صفحة المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية على فيسبوك
الرئيس السيسي يستقبل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، 6 فبراير 2024

بلينكن في القاهرة مجددًا لبحث وقف العدوان على غزة.. والأمم المتحدة: لا شيء يبرر العقاب الجماعي

قسم الأخبار
منشور الثلاثاء 17 سبتمبر 2024

يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ347، في وقت أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن الوزير أنتوني بلينكن يزور مصر اليوم، لبحث جهود التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أن لا شيء يبرّر العقاب الجماعي الذي تنزله إسرائيل بسكان غزة.

وقالت الخارجية الأمريكية في بيان، مساء أمس، إن بلينكن يتوجه إلى مصر الثلاثاء لعقد لقاءات مع مسؤولين مصريين لمناقشة الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، يضمن تحرير المحتجزين ويخفف من معاناة الشعب الفلسطيني، ويساعد في إرساء الأمن الإقليمي على نطاق أوسع.

وهذه الزيارة الثانية لبلينكن خلال أقل من شهر، بعد زيارة أخيرة في 20 أغسطس/آب الماضي، التقى خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي، لمناقشة نفس الأزمة.

وتقود مصر وقطر وأمريكا منذ 10 أغسطس الماضي، جولة جديدة من المفاوضات لوقف إطلاق النار في غزة بشكل فوري، ووضع حد لمعاناة سكان غزة المستمرة منذ 11 شهرًا، وإطلاق سراح المحتجزين لدى حماس.

وأوضح بيان الخارجية الأمريكية أن بلينكن سيرأس افتتاح الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة ومصر مع وزير الخارجية بدر عبد العاطي، ويهدف الحوار إلى تعزيز العلاقات الثنائية وتعميق التنمية الاقتصادية، فضلًا عن زيادة الروابط بين الشعبين من خلال الثقافة والتعليم.

ونهاية مايو/أيار الماضي، كشف الرئيس الأمريكي جو بايدن عن مقترح لوقف إطلاق النار في غزة لستة أسابيع في مرحلته الأولى، ووصفه بـ"خارطة طريق" لإنهاء الحرب في غزة والإفراج عن المحتجزين وعودة الفلسطينيين إلى منازلهم، وهو ما أعلنت حماس الموافقة عليه.

يأتي ذلك فيما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، ما أسفر عن مقتل 41226 فلسطينيًا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 95413 آخرين، حتى أمس، حسب وزارة الصحة الفلسطينية.

وميدانيًا، قُتل ثلاثة فلسطينيين على الأقل بينهم طفل وامرأة، وأصيب آخرون إثر استهداف طيران جيش الاحتلال الإسرائيلي منزلًا في حي الصبرة جنوب قطاع غزة مساء أمس، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية.

وحسب الوكالة الفلسطينية، نسفت قوات الاحتلال عددًا من المباني السكنية جنوب حي الزيتون، وأطلقت طائرات الاحتلال المسيرة نيرانها صوب منازل المواطنين في المخيم الجديد وحي الدعوة شمال مخيم النصيرات.

كما تسبب القصف الإسرائيلي على غزة في مقتل ثلاثة فلسطينيين وإصابة آخرين، في الاثنين ليل الثلاثاء، اثنان منهم قُتلوا جراء في استهداف لخيمة نازحين بمنطقة البركة جنوب دير البلح، وتم انتشال ثالث وعدد من الإصابات إثر استهداف من طائرة حربية منزلًا بحي الدرج، شرق مدينة غزة.

لا شيء يبرر العقاب الجماعي لغزة

من ناحيته، وجه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، انتقادات حادة لإسرائيل بسبب عدوانها وحربها المدمرة لقطاع غزة لما يزيد عن 11 شهرًا.

وقال جوتيريش، في تصريحات نقلتها فرانس 24، مساء أمس، إن "لا شيء يبرّر العقاب الجماعي الذي تنزله إسرائيل بسكان غزة الذين يعانون على نحو لا يمكن تصوّره".

وتابع "مستوى المعاناة في غزة، ومستوى الموتى والدمار لا مثيل له في كل ما شهدته منذ أن أصبحت أمينًا عامًا".

وضع كئيب ومُحزن

وخلال كلمتها في جلسة مجلس الأمن الدولي، أمس، لمناقشة إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وصفت كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، سيجريد كاج، الوضع في غزة، بأنه كئيب ومُحزن، مؤكدة "المسؤولية العميقة" التي يتحملها المجتمع الدولي في معالجة مأساة هذه الحرب، حسب أخبار الأمم المتحدة.

وسلطت كاج الضوء على الوضع الإنساني المزري في غزة، الذي تفاقم نتيجة استمرار العدوان قرابة العام، مشيرة إلى مقتل أكثر من 41 ألف فلسطيني، وإصابة 93 ألفًا بجروح، وأن أكثر من 22 ألف شخص يعانون من إصابات غيرت حياتهم.

وقالت إن الإصابات الخطيرة في الأطراف التي تتراوح بين 13 و17 ألف إصابة، والتي غالبًا ما تؤدي إلى البتر، تعد انعكاسًا محزنًا للمأساة الناجمة عن هذه الحرب.

وأضافت المسؤولة الأممية أن الأزمة الإنسانية أدت إلى انهيار الخدمات الأساسية، بما فيها الرعاية الصحية والتعليم، مع خروج 625 ألف طفل من المدرسة.

وأضافت أنه "عندما تم اعتماد قرار مجلس الأمن رقم 2720 في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، لم يكن متوقعًا أن تستمر الحرب لفترة طويلة دون وقف إطلاق النار".

واعتمد مجلس الأمن الدولي، في ديسمبر الماضي، قرارًا يدعو إلى اتخاذ خطوات عاجلة للسماح فورًا بإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وتهيئة الظروف لوقف إطلاق النار.

وأردفت بأن نطاق المساعدات والجهود المتواصلة لتأمين المزيد من السلع المتنوعة، بما فيها الوقود ومستلزمات النظافة، غير كافٍ، مشيرة إلى أن المساعدات الإنسانية لا تقدم سوى إغاثة مؤقتة، مشددة على أنه لا ينبغي تأخير عملية تعافي غزة وإعادة إعمارها.

وقالت إن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية الدعوة إلى السلام الدائم ودعم إعادة بناء غزة، مشيرة إلى أن أهوال العام الماضي تؤكد أن الحل السياسي وحده قادر على كسر حلقة المعاناة.

من ناحيته، استعرض المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع خورخي موريرا دا سيلفا، "البيئة الصعبة" التي تواجهها غزة فيما يتعلق بتسليم المساعدات الإنسانية.

وتحدث عن الآلية الأممية التي نص عليها قرار مجلس الأمن 2720، مجددًا التزام مكتبه بدعم الجهود الإنسانية في غزة، وقال إن الآلية تعمل على تنسيق تسليم المساعدات الإنسانية من خلال طرق إمداد متكاملة، وتحسين الشفافية والكفاءة.

وأكد أن التسليم الفعال للمساعدات على النطاق المطلوب لن يكون ممكنًا ببساطة دون إرادة سياسية وضمانات أمنية وبيئة مواتية، مشيرًا أيضًا إلى "الدور الحاسم الذي لا يمكن الاستغناء عنه الذي تلعبه الأونروا في غزة في إطار المساعدات الإنسانية.

حتمية إنفاذ المساعدات

وشهدت جلسة مجلس الأمن عددًا من المداخلات لمندوبي كثير من الدول أكدت خلالها حتمية الوقف الفوري للحرب على غزة، وقال مندوب روسيا فاسيلي نيبنزيا إن المساعدات التي تصل غير كافية بسبب المعيقات التي تفرضها إسرائيل، مضيفًا "إذا واصل الوضع تدهوره فقد يؤدي إلى انتهاء عمليات الأمم المتحدة في قطاع غزة، وهو ما يعني أن مليوني فلسطيني سيواجهون المجاعة"، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية.

وأكد مندوب فرنسا نيكولاس دي ريفيير ضرورة تذليل العقبات أمام وصول المساعدات واستخدام كل المعابر في ظل معاناة سكان القطاع، مشيرًا إلى أن محكمة العدل الدولية طالبت بذلك، مشددًا على حتمية وقف إطلاق النار بشكل دائم، والتوصل إلى حل سياسي من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة وموحدة ومتواصلة جغرافيًا وقابلة للبقاء، على أساس حل الدولتين، وهو ما يكفل السلام في الشرق الأوسط.

وقالت مندوبة الولايات المتحدة ليندا توماس إن الوضع في غزة لا يزال كارثيًا، فالأطفال يعانون من أمراض يمكن منعها، والآلاف فقدوا الأصدقاء والأسر ولديهم ندبات جسدية ونفسية، وأنه في الأسابيع الماضية قتل أيضا عاملون في الحقول الإنسانية.

وأضافت "على إسرائيل تيَسير المساعدات وحماية المرافق الإنسانية، مضيفة أن وقف إطلاق النار هو السبيل الأمثل لضمان إنجاز العمل الإنساني وزيادة تدفق المساعدات الإنسانية.

وأطلقت حركة حماس عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي ردًا على الانتهاكات الإسرائيلية، وتمكنت خلالها من احتجاز نحو 230 شخصًا، غالبيتهم إسرائيليون، وإثرها اجتاح جيش الاحتلال القطاع، ونفذ عملية مستمرة للشهر الثاني عشر حتى اليوم.