قالت الأمم المتحدة إن الأدلة التي حصل عليها مكتب خدمات الرقابة الداخلية أشارت إلى أن 9 من موظفي وكالة الأونروا "ربما شاركوا" في عملية طوفان الأقصى، في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مؤكدة "إنهاء توظيف هؤلاء الأفراد خدمة لمصلحة الوكالة".
وأوضحت، في بيان، الاثنين، أن مكتب خدمات الرقابة الداخلية توصل إلى نتائج تتعلق بموظفي الأونروا الـ19 "الذين زُعم أنهم شاركوا في تلك الهجمات، وفي واحدة من الحالات لم يحصل مكتب خدمات الرقابة الداخلية على أي دليل يدعم الادعاء ضد الموظف، وفي 9 حالات أخرى كانت الأدلة التي حصل عليها مكتب خدمات الرقابة الداخلية غير كافية لدعم الادعاء ضد الموظفين".
وردًا على ذلك، قال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني إن "أولوية الوكالة هي مواصلة تقديم الخدمات المنقذة للحياة والخدمات الحيوية للاجئين الفلسطينيين في غزة وفي جميع أنحاء المنطقة، خاصة في مواجهة الحرب المستمرة وعدم الاستقرار وخطر التصعيد الإقليمي"، حسب البيان.
وسبق أن شنت إسرائيل حملة واسعة على المنظمة في يناير/كانون الثاني الماضي، عندما ادعت انتماء بعض موظفيها لحماس، وأنهم شاركوا في عملية طوفان الأقصى، ما أسفر عن وقف العديد من الدول تمويلاتها للمنظمة، قبل أن تستأنفها معظمها عدا الولايات المتحدة.
وفي أبريل/نيسان، أفاد تقرير مجموعة المراجعة المستقلة لوكالة الأونروا، بقيادة وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاترين كولونا، إلى أن الأونروا تتبع نهجًا للحياد أكثر تطورًا من أي جهة أخرى مشابهة أممية أو غير حكومية.
في الوقت نفسه، استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، بعدد من القذائف المدفعية حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، وشرق مخيم البريج وسط القطاع، ما أدى إلى مقتل 5 شبان، فيما عمّ الهدوء غالبية مناطق قطاع غزة، منذ منتصف ليلة الثلاثاء، وانخفضت التحركات العسكرية الإسرائيلية.
وتمكن مواطنون من انتشال جثامين 5 شبان كان استهدفهم جيش الاحتلال شرق مخيم البريج، بعد ساعات من استهدافهم وعدم قدرة طواقم الإسعاف من الوصول للمنطقة الحدودية التي قُتلوا فيها، ووصلت الجثامين إلى مستشفى شهداء الأقصى في "توكتوك".
وقال شاهد لـ المنصة "المنطقة خطيرة لأنها قريبة من مكان تمركز الجيش بآلياته ومعداته العسكرية، وصلنا المكان وكانت جثامين الشباب جثث هامدة متروكة على الأرض، حملناهم وتحركنا للمستشفى".
وفي مدينة غزة، رصدت مصادر صحفية سقوط عدد من القذائف المدفعية على حي الزيتون جنوب شرق المدينة دون أن يُبلغ عن وقوع إصابات أو ضحايا، وقالت المصادر "فقط طائرات استطلاع على علو منخفض وصوتها مرتفع كانت في الأجواء طوال ساعات الليل والصباح، دون قصف أو استهدافات".
وأكدت 4 مصادر صحفية ميدانية من مختلف مناطق قطاع غزة، في الجنوب والوسط والشمال، عن انخفاض ملحوظ في عمليات القصف والاستهدافات الإسرائيلية، فيما حلت محلها أصوات طائرات الاستطلاع بشكل مكثف في سماء القطاع.
وقال أحد المصادر في منطقة المراثي غرب مدينة خانيونس لـ المنصة "كان في توقعات بقصف مدفعي أو من الطائرات الحربية أو توغل بري في جنوب المدينة بعد تهديدات ومطالبات بالإخلاء، لكن صوت الزنانان (طائرات الاستطلاع) كان هو المسيطر على مسامع النازحين خاصة خلال ساعات الليل".
وأفاد مصدران في وسط قطاع غزة، لـ المنصة، بسيطرة أصوات طائرات الاستطلاع وتواجدها بكثافة في سماء دير البلح ومخيم البريج ومخيم النصيرات، وبصوت مرتفع خلال ساعات الليل وساعات الصباح، وأكدت المصادر عن سقوط 3 قذائف مدفعية في المناطق الشرقية لمدينة دير البلح، صباح الثلاثاء، في مناطق وأراضٍ زراعية مفتوحة دون أن يبلغ عن وقوع خسائر بشرية وضحايا.
ويصف المواطنون في القطاع الهدوء الحالي بـ"المريب" بعد كثافة الاستهدافات اليومية بالقذائف المدفعية والطيران الحربي على مدار الساعة، وما يزيد من الخوف لدى المواطنين، استمرار تحليق طائرات الاستطلاع بكثافة في سماء القطاع، التي اعتادت القيام بجولات قصف عنيفة ومفاجئة غالبة ما تعقب عمليات المراقبة والاستطلاع لتحديد أهدافها، وقال عبد السلام أبو حسين لـ المنصة "يعني إحنا لا عرفنا ننام من صوت الزنانة ولا مطمنين للوضع بعد كل هالهدوء من دون أي إعلان رسمي عن تقدم في المفاوضات أو هدنة مؤقتة".
وفي تقريرها الإحصائي اليومي، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 39 ألفًا و653 قتيلًا، و91 ألفًا و535 مصابًا، منذ السابع من أكتوبر الماضي.