قال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إن منافسته في الانتخابات الأمريكية المرتقبة نائبة الرئيس الحالي كامالا هاريس، تكره إسرائيل، وإن الدولة العبرية ستزول خلال عامين إذا فازت بالرئاسة، في وقت دافعت هاريس عن حل الدولتين وضروة إنهاء حرب غزة، وذلك خلال أول مناظرة بينهما في فيلادلفيا أمس، تطرقا خلالها إلى ملفات عدة سياسية واقتصادية، فضلًا عن موقفهما من عدة قضايا من بينها الإجهاض.
وأظهر استطلاع رأي لـ سي إن إن بعد المناظرة أن أداء المرشحة الديمقراطية كان أفضل بنسبة 63%، مقابل 37% لترامب.
وتمسكت هاريس، خلال المناظرة، بدعمها لحل الدولتين في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فيما تهرب ترامب من الإجابة على السؤال عندما سُئل عن ذلك بأن هاريس والديمقراطيين "يكرهون إسرائيل"، وأن الصراعات "لن تحدث" تحت إدارته.
وهاجم ترامب منافسته قائلًا "كامالا تكره إسرائيل، حتى أنها رفضت لقاء نتنياهو عندما ذهب إلى الكونجرس لإلقاء خطاب مهم للغاية، لقد رفضت أن تكون هناك. كامالا تكره إسرائيل، وتكره العرب في نفس الوقت، المنطقة بأكملها ستنفجر تحت عهدتها، إذا أصبحت رئيسة، أعتقد أن إسرائيل لن تكون موجودة بعد عامين من الآن".
لترد عليه نائبة الرئيس بالقول إن اتهامها بكره إسرائيل "غير صحيح على الإطلاق"، مذكرة بأنها دعمت إسرائيل طوال حياتها ومسيرتها المهنية، وفق الحرة.
وردًا على سؤال كيف يمكننا وقف ما يجري بين إسرائيل حماس في غزة، قالت هاريس، "لنفهم كيف وصلنا إلى هذه النقطة، في السابع من أكتوبر، حماس وهي جماعة إرهابية قتلت 1200 إسرائيلي الكثير من بينهم يافعون كانوا يشاركون في حفلة واغتصبت النساء، قلت حينها وأقول الآن يحق لإسرائيل الدفاع عن نفسها وسنساعدها".
وتابعت هاريس قائلة "هناك أبرياء فلسطينيون كثر وبأعداد كبيرة قتلوا، أطفال ونساء، ما نعرفه هو أن هذه الحرب يجب أن تنتهي فورًا، وكيف تنتهي هو باتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن وسنعمل على مدار الساعة لتحقيق ذلك، ونعلم أننا يجب أن نرسم الطريق لحل الدولتين، ويجب أن يكون في هذا الحل أمن للشعب الإسرائيلي ولإسرائيل وبالدرجة ذاتها للفلسطينيين".
وأضافت "ولكن سأؤكد أنني دائما سأعطي إسرائيل القدرة للدفاع عن نفسها وخصوصًا حيال إيران أو أي تهديدات تفرضها إيران ووكلاؤها على إسرائيل ولكن يجب أن يكون لدينا حل دولتين حيث يمكن إعادة إعمار غزة وحيث يحظى الفلسطينيون بالأمن والكرامة وحق تقرير المصير".
وفي ملف الاقتصاد، قالت هاريس "لدي خطة لاقتصاد الفرص تشمل تخفيضات ضريبية للطبقة المتوسطة". لكن ترامب رد بأنها "نسخت" برنامج بايدن الاقتصادي.
وقال ترامب إنه "خلق واحدًا من أعظم اقتصادات بلادنا، وسأفعل ذلك مرة أخرى". فيما قالت هاريس إن "خطة ترامب ستزيد التضخم وستؤدي إلى كساد".
ودعت هاريس خلال المناظرة لحضور إحدى مسيرات دونالد ترامب لأنه "أمر مثير للاهتمام حقًا مشاهدته"، وقلت: "سترونه خلال مسيراته يتحدث عن شخصيات خيالية مثل هانيبال ليكتر، سيتحدث عن أن طواحين الهواء تسبب السرطان وما ستلاحظه أيضًا هو أن الناس يبدأون في مغادرة مسيراته مبكرًا بسبب الإرهاق والملل. وسأخبرك بالشيء الوحيد الذي لن تسمعيه يتحدث عنه وهو أنت".
وهاجمت هاريس دونالد ترامب بسبب افتقاره إلى الدعم من الأشخاص الذين عملوا معه سابقًا، وأدرجت قائمة بالمسؤولين السابقين الذين انتقدوا رئيسهم السابق، وقالت "إذا كنت تريد أن تعرف حقًا المسار الداخلي حول هوية الرئيس السابق - إذا لم يوضح ذلك بالفعل - فما عليك سوى سؤال الأشخاص الذين عملوا معه".
كما ذكّرت هاريس المشاهدين بأن ترامب "مجرم مدان"، وهو ما رد عليه الرئيس السابق بالقول "إنهم يستخدمون القضايا القانونية كسلاح ضدي".
ووصف ترامب القضايا المرفوعة ضده بأنها "مزيفة"، وقال إن محاولة اغتياله كانت "نتيجة لخطاب الديمقراطيين" الذي يصوره كتهديد للديمقراطية.
وحول الحق في الإجهاض، انتقدت هاريس ما أسمته "حظر ترامب للإجهاض" في جدال حماسي حول حقوق الإنجاب، حسب وصف سي إن إن، وقالت "لا يتعين على المرء أن يتخلى عن عقيدته أو معتقداته الراسخة للموافقة على الحكومة، وبالتأكيد لا ينبغي لدونالد ترامب أن يخبر المرأة بما يجب أن تفعله بجسدها"، في حين دافع الرئيس السابق عن قراره بدعم حظر الإجهاض لمدة ستة أسابيع والذي سيتم طرحه على بطاقة الاقتراع في ولايته فلوريدا، وهو تغيير عن موقفه السابق بشأن هذا الإجراء.
تعد قضية الإجهاض والحقوق الإنجابية قضية رئيسية في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، إذ تولت هاريس الدور القيادي في إدارة بايدن للدفاع عن الحق في الإجهاض. وفي يناير/ كانون الثاني، بدأت جولة "الحريات الإنجابية" في عدة ولايات. وتبنت هاريس سياسات أكثر تقدمية من بايدن في حملة 2020، حيث انتقدت دعمه السابق لتعديل "هايد"، الذي يمنع استخدام الأموال الفيدرالية في تمويل معظم عمليات الإجهاض.
وعلى عكسها، دعم ترامب العديد من المبادرات والسياسات التي تهدف إلى تقليص الوصول إلى الإجهاض خلال فترة رئاسته، بما في ذلك دعم تشريعات تقيد الإجهاض في بعض الولايات، وتعزيز قوانين جديدة تحد من التمويل الفيدرالي للمنظمات التي تقدم خدمات الإجهاض.
وبعد قرار من المحكمة الأمريكية العليا في يونيو/حزيران 2022 بإلغاء الحق في الإجهاض كحق فيدرالي، وترك تنظيمه للولايات، ما أثار غضب العديد من الناخبين، ممن يرغبون في ضمان هذا الحق. ويعد ذلك عقبة أمام الجمهوريين المعروفين بتقييدهم له، وهو ما جعلهم يحاولون تحاشي الصدام في تلك القضية.
وكان ترامب في السابق متفوقًا على المرشح الأول للحزب الديمقراطي الرئيس جو بايدن، خلال المناظرة التي جرت بينهما في يونيو/حزيران الماضي، وبعدها تعرض الرئيس الأمريكي لضغوط كبيرة للانسحاب من السباق الانتخابي لصالح نائبته كاملا هاريس.