قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم، 22 شخصًا غالبيتهم أطفال عقب استهداف عائلتين، وذلك قبل إصدار أمر بإخلاء ثلاث مناطق مكتظة بالسكان خلال 24 ساعة؛ بإدعاء إطلاق المقاومة الفلسطينية قذائف صاروخية منها، ما يعني تقليص المساحة الإنسانية لأقل من 35 كيلومترًا مربعًا، يقطنها أكثر من مليون ونصف نازح، حسب ما أفاد به مدير الإمداد في جهاز الدفاع المدني الدكتور محمد المغير لـ المنصة.
وطالب جيش الاحتلال سكان مخيم المغازي وحارات صلاح الدين والفاروق والأمل وسط قطاع غزة، بإخلاء مربعات سكنية واسعة والانتقال إلى المناطق الغربية لمدينة دير البلح، وادعى المتحدث باسمه أفيخاي أدرعي، عبر إكس، أن "الإخلاء نتيجة إطلاق المقاومة الفلسطينية قذائف صاروخية من تلك المناطق".
كانت المساحة الإنسانية قبل أسبوعين فقط وفق المغير، نحو 65 كيلومترًا، الذي قال إن جيش الاحتلال "تسبب في تكدس أكثر من مليون ونصف نازح غزي داخل منطقة محدودة ومعدومة الخدمات".
وأعلنت بلدية دير البلح، عبر فيسبوك، أنها فقدت 10 آبار مياه رئيسية بسبب مطالبة جيش الاحتلال إخلاء مناطق واسعة جنوب شرق المدينة، مشيرة إلى أنّ خدماتها للمواطنين والنازحين، وخاصة إمدادهم بالمياه الصالحة للشرب، "ستتقلص بشكلٍ كبير نتيجة عملية الإخلاء".
وكان جيش الاحتلال أمر الجمعة بإخلاء بلدة بيت حانون ومدينة الشيخ زايد السكنية وما يحيط بها شمال قطاع غزة، وذلك بادعاء إطلاق المقاومة الفلسطينية القذائف الصاروخية من تلك المناطق.
وسبق وقصف جيش الاحتلال الإسرائيلي مرات عدة مناطق صنفها على أنها آمنة وإنسانية.
واستهدف جيش الاحتلال، فجر السبت، مستودعًا لتخزين البضائع بمخيم المغازي وسط قطاع غزة، كان يسكنه عدد من العائلات النازحة، ما أدى إلى مقتل 15 شخصًا من عائلة العجلة.
وقال شاهد عيان، لـ المنصة، إنّ الجيش استهدف المستودع بصاروخين حربيين دون سابق إنذار بينما كان النازحون نيامًا.
وتسبب القصف في مقتل سامي العجلة ووالدته وزوجتيه و11 من أطفاله، فيما لا يزال 7 آخرين من عائلته مفقودين تحت أنقاض المستودع المحروق، حسب تأكيد أحد عناصر الدفاع المدني لـ المنصة، مشيرًا إلى أنهم لم يتمكنوا من انتشال كافة الضحايا بسبب الدمار الكبير الذي سببه القصف.
كما استهدف جيش الاحتلال منزلاً يعود لعائلة أبو معلا في مخيم النصيرات، ما أدى إلى مقتل 7 من أفراد الأسرة. وأفاد شاهد عيان من جيران العائلة، لـ المنصة، بأن القصف استهدف المنزل بصاروخ حربي واحد دون سابق إنذار، ما تسبب في مقتل بعض سكانه وإصابة آخرين نقلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى لتلقي العلاج.
وتعرضت مناطق واسعة من شرق قطاع غزة لقصف مدفعي كثيف، كما قصف جيش الاحتلال عددًا من المنازل السكنية في وسط وشرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، ووصل إلى مستشفى ناصر الطبي أكثر من 5 قتلى من بينهم طفلين، حسب ما أفاد به مصدر طبي لـ المنصة.
وكثف جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف مدينة حمد السكنية شمال غرب خانيونس، التي كانت ضمن المناطق الإنسانية قبل أن يعلن الاحتلال تصنيفها ومناطق واسعة من شرق مدينة دير البلح كمناطق عسكرية.
وطالب جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة، بإخلاء مربعات سكنية واسعة شمال خانيونس وجنوب دير البلح، ما اضطر مئات العائلات النازحة إلى تلك المناطق للنزوح مرة أخرى إلى النواصي غربًا، تبع ذلك دعوة الاحتلال إلى إخلاء 6 أبراج سكنية بمدينة حمد، قبل أن يستهدفها بشكل كامل عبر حزام ناري ضم أكثر من 10 صواريخ حربية متتالية.
وأعلنت وزارة الصحة بغزة، أمس، عن تسجيل أول حالة مصابة بشلل الأطفال في القطاع، وقالت الوزارة، في بيان لها، إنه "بعد ظهور أعراض شلل الأطفال وإجراء الفحوصات المخبرية، تأكد إصابة أحد الأطفال بفيروس شلل الأطفال".
وأرجعت الوزارة ذلك إلى "انتشار الأمراض المعدية بسبب تدفق مياه الصرف الصحي في الشوارع وبين خيام النازحين وعدم توفر مستلزمات النظافة الشخصية والمياه الصالحة للشرب".
وسبق وأعلنت وزارة الصحة في غزة، في 30 يوليو/تموز الماضي، قطاع غزة منطقة وباء لشلل الأطفال.
وأوضحت الوزارة، أمس، أنها شكلت عددًا من اللجان المختصة للقيام بحملات للحد من انتشار وباء شلل الأطفال بمشاركة منظمة الصحة العالمية واليونسيف والأونروا، مشيرة إلى الانتهاء من تجهيز وإعداد حملة تطعيم لمكافحة المرض تستهدف الأطفال دون سن 10 سنوات.
ونوهت وزارة الصحة، في بيانها، إلى أنها في انتظار وصول التطعيمات الخاصة بشلل الأطفال إلى قطاع غزة، وأضافت "نؤكد على أن حملة التطعيم لن تكون كافية دون حلول جذرية لمشاكل الصرف الصحي وتجمع النفايات بين خيام النازحين وتوفر مياه الشرب الصحية ووقف الحرب".