ارتفع عدد ضحايا الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان إلى 558 قتيلًا بينهم 50 طفلًا و94 امرأة، فيما أصيب 1835 شخصًا، وقال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي إن تل أبيب لن تمنح حزب الله اللبناني أي فترة راحة، وإن الهجمات على الحزب في لبنان ستتسارع.
وشن جيش الاحتلال، اليوم، موجة قصف جديدة على عدد من البلدان والقرى في القطاع الغربي من لبنان، فيما حلق الطيران الحربي الإسرائيلي على ارتفاع منخفض فوق منطقة جزين، وقصف عدد من المنازل في البقاع الشرقي ما أودى بحياة 10 مواطنين من عائلة واحدة في بلدة شعث.
واستهدفت الغارات الإسرائيلية مدينة صور وبلدات الدوير وعيتا الشعب والسلطانية وكفر دونين وشقرا والعباسية جنوب لبنان، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية.
وأعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، على إكس، اليوم، أن جيش الاحتلال شن غارة بشكل محدد في منطقة بيروت، قال إنه سينشر تفاصيلها لاحقًا، فيما أكد مصدران أمنيان لبنانيان لم يسمهما الشرق، أن الغارة الجوية استهدفت قياديًا بحزب الله، وأن مصير القيادي لم يتضح بعد.
وقال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، إن تل أبيب لن تمنح جماعة حزب الله اللبنانية أي فترة راحة، وإن الهجمات على الجماعة في لبنان ستتسارع.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية، عن هاليفي، قوله إن الوضع الراهن يستوجب استمرار العملية بشكل متعاظم على كل الجبهات، حسب القاهرة الإخبارية.
وبث أدرعي رسائل تهديد للبنانيين، على إكس، وقال "إلى جميع سكان القرى اللبنانية الذين أخلوا منازلهم حفاظًا على سلامتهم بسبب وجود أسلحة أو عناصر لحزب الله، غارات جيش الدفاع مستمرة، من أجل سلامتكم لا تعودوا إلى منازلكم حتى إشعار آخر".
وقال المتحدث الإسرائيلي "على مدار 24 ساعة الأخيرة هاجمنا أكثر من 1300 هدف إرهابي تابع لحزب الله في أنحاء لبنان، وما زلنا نشن الغارات وستتواصل".
في المقابل، قال حزب الله إنه شن عدة هجمات على أهداف عسكرية إسرائيلية شملت مصنع متفجرات على بعد 60 كيلومترًا داخل إسرائيل بوابل من صواريخ أسمتها فادي، ومطار مجيدو العسكري 3 مرات فجر اليوم.
في غضون ذلك، نزحت مئات العائلات اللبنانية، من الجنوب والبقاع إلى الشمال، بعد اشتداد القصف الإسرائيلي على عدد من المناطق، حسب الوكالة الوطنية للإعلام.
في سياق قريب، ألغى مطار رفيق الحريري الدولي أكثر من 30 رحلة جوية من بيروت وإليها، في ضوء التطورات الراهنة في المنطقة.
كما أعلن رئيس جامعة المدينة في لبنان وليد داغر تعليق الدراسة والأعمال الإدارية في جميع فروع الجامعة بسبب الظروف الأمنية الراهنة، على أن يُبلغ الطلاب بموعد استئناف الأنشطة الإدارية والتسجيل فور توافر معلومات دقيقة.
وعلى أثر الهجمات الإسرائيلية العنيفة، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، أن بلاده طلبت عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن لبحث تطورات الوضع في لبنان، وفق مونت كارلو.
وقال بارو "أفكر في الجنود والنساء الذين يخدمون في لبنان، وفي الوحدة الفرنسية هناك، كما أفكر في الشعب اللبناني، خصوصًا بعدما أودت الضربات الإسرائيلية بحياة مئات المدنيين، بينهم عشرات الأطفال".
وشدد على ضرورة أن تتوقف هذه الهجمات، سواء على جانبي الخط الأزرق، أو في المنطقة بشكل عام، فورًا، حتى تهدأ الأوضاع وتتفادى المنطقة نشوب نزاع إقليمي سيكون مدمرًا للجميع، خصوصًا للمدنيين.
كما انتقد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، الهجمات الإسرائيلية على لبنان، معربًا عن "قلقه العميق إزاء إطلاق صواريخ وضربات جوية في لبنان وإسرائيل وما أسفر عنها من سقوط مدنيين".
وقال لامي، عبر إكس "أكرر دعوتي إلى وقف فوري لإطلاق النار من الجانبين، وهو ما سأؤكده عندما ألتقي بوزراء مجموعة السبع".
وفي مقابلة مع CNN، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، إن حزب الله غير قادر على الوقوف أمام إسرائيل بمفرده، ولا ينبغي أن نسمح بتحول لبنان إلى غزة أخرى.
وأوضح "إذا كنا نتحدث عن حزب الله وحده، فماذا يستطيع أن يفعل بمفرده؟ يجب على الدول الإقليمية والإسلامية أن تجلس معًا، وقبل حدوث أي شيء أكثر خطورة"، مستطردًا "يجب ألا نسمح للبنان بأن يصبح غزة أخرى على أيدي إسرائيل، لا يستطيع حزب الله يقف بمفرده ضد دولة تدافع عنها وتدعمها وتغذيها الدول الغربية والدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية".
وتتصاعد المواجهة بين حزب الله وإسرائيل منذ عدوان جيش الاحتلال على قطاع غزة، فيما وجهت تل أبيب عدة ضربات نوعية إلى الحزب خلال اليومين الماضيين، بداية من هجوم بيجر/pager، الأسبوع الماضي، الذي استهدف أجهزة اتصال بتقنيات قديمة يستخدمها حزب الله، وحتى هجوم الضاحية الجنوبية في لبنان، الجمعة، الذي أسفر عن مقتل القيادي إبراهيم عُقيل، والذي يوصف أنه كان الرجل الثاني في حزب الله.