قال مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي آي إيه"، ويليام بيرنز، اليوم، إن واشنطن تعمل على تقديم مقترح "أكثر تفصيلًا" لوقف إطلاق النار في غزة، خلال الأيام المقبلة، في وقت حث فيه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إسرائيل وحماس، على إنجاز الاتفاق، وقال إنه "قد يتيح قدمًا المضي في مسار التطبيع بين تل أبيب والسعودية".
وأضاف بيرنز، خلال فعالية لصحيفة "فاينانشال تايمز" في لندن السبت، "نأمل أن يتم ذلك في الأيام المقبلة وهذه مسألة إرادة سياسية"، مؤكدًا "سنواصل العمل بأقصى ما نستطيع مع الوسطاء الآخرين بشأن وقف إطلاق النار في غزة لأنه لا يوجد بديل مناسب"، وفق الشرق الأوسط.
وكتب بيرنز ورئيس جهاز المخابرات السرية الأمريكية ريتشارد مور، مقالًا اليوم في صحيفة "فايننشال تايمز"، أكدا فيه أن الجهازين "استغلا قنواتهما الاستخباراتية للضغط بقوة لضبط النفس وخفض التصعيد في الشرق الأوسط، ويعملان على التوصل إلى هدنة في غزة يمكن أن توقف الخسارة الفادحة في أرواح المدنيين الفلسطينيين".
وبيرنز هو كبير المفاوضين الأمريكيين في المحادثات الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين في غزة، بوساطة مصرية قطرية.
وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الأمريكي، خلال مؤتمر صحفي في هايتي، الخميس، إن "من واجب الطرفين، إسرائيل وحركة حماس، التوصل إلى اتفاق بشأن القضايا المتبقية المتعلقة بوقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين في غزة"، مشيرًا إلى أن "بلاده تقوم بمناقشات نشطة للغاية مع شركائها في هذه الجهود مصر وقطر"، وفق سي إن إن.
وأضاف "أتوقع أنه في الأيام المقبلة، سنشارك إسرائيل وحماس أفكارنا، نحن الثلاثة، حول كيفية حل الأسئلة العالقة المتبقية، وبعد ذلك سيكون الوقت مناسبًا فقط للأطراف لاتخاذ قرار بنعم أو لا"، مشيرًا إلى أنه "تم التوافق على نحو 90% من النقاط".
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، نفى في وقت لاحق قرب التوصل لاتفاق، وقال في مقابلة مع قناة فوكس نيوز الأمريكية، الخميس، بشأن احتمال التوصل إلى اتفاق قريب "هذا غير دقيق على الإطلاق. هناك قصة ورواية مفادها أن هناك اتفاقًا.. إنها مجرد رواية كاذبة".
وفي سياق متصل، قال بلينكن "أعتقد أنه إذا تمكنا من التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، فيمكننا المضي قدما على مسار التطبيع". وأضاف أنه "يأمل في إبرام اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية قبل انتهاء ولاية الرئيس، جو بايدن في يناير/كانون الثاني المقبل"، وفق الحرة.
وأشار وزير الخارجية الأمريكي إلى أنه "من الواضح جدًا بالنسبة لي من محادثاتي مع الإسرائيليين والسعوديين أن كلاهما يرغب بشدة في متابعة هذا الأمر". وأكد أنه ستكون هناك حاجة إلى "مسار موثوق به لدولة فلسطينية"، معترفًا بأن "الكثير من العمل يجب أن يبذل"، وفق سي إن إن.
وجرت مناقشات بوساطة الولايات المتحدة الأمريكية لبحث ملف التطبيع بين الرياض وتل أبيب قبل بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي عرقل المفاوضات، إذ ربطت السعودية التطبيع بإنهاء الحرب في غزة.
وتعثرت مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة بعد جولات عدة جرت في الدوحة والقاهرة، إثر تمسك إسرائيل بالبقاء في محور فيلادلفيا، حيث قال نتنياهو إن "حماس تحصل على السلاح عبر فيلادلفيا ومصر"، وهو ما نفته القاهرة، وتمسكت في المقابل هي وحركة حماس بانسحاب جيش الاحتلال من المحور الحدودي.
في غضون ذلك، حمل مصدر مصري مسؤول، إسرائيل، مسؤولية تعثر المفاوضات، وقال في تصريح للقاهرة الإخبارية، أمس، إن "تعنت نتنياهو، يظل عقبة أمام أي جهود للهدنة وإقرار السلام"، معتبرًا أن "استمرار الفشل العسكري والسياسي الإسرائيلي يدفع حكومة نتنياهو لمزيد من التعنت، وإفشال جهود الوسطاء للتغطية على إخفاقها".
بينما شكك مسؤولون أمريكيون في إمكانية عقد الاتفاق، ونقل جت شبكة سي إن إن عنهم إن "إدارة بايدن واجهت عقبات رئيسية في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة بعد أشهر من العمل المحموم، مما أثار الشكوك داخل البيت الأبيض حول ما إذا كانت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس يمكن أن تنتهي قبل نهاية رئاسة بايدن".
وحمل المسؤولون الأمريكيون، الذين لم تسمهم سي إن إن، حماس مسؤولية فشل المفاوضات، خصوصًا بعد "إعدام الرهائن الـ6".
وأعلنت إسرائيل الأسبوع الماضي العثور على جثامين 6 رهائن، قبل أن يتهم جيش الاحتلال حماس بإطلاق النار عليهم قبل وصولهم لهم بوقت قليل، فيما نفى مسؤولون في حماس ذلك، وحملوا إسرائيل مسؤولية قتلهم.