تصوير: سالم الريس- المنصة
عشرات القتلى والجرحى تصل إلى مستشفى شهداء الأقصى بعد قصف إسرائيلي لمخيم البريج بأحزمة نارية، الثلاثاء 4 يونيو 2024

مقتل وإصابة العشرات في استهداف لمنازل بـ"البريج".. وخالد مشعل: حماس لها اليد العليا

سالم الريس
منشور الثلاثاء 17 سبتمبر 2024

استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم، بالأحزمة النارية المكثفة، عددًا من منازل المواطنين شمال شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل وإصابة وفقدان العشرات تحت الأنقاض، في وقت أكد رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل لـ نيويورك تايمز في مقابلة منشورة اليوم أن الحركة أدخلت جيش الاحتلال في حرب استنزاف وأنها لها اليد العليا.

وأسفر قصف البريج المتواصل عن وصول جثامين 5 ضحايا إلى المستشفيات، فيما لا تزال الكوادكوبتر تُحلق في المكان وتمنع طواقم الدفاع المدني والإسعاف من الوصول.

وقال زميل صحفي كان في موقع الحدث لـ المنصة، إنه نحو السادسة صباح الأربعاء تعرضت 3 منازل تعود لعائلات الترتوري وأبو شوقة في بلوك 12 شمال شرق مخيم البريج لأحزمة نارية مكثفة دون إنذار، حيث وصلت مناشدات من الجيران للإسعاف والدفاع المدني لإنقاذ المواطنين من تحت الأنقاض المشتعلة بنيران القصف.

وقال مصدر في الإسعاف التابع لمستشفى العودة بالنصيرات لـ المنصة، إنهم فور تلقيهم الاستغاثة، هرعت طواقمهم برفقة الدفاع المدني للمكان المستهدف، إلا أن جيش الاحتلال تعمد إطلاق النار عليهم بشكل مُباشر من الكوادكوبتر ما أصاب اثنين منهم بإصابات طفيفة.

وأوضح أنهم استطاعوا انتشال بعض الإصابات وقتيلين، ثم انسحبوا بشكل سريع من المكان بسبب خطورة الأوضاع، حيث لم تتمكن طواقمهم من العودة حتى ساعات ما بعد الظهر بسبب استمرار سيطرة الاحتلال على المنطقة جويًا، واستهداف كل من يحاول الاقتراب.

وقال مصدر في الدفاع المدني لـ المنصة إنّ طواقمهم حاولت العمل على إخماد الحرائق وانتشال الضحايا والمصابين، لكن الاحتلال منعهم من الوجود وتقديم خدماتهم، مشيرًا إلى أنّ الجيران وأقارب العائلات المستهدفة أكدوا وجود أكثر من 40 فردًا داخل هذه المنازل، غالبيتهم أطفال ونساء تحت الأنقاض.

وقال مصدر طبي في قسم الاستقبال بمستشفى العودة لـ المنصة إنهم استقبلوا 5 ضحايا تمكن مواطنون من انتشالهم ونقلهم بسيارات مدنية، كما وصلت 4 إصابات حالتهم حرجة، ونقلوا لتلقي الخدمات الطبية اللازمة في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح.

واستمرت عمليات القصف الإسرائيلي على مخيم البريج، حيث استهدف الاحتلال بالقذائف المدفعية 3 منازل بحزام ناري، في محيط البيوت السابقة، وحسب شاهد عيان تحدث لـ المنصة، فإن اثنين من المنازل كانا فارغين، بينما كان هناك مواطنون داخل المنزل الثالث الذي يعود لعائلة البطران.

كما استهدف الاحتلال 4 منازل أخرى في البريج بالقرب من المدخل الرئيسي للمخيم على شارع صلاح الدين الرئيسي دون أن يبلغ عن وصول ضحايا للمستشفيات.

وقال شاهد عيان ثانٍ لـ المنصة إنه وبعد مرور أكثر من 8 ساعات على الاستهداف الأول بالأحزمة النارية، إلا أنّ الكوادكوبتر لا تزال تحلِّق بكثافة على ارتفاع منخفض في محيط المنازل في بلوك 12 شمال البريج، حيث تطلق النيران على كل من يحاول التقدم أو التحرك أو الاقتراب من المنازل لانتشال الضحايا والمفقودين تحت الأنقاض.

وفي رفح جنوب قطاع غزة، انتشل مواطنون اليوم 8 جثامين لضحايا من مناطق مختلفة في مدينة رفح التي تخضع لعملية عسكرية برية منذ 5 أشهر.

وقال مصدر في قسم المشرحة بمستشفى ناصر لــ المنصة، إن مدنيين انتشلوا جثامين الضحايا على عربات تجرها الحيوانات وصولًا إلى المستشفى حيث أبلغوا عن انتشالهم من مناطق مختلفة من أحياء مدينة رفح.

ومن جانبه، أعلن جيش الاحتلال الأربعاء، اغتيال قائد الوحدة الصاروخية في حركة الجهاد الإسلامي بمدينة رفح أحمد الحشاش، زاعمًا أنّ جنوده هاجموا الحشاش داخل المنطقة الإنسانية في منطقة المواصي غرب خانيونس، وذلك بناءً على معلومات استخبارية، حسب البيان.

وأضاف "في إطار وظيفته كان المدعو الحشاش يعتبر خبيرًا مهمًا في المجال الصاروخي وخلال الحرب شغل منصب قائد القتال وعمليات الإطلاق نحو الأراضي الاسرائيلية من داخل المنطقة الإنسانية الذي عمل داخلها".

وكان جيش الاحتلال استهدف، الثلاثاء، فرنًا من الطين يستخدم للخبز في واحد من مخيمات النازحين في منطقة المواصي غرب خانيونس، ما أدى إلى مقتل 5 ضحايا أحدهم طفل قُطع رأسه نتيجة القصف.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن جيش الاحتلال الاسرائيلي ارتكب "3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 26 شهيدًا و 84 مصابًا خلال الـ24 ساعة الماضية"، وبذلك ارتفعت حصيلة العدوان إلى 41 ألفًا و252 قتيلًا و95 ألفًا و497 مصابًا، وفق التقرير اليومي للوزارة.

في غضون ذلك، قال القيادي في حركة حماس خالد مشعل لنيويورك تايمز، ضمن مقابلة جرت في الدوحة حيث يقيم واستمرت لساعتين، إن "حماس لها اليد العليا". وأضاف أن الحركة "بقيت ثابتة" وأدخلت الجيش الإسرائيلي في "حالة استنزاف".

وأضاف أن مسؤولي حماس ليسوا في عجلة من أمرهم للتوصل إلى وقف إطلاق نار مع إسرائيل بأي ثمن، ولن يتنازلوا عن مطالبهم الرئيسية بإنهاء الحرب وانسحاب إسرائيل.

ودلل مشعل على تفوق الحركة بقول الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه ينتظر رد حماس عند المفاوضات، "في بداية الحرب، عبّر الرئيس بايدن عن موقف مشابه لذلك الذي تبناه نتنياهو، أن حماس يجب أن تُقضى عليها. لكن بايدن لم يعد يتحدث عن استئصالها، وشاركت الولايات المتحدة وإسرائيل في مفاوضات غير مباشرة مع حماس" حسب مشعل، الذي يرى أن "هذا يعني أن الولايات المتحدة تعترف بأن حماس ليست في طريقها للاختفاء".

وأضاف "لم يكن التصور الإسرائيلي-الأمريكي يتحدث عن اليوم الذي يلي الحرب، بل عن اليوم الذي يلي حماس، الآن، قال الولايات المتحدة تقول نحن ننتظر رد حماس".

ويزور وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مصر اليوم، لعقد لقاءات مع مسؤولين مصريين لمناقشة الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، يضمن تحرير المحتجزين ويخفف من معاناة الشعب الفلسطيني، ويساعد في إرساء الأمن الإقليمي على نطاق أوسع، وذلك بعد نحو شهر من تعرقل المفاوضات.

وعلى الرغم من الخسائر الفادحة التي تعرضت لها حماس، بما في ذلك مقتل العديد من قادتها وعلى رأسهم رئيس الحركة السابق إسماعيل هنية في طهران يوليو/تموز الماضي، قال مشعل إنه واثق من أن الجماعة ستلعب دورًا رئيسيًا في غزة بعد الحرب، ورفض المقترحات الأمريكية والإسرائيلية البديلة لإدارة القطاع بدون حماس، مشددًا "كل أوهامهم حول ملء الفراغ أصبحت خلفنا".