قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأربعاء، للمرة الخامسة منذ بداية العدوان الإسرائيلي، مدرسة الجاعوني، التابعة لوكالة الأونروا، بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل 18 شخصًا، بينهم 6 يعملون في الوكالة الأممية مشرفين على المدرسة التي تستخدم مركز إيواء للنازحين، وفق وفا.
وأسفر القصف عن إصابة أكثر من 20 نازحًا، غالبيتهم من الأطفال، نقلوا للمستشفيات لتلقي العلاج اللازم، حسبما قال مصدر في وزارة الصحة بغزة لـ المنصة.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني بقطاع غزة الرائد محمود بصل، لـ المنصة، إن الاحتلال استهدف المدرسة التي تؤوي قرابة 5 آلاف نازح للمرة الخامسة دون سابق إنذار.
من جهته، أدان المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، في بيان اطلعت عليه المنصة، "المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال في مدرسة الجاعوني"، مشيرًا إلى أن الاحتلال ارتكب "47 مجزرة في مخيم النصيرات الذي يقطنه قرابة ربع مليون غزي، منذ بداية حرب الإبادة الجماعية، حيث استهدف 18 مدرسة تستخدم كمركز إيواء بالمخيم".
وقال "تأتي هذه الجريمة الجديدة بالتزامن مع صعوبة الواقع الصحي في المحافظة الوسطى، التي يقطنها حاليًا أكثر من مليون إنسان، وفي ظل عدم قدرة مستشفى شهداء الأقصى ومستشفى العودة على تقديم الخدمة الصحية والطبية بشكل جيد، نتيجة الاكتظاظ الكبير وكثرة الإصابات"، مطالبًا المجتمع الدولي والمنظمات الأممية بالضغط على الاحتلال لوقف جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان اطلعت عليه المنصة، أن هجومه على مدرسة الجاعوني كان "لاستهداف مجموعة من المخربين داخل مجمع قيادة وتحكم أنشأته حماس بشكل مخفي داخل المدرسة للتخطيط وتنفيذ هجمات ضد جيش الاحتلال".
وقالت الأونروا، الأربعاء "هذا أعلى عدد من القتلى بين موظفينا في واقعة واحدة"، وأشار المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني، على إكس، إلى أنه "منذ بداية الحرب في غزة قتل ما لا يقل عن 220 موظفًا من الوكالة".
وسبق أن شنت إسرائيل حملة واسعة على الأونروا في يناير/كانون الثاني الماضي، ادعت فيها انتماء بعض موظفي الوكالة الأممية لحماس، ومشاركتهم في عملية طوفان الأقصى، ما أسفر عن وقف العديد من الدول تمويلاتها للوكالة، قبل أن تستأنفها معظمها عدا الولايات المتحدة.
وفي أبريل/نيسان، أفاد تقرير مجموعة المراجعة المستقلة لوكالة الأونروا، بقيادة وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاترين كولونا، بأن الأونروا تتبع نهجًا للحياد أكثر تطورًا من أي جهة أخرى مشابهة أممية أو غير حكومية، لكن الشهر الماضي، قالت الأمم المتحدة إن الأدلة التي حصل عليها مكتب خدمات الرقابة الداخلية أشارت إلى أن 9 من موظفي وكالة الأونروا "ربما شاركوا" في عملية طوفان الأقصى، مؤكدة "إنهاء توظيف هؤلاء الأفراد خدمة لمصلحة الوكالة".
وإلى جانب الهجوم على مدرسة الجاعوني، أطلق جيش الاحتلال المتمركز على محور نتساريم، فجر الخميس، الرصاص الكثيف وقذائف المدفعية شمال مخيم البريج، كما استهدف أرضًا زراعية، مساء الأربعاء، في مخيم البريج بصاروخين من الطيران الحربي، ولم يبلغ عن وصول ضحايا أو إصابات، وفق شاهد لـ المنصة، وانتشلت طواقم الدفاع المدني في خانيونس قتيلًا و13 مصابًا نتيجة استهداف منزل.
وفي غزة، أكد شاهدا عيان لـ المنصة تراجع آليات جيش الاحتلال، مساء الأربعاء، من بعض مناطق حي الزيتون جنوب شرق المدينة بعد توغل دام 20 يومًا. وقال أحدهم "لا يزال الخطر قائمًا بسبب وجود القناصة في بعض المناطق، لكن الآليات تراجعت نحو محور نتساريم".
وقتل 3 غزيين وأصيب 5 آخرون في قصف استهدف منزلًا بحي النصر غرب غزة، كما قصف الاحتلال منزلين في مدينة غزة ومخيم جباليا دون وقوع ضحايا.
وفي قصف إسرائيلي، فجر الخميس، استهدف منزلاً بمخيم جباليا شمال القطاع، قتل 3 مواطنين وأصيب آخرون، حيث لم يتم تحذير السكان قبل استهدافهم بشكلٍ مباشر، حسب شاهد لـ المنصة.
ويستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ342، الذي راح ضحيته 41 ألفًا و84 قتيلًا، إضافة إلى 95 ألفًا و29 مصابًا منذ السابع من أكتوبر الماضي، حسب وزارة الصحة الفلسطينية.