات المواطنين في الشوارع.

وقال شاهد عيان لـ المنصة إنّ جيش الاحتلال قصف منازل ودمرها فوق رؤوس ساكنيها دون تمكُّن طواقم الدفاع المدني والإسعاف من الوصول وانتشال الضحايا، وأضاف "الجيش ارتكب عدة مجازر، آخرها قصف مجموعة من الشبان في المخيم وقتل أكثر من 10 من الشبان وعدد من الإصابات".

ومع كثافة القصف ومطالبة المدنيين بالنزوح من شمال القطاع إلى جنوبه، اضطر عدد قليل من العائلات للنزوح عن طريق شارع البحر حيث يوجد حاجز نتساريم الغربي، ووصل بعض النازحين إلى شمال غرب مخيم النصيرات بعد اجتياز حاجز الاحتلال، ومعهم رجل مُسن قتله جيش الاحتلال خلال اجتياز الحاجز.

وأفاد مصدر طبي بمستشفى العودة بمخيم النصيرات بوصول جثمان لرجل مُسن قتله جيش الاحتلال بالرصاص خلال اجتياز حاجز نتساريم الغربي، وقال "وصلنا جثة هامدة".

واستهدف جيش الاحتلال عددًا من المنازل والبنايات جنوب شرق مدينة خانيونس وشمال شرق مدينة رفح، حسب مصدر طبي في مستشفى غزة الأوروبي قال لـ المنصة إنه وصل المستشفى 4 ضحايا من عدة استهدافات مختلفة بينهم طفل، كما وصل أكثر من 12 إصابة، موضحًا أنّ سيارات الإسعاف لا تزال تحاول انتشال عدد آخر من الضحايا والجرحى من مناطق استهدافهم.

وفي وسط القطاع، أطلقت مسيَّرات كوادكوبتر الرصاص باتجاه منازل المواطنين بشكل عشوائي في مخيم البريج وبالتحديد في المناطق الشرقية والشمالية للمخيم، وذلك حسب ما أفاد اثنان من شهود العيان لـ المنصة.

وأشار شهود العيان إلى أنّ بعض الطلقات النارية اخترقت جدران المنازل المأهولة بالسكان المدنيين، الأمر الذي تسبب في حالة من الخوف والرعب بينهم دون تمكنهم من الخروج أو النزول إلى الشوارع بسبب كثافة تحليق مسيَّرات الكوادكوبتر واستمرار إطلاقها للرصاص حتى ساعات ظهيرة الاثنين.

أطفال ولدوا تحت القصف

وبالتزامن مع مرور عام على الحرب، قال مدير المستشفيات الميدانية في وزارة الصحة بقطاع غزة الدكتور مروان الهمص لـ المنصة إنّ الاحتلال الإسرائيلي عمل على مدار عام على الاستهداف المتعمد للمستشفيات ومقدراتها والكوادر البشرية العاملة في المجال الطبي، كما عمل على منع وتقنين إدخال المستلزمات الطبية.

وأضاف أنّ إجراءات الاحتلال بحق القطاع الطبي حرمت أكثر من 55 ألف طفل ولدوا خلال الحرب وأمهاتهم من الحصول على الرعاية الطبية اللازمة بسبب عمليات القصف والدمار التي طالت المستشفيات وشح المستلزمات الطبية، مشيرًا إلى أنّ 171 من الأطفال الرُضع ولدوا وقتلوا خلال الحرب إما بسبب نقص الرعاية الطبية أو بسبب استهدافهم المباشر مع عائلاتهم.

وأضاف "هناك أكثر من 50 ألف امرأة حامل، ينتظرنّ وضع أطفالهنّ خلال الأشهر القادمة في ظل ظروف صحية شبه منعدمة داخل أقسام الولادة في مختلف مستشفيات قطاع غزة".