قال رئيس هيئة الدواء الدكتور علي الغمراوي إن هناك تحسنًا ملحوظًا في سوق الدواء، مؤكدًا توافر نحو 81% من الأصناف المتداولة، في وقت قال مدير جمعية الحق في الدواء للرعاية الصحية محمود فؤاد إن الوضع الحالي "لا يزال بعيدًا عن الحل الجذري للمشكلة، وما يحدث مجرد تسكين للأزمة".
وأضاف الغمراوي لـ المنصة، على هامش مؤتمر صحفي لإطلاق مبادرة سحب الأدوية منتهية الصلاحية من الأسواق، أمس، أنه "تم توفير نحو 459 صنفًا دوائيًا من أصل 570 نوعًا كان ناقصًا، لتشمل قائمة نواقص الأدوية 111 صنفًا فقط".
وكان رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، أكد، أمس، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد عقب اجتماع الحكومة الأسبوعي، أن "أزمة نقص بعض أنواع الأدوية في طريقها للحل خلال الأسابيع القليلة المقبلة".
وأرجع الغمراوي تكدس الناس أمام صيدلية الإسعاف الحكومية في منطقة وسط البلد، بحثًا عن الدواء غير المتوفر في الصيدليات الخاصة، إلى "ثقافة المواطنين التي تدفعهم إلى التركيز على هذه الصيدلية فقط، متجاهلين وجود صيدليات إسعاف أخرى"، وقال "روحوا فروعها اللي في الجيزة والأميرية".
وفي يوليو/تموز الماضي، أعلن رئيس هيئة الشراء الموحد بهاء الدين زيدان التوسع في تعميم نموذج صيدليات الإسعاف، وافتتاح 13 صيدلية على مستوى 12 محافظة.
بدوره، قال فؤاد لـ المنصة "الإتاحة تعني أن يكون الدواء متوفرًا في كل الصيدليات، المريض لا يحتاج إلى تثقيف، بل يحتاج إلى النزول إلى أقرب صيدلية والعثور على الدواء المطلوب".
وأكد فؤاد أن مصر كان بها نقص في أكثر من 1000 صنف دوائي، وتم توفير نحو 450 صنفًا فقط حتى الآن، وأوضح أن الأرقام التي يشير لها رئيس هيئة الدواء قد تكون "نتيجة دخول المواد الخام التي لم تصنع بعد بشكل كامل".
وفي مايو/أيار الماضي، كشف رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية الدكتور علي عوف عن وجود نقص في حوالي ألف صنف بسوق الدواء.
وقبل أيام، وجهت عضوة لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب النائبة أمل سلامة سؤالًا إلى نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة خالد عبد الغفار، قائلة "رغم الإعلان أكثر من مرة عن ضخ كميات كبيرة من العلاج في الصيدليات فإن الأزمة تتفاقم يومًا بعد الآخر. صيدلية الإسعاف في القاهرة تشهد طوابير بصورة كبيرة للغاية، ويصعب معها على العديد من المواطنين توفير احتياجاتهم من علاج السكر تحديدًا".
وخلال الأيام الماضية، أعلن رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي تصدير أدوية بمليار دولار في السنة المالية الماضية، قائلًا "نتوقع أن ترتفع الصادرات إلى 1.5 مليار خلال العام الحالي".
الروشتة بالتركيبة بدلًا من اسم الدواء
وفي سياق متصل، وجه مدبولي، خلال مؤتمر صحفي أمس، بدراسة مدى إمكانية الاتفاق مع نقابتي الأطباء والصيادلة على استخدام الاسم العلمي للمكون الدوائي عند كتابة الروشتة للمريض بدلًا من الاسم التجاري المرتبط بشركة معينة.
وبرر ذلك "بإعطاء الفرصة لتوفير الدواء المطلوب في الصيدليات بتركيبته العلمية دون النظر إلى الشركة المنتجة، لأن المريض إذا ذهب للصيدلية ولم يجد الأدوية المكتوبة في الروشتة ينصرف، رغم أن نفس التركيبة موجودة لكن من إنتاج أربع أو خمس شركات أخرى".
وشهدت الأسواق خلال الشهور الماضية نقصًا شديدًا في في عدد كبير من الأدوية، منها الأنسولين، وخلال يوليو/تموز الماضي تقدمت عضوة مجلس النواب حنان عبده عمار بطلب إحاطة بشأن نقص أدوية الأمراض المزمنة، على رأسها أدوية الضغط والسكري، وقبلها استنكرت النائبة سارة النحاس وجود نواقص للأدوية بشكل حاد، وتقدمت بطلب إحاطة أيضًا، وهو الموقف نفسه الذي اتخذته وقتها النائبة عن حزب التجمع سلمى مراد.