مباني العاصمة الإدارية ترتفع لـ"تعويض الخسائر".. وتباين حول الرسوم

سمحت شركة العاصمة الإدارية الجديدة مؤخرًا لبعض المطورين بتعلية ارتفاعات المباني في مشروعاتهم السكنية والإدارية والتجارية وصلت في بعض الحالات من دور واحد إلى 10 أدوار. وفي الوقت الذي أكدت فيه الشركة أن التعلية تتم دون رسوم، كنوع من التعويض عن فارق الأسعار وقت التعاقد وتنفيذ الوحدات، نفى مطوران ذلك لـ المنصة، وقال أحدهما إن الشركة حصلت منه على رسوم تعادل 150% من قيمة سعر المتر وقت شراء الأرض.

وقال المدير العام لشركة العاصمة الإدارية اللواء أحمد فهمي إنهم وافقوا على مطالبة المطورين بتعلية بعض المشاريع دون إلزامهم بدفع أي رسوم في المقابل، لتعويضهم عن ارتفاع أسعار مواد البناء.

وفي بداية العام الجاري، ارتفعت أسعار الحديد بالأسواق بقيمة ألف جنيه بعدما قفزت 2500 جنيه بآخر أسبوع من ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وقال فهمي، في تصريحات صحفية على هامش معرض الأهرام العقاري اليوم، إن "الشركة تحاول تقليل حجم الضرر الواقع على المطورين الذين حصلوا على أراضٍ بداية 2018 وقاموا ببيع وحدات مشروعاتهم قبل تنفيذ المشروعات، وهو نظام بيع يسمى أوف بلان، ولكن عندما بدأوا في تنفيذ مشروعاتهم ارتفعت تكلفة مواد البناء وبالتالي تكلفة المشروع بالكامل، في ظل عدم السماح لهم من جانب الشركة برفع قيمة سعر المتر بعد توقيع العقود مع العملاء".

وشدد فهمي على أن شركة العاصمة لم تحصل على أي مقابل مالي مقابل السماح للمطورين بتعلية الأدوار، "صفر رسوم"، موضحًا أن "دور شركة العاصمة كمطور عام في الأساس هو مساعدة المطورين على استكمال مشروعاتهم وتسليم الوحدات للحاجزين".

لكن الرئيس التنفيذي لإحدى الشركات العاملة بمنطقة مقابلة لحي المال والأعمال بالعاصمة الإدارية قال لـ المنصة، طالبًا عدم نشر اسمه، إن الشركة حصلت على رسوم تعلية لكل متر تعادل 150% من قيمة سعر المتر الأصلي للمشروع.

وأكد أن العاصمة تحدد حجم التعلية لكل مشروع حسب موقعه وأساساته، فبعض المشروعات حصلت على تعلية إضافية لدور واحد، وأخرى 3 أدوار متكررة، وبعض المشروعات القليلة حصلت على ارتفاع يصل لـــ15 مترًا بما يعادل 5 أدوار ، وأخرى محدودة للغاية حصلت على ارتفاع يصل لأكثر من 30 مترًا، ما يعادل 10 أدوار، لمشروع أو اثنين فقط.

ورغم ذلك، أكد المصدر نفسه أن التعلية تفيد كافة الأطراف، "المطور يمكنه بيع المساحة الجديدة بسعر أعلى يعوض خسائره نتيجة زيادة تكلفة البناء، وشركة العاصمة تحصل على عائد مالي، وبالتالي فهو اتجاه إيجابي من الشركة، قد يدعم أكثر من 400 مطور يعملون بالمرحلة الأولى للعاصمة".

ويبلغ عدد المطورين العقاريين العاملين في المرحلة الأولى بالعاصمة الإدارية الجديدة نحو 400 شركة.

وحصول العاصمة الإدارية على رسوم للتعلية أكده أيضًا رئيس مجلس إدارة شركة تمتلك مشروعًا مقابلًا للبرج الأيقوني، طالبًا عدم نشر اسمه، قائلًا إن شركته حصلت على تعلية لدور واحد فقط وسددت رسومًا تعادل 10% من المساحة الإجمالية للتعلية وبسعر المتر الأصلي عند شراء الأرض، معتبرًا أن "الموقف رابح لكافة الأطراف".

وقال رئيس مجلس إدارة إمباير ستيت للتنمية مصطفى محسن إن شركة العاصمة سمحت لهم بإضافة دور واحد للتجاري وثلاثة أدوار للسكني، معلقًا أن "هذا الأمر جيد للغاية وأفاد المطورين بشكل كبير".

وتحفظ محسن على الإعلان عن التفاصيل المالية الخاصة بشروط السماح بالتعلية، وما إذا كان دفع رسومًا مقابل ذلك أم لا، مكتفيًا بالتأكيد أن "شركة العاصمة تمنح تيسيرات مستمرة للمطورين وتسعى دائمًا لحل أي معوقات تواجههم".

من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة زيتون للتطوير العقاري المهندس أحمد زيتون إن هناك مجموعة من المطورين لم يستفيدوا من تعلية الأدوار للمشروعات بحكم موقع مشروعاتها، "مثل مشروعنا INIZIO لأنه يقع في قلب الحي الحكومي تقريبًا، بجوار مبنى البورصة المصرية، وهذه المنطقة لها قيود محددة في الارتفاعات لا يمكن تجاوزها لارتباطها بالحي الحكومي".

وتحاول شركة العاصمة الإدارية إنجاز ما تبقى من مشروعات بالتعاقد مع شركات كبيرة، حسب مصدر في مجلس إدارة الشركة في تصريحات سابقة لـ المنصة، مُقرًا بخطأ الإدارة في التعاقد مع شركات صغيرة، وذلك بعدما واجهوا مشكلات في مواعيد التسليم وتنفيذ المشروعات خلال الفترة الماضية.