ألقى جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم، منشورات على مختلف مناطق وأحياء مدينة غزة، شمال القطاع، زعم خلالها تحديد شوارع وطرق "آمنة" للسكان لتوجيههم للنزوح إلى وسط وجنوب القطاع، وقال "إنها طرق آمنة، ولن يتم خلالها تفتيش النازحين على الحواجز".
ونشر المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، عبر إكس، تغريدة مرفقة بخريطة توضح الطرق الآمنة المؤدية إلى دير البلح وسط قطاع غزة.
وهذه ليست أول مرة يزعم فيها جيش الاحتلال وجود مناطق آمنة، قبل أن يقصفها ويستهدف النازحين فيها.
ويرفض إيهاب عبد الواحد من سكان مدينة غزة النزوح باتجاه وسط أو جنوب القطاع على الرغم من اضطرارهم للتنقل والنزوح داخل غزة عدة مرات بسبب القصف والتوغل البري لجيش الاحتلال، قائلًا لـ المنصة "إحنا مش عارفين وين بدنا نروح، لكن ما بدي نطلع من غزة حتى لو الجيش بده يقتلنا أو يعدمنا زي ما قتل وأعدم المئات".
ويضيف "الجيش بطالبنا نروح لوسط وجنوب القطاع بيدعي إنها مناطق آمنة، لكن في واقع الأمر، كل يوم هناك في قصف وفي مجازر وقتل للمدنيين، يعني هنا موت وهناك موت، طيب ليش أترك بيتي ومدينتي".
ليس وحده عبد الواحد من يرفض النزوح من شمال القطاع إلى جنوبه، هناك مئات العائلات التي لا تزال توجد داخل منازلهم وبعضهم محاصر بسبب توغلات الجيش في مناطق سكناهم، فيما قرر آخرون العودة إلى منازلهم بحي الشجاعية وحي التفاح على الرغم من استمرار العملية العسكرية هناك.
تقول فتحية السباخي "وين ما بنروح بنلاقي في قصف وموت، الواحد يموت في بيته وإذا مكتوبلنا عمر بنعيش، أما فكرة الهرب للجنوب إحنا رافضينها نهائي".
وأجبر جيش الاحتلال بعض العائلات على النزوح القسري، بالتحديد من مناطق شارع الصناعة وتل الهوا على مدار اليومين الماضيين.
رحاب يوسف من سكان شارع الصناعة، كانت هي وزوجها وأطفالها محاصرين في منزلهم الذي داهمه الجيش صباح الثلاثاء الماضي، حيث اعتقل زوجها واقتاده للتحقيق في مقر الأونروا الذي يتخذه مقرًا للتحقيق والاعتقال القسري، فيما أجبرها وأطفالها على السير باتجاه شارع البحر غرب المدينة.
تقول يوسف لـ المنصة "فجأة اقتحم الجيش علينا البيت وأجبرنا نطلع بدون ما ناخد اشي، زوجي تعرض للضرب والاعتقال وأنا أجبروني آخد لولاد ونمشي باتجاه شارع البحر ومن هناك للجنوب، ما كنا بدنا نطلع بس حطونا بين خيارين، يا بنكمل الطريق للجنوب يا بتم قتلنا في الشارع".
وفي السياق، أجرى رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي أمس تقييمًا للوضع في القاعدة العسكرية الإسرائيلية بوسط القطاع "نيتساريم" مع قائد الفرقة 99 وقائد اللواء 3 وقادة آخرين، حسب ما نشره المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي عبر إكس.
وقال هاليفي خلال الاجتماع "نمارس ضغطًا عسكريًا بأشكال مختلفة. ما نقوم به في رفح يختلف عما تقومون فيه هنا أو ما يجري في الشجاعية أو في منطقة ممر وسط القطاع أو منطقة التأمين على طول الحدود".
وتابع رئيس الأركان الإسرائيلي "نسعى لتدمير أكبر قدر ممكن من البنى الإرهابية وقتل أكبر قدر ممكن من عناصر حماس وقتل أكبر قدر ممكن من قادة حماس. في نهاية المطاف هذه الإجراءات من شأنها أن تقلص قدرات حماس وتسمح لنا بالتقدم مع الإنجازات وتحقيق غاية مهمة جدًّا تتمثل في ممارسة الضغط لإعادة المختطَفين".
وحول عملية المفاوضات بين حماس والاحتلال الإسرائيلي بوساطة أمريكية مصرية قطرية، قال القيادي في حماس حسام بدران إنَّه من المبكر الحديث عن إبداء التفاؤل أو التشاؤم من المفاوضات التي لا تزال جارية حتى اللحظة.
وجاءت تصريحات بدران في مقابلة مع التليفزيون العربي تابعها مراسل المنصة، حيث تطرق إلى عمليات التهجير والإخلاء الواسع وإجبار سكان غزة والشمال على النزوح إلى وسط القطاع، وقال "الاحتلال يتحرك لتهجير أهالي شمال غزة إلى جنوبها متجاهلًا مطلب عودة النازحين، في اعتقادي الاحتلال غير جاد في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة".
وأشار إلى أنَّ اتفاق الانسحاب من غزة من المفترض أن يتم من الغرب باتجاه الشرق على أكثر من مرحلة، وأنّ أي انسحاب إسرائيلي يتم في أي مرحلة ينطبق على كامل قطاع غزة، حسب قوله.
وتستضيف الدوحة اليوم جولة من المفاوضات بعد يومين من النقاشات في القاهرة، وصفتها هيئة البث الإسرائيلي بأنها "حققت تقدمًا".