اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حركة حماس بمحاولة إخفاء حقيقة موقفها من مفاوضات هدنة غزة، في وقت يواصل جيش الاحتلال استهدافاته وعمليات نسف مربعات سكنية شمال غرب مدينة رفح.
وقال نتنياهو، حسب بيان لمكتبه على إكس، إن حماس تحاول إخفاء حقيقة استمرارها في معارضة صفقة إطلاق سراح المحتجزين وإحباطها.
وزعم نتنياهو أن بلاده "قبلت" عرض الوساطة النهائي الذي قدمته الولايات المتحدة في 16 أغسطس/آب الماضي، أما "حماس فرفضته بل وقتلت ستة من مختطفينا بدم بارد"، وحث العالم على مطالبة الحركة بإطلاق سراح المحتجزين فورًا.
وأعلنت حركة حماس، الأربعاء، استعدادها للتنفيذ الفوري لاتفاق وقف إطلاق النار على أساس خطة الرئيس الأمريكي جو بايدن في 31 مايو/أيار الماضي، وقرار مجلس الأمن رقم 2735، وما تم التوافق عليه سابقًا، دون وضع أي مطالب جديدة، رافضة أي شروط مستجدة على هذا الاتفاق من قبل أي طرف.
وسبق وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن عدد القتلى الإسرائيليين في عملية طوفان الأقصى وصل إلى 1538 خلال الشهرين الأولين من بداية المعركة، في حين تجاوز عدد الجرحى 5 آلاف، وفق الجزيرة.
وقالت كتائب القسام إن عدد المحتجزين لديها بين 200 إلى 250، وإن عشرات المحتجزين فقدوا حياتهم جراء القصف الإسرائيلي.
وميدانيًا، قالت منظمة الصحة العالمية، الخميس، إنها أجلت، بالتعاون مع وزارة الخارجية الإماراتية، 97 مريضًا وآخرين مصابين بإصابات خطيرة من قطاع غزة، و155 مرافقًا، في أكبر عملية إجلاء طبي من القطاع منذ بداية العدوان في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأشارت إلى أنّ عملية الإجلاء تمت عن طريق معبر كرم أبو سالم أقصى جنوب قطاع غزة، وعن طريق مطار رامون، لمواصلة سفرهم إلى أبوظبي، بهدف الحصول على علاج ورعاية طبية متخصصة، حيث كان من بين المرضى 45 طفلًا و52 بالغًا يعانون من مجموعة واسعة من الأمراض، بما في ذلك السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية والتشوهات الخلقية وأمراض الدم والكبد والإصابات.
وأشار مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس جيبريسوس، على إكس، إلى تحديات عدة واجهتهم خلال عملية إجلاء المرضى والمصابين، حيث عملت على تجميع المرضى خلال الأيام الماضية في مستشفى غزة الأوروبي جنوب شرق مدينة خانيونس، كما حرصت على نقل 8 مرضى و12 مرافقًا من شمال قطاع غزة وضمهم لعملية الإجلاء.
وردًا على إعلان وكالة الأونروا مقتل 6 من موظفيها في قصف إسرائيلي استهدف مدرسة الجاعوني للمرة الخامسة، الأربعاء، راح ضحيته 18 قتيلًا، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان، إنه "توجه إلى الوكالة لتلقي الأسماء والتفاصيل بهدف فحص الادعاءات بشكل معمق لكنها لم تستجب لهذه الطلبات التي نقلت إليها مرارًا وتكرارًا".
وزعم جيش الاحتلال أنه من خلال فحوصاته عقب الاستهداف، ومتابعته لأسماء الضحايا، "يتبين أنها تعود إلى إرهابيين من حماس تورّطوا في أنشطة إرهابية".
وكثف جيش الاحتلال، الخميس، من استهدافاته وعمليات نسف مربعات سكنية شمال غرب مدينة رفح، وأكد 3 شهود لـ المنصة سماعهم أصوات الانفجارات المتتالية من جنوب خانيونس، كما شاهدوا أعمدة الدخان المتصاعدة بكثافة من عدة أحياء برفح عقب أصوات الانفجارات.
وأفاد مصدر طبي في مشرحة مستشفى ناصر بخانيونس لـ المنصة بوصول 7 ضحايا تم انتشالهم من شمال مدينة رفح صباح الخميس، وقال أحد أقارب الضحايا الذين تم انتشالهم من أماكن مختلفة لـ المنصة إنه فقد الاتصال مع اثنين من أقاربه قبل أيام أثناء محاولتهم العودة إلى منازلهم في رفح.
وأوضح أنهم في العائلة أبلغوا جهاز الدفاع المدني وعدة جهات دولية عن فقدان أقاربهم، إلا أنّه لم تتحرك أي من تلك الجهات بسبب خطورة المنطقة كما تم إبلاغهم، متابعًا "اليوم خاطرنا وذهبنا للبحث عنهم وكانوا جثثًا هامدة ملقاة في أحد الشوارع بعد إطلاق النار عليهم".
ووصل 4 ضحايا إلى مستشفى غزة الأوروبي بخانيونس، وذلك بعد استهداف الاحتلال الإسرائيلي منزلًا جنوب شرق المدينة، وقال شاهد لـ المنصة إنه جرى استهداف المنزل دون سابق إنذار أو تحذير ما تسبب في مقتل 4 من العائلة وإصابة 3 آخرين.
وانتشلت طواقم الدفاع المدني 3 ضحايا من منطقة خربة العدس جنوب شرق رفح بعد استهدافهم بصاروخ من طائرة استطلاع، ووصل مستشفى ناصر الطبي قتيل نتيجة قصف إسرائيلي بصاروخ استطلاع لشاب كان يستقل دراجة هوائية في منطقة قيزان رشوان جنوب خانيونس.
وقتل جيش الاحتلال الإسرائيلي 3 مواطنين من بينهم فتاة بحي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، الخميس، وأصاب عددًا من المواطنين الذين حاولوا العودة إلى منازلهم بعد ورود أنباء عن تراجع آليات الاحتلال المتوغلة في الحي لليوم العشرين على التوالي.
وفي شمال القطاع، قتل شابان بمخيم جباليا كانا يعملان على تجميع الحطب الذي يستخدم في عمليات الطهي كبديل للغاز الطبيعي، في الوقت الذي يمنع الاحتلال الإسرائيلي دخول الغاز لشمال القطاع منذ أكتوبر الماضي، وقال مصدر في الدفاع المدني لـ المنصة إنه جرى انتشال جثامين الشابين بعد استهدافهما بقذيفة مدفعية.
ويستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ342، الذي راح ضحيته 41 ألفًا و118 قتيلًا، إضافة إلى 95 ألفًا و125 مصابًا منذ السابع من أكتوبر الماضي، حسب وزارة الصحة الفلسطينية.