منشور
الثلاثاء 13 أغسطس 2024
- آخر تحديث
الثلاثاء 13 أغسطس 2024
تقدمت دبابات وآليات جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، جنوب شرق مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، بالتزامن مع تكثيف القصف الإسرائيلي والاستهدافات بالمدينة، التي أدت إلى مقتل أكثر من 20 شخصًا منهم 8 أطفال، وصلوا مستشفى شهداء الأقصى، حسب ما أفاد مصدر طبي لـ المنصة.
ومن بين الأطفال المقتولين اليوم توأمان، ولد وبنت، ولدا قبل 4 أيام فقط وقتلا داخل خيمة بصحبة جدتهما ووالدتهما. يقول والدهما لـ المنصة، وهو محمد أبو القمصان، الذي نزح من شمال القطاع في وقت سابق، إنه توجه صباح اليوم إلى مستشفى شهداء الأقصى لاستخراج شهادات الميلاد، مضيفًا "وأنا راجع للخيمة قصفوها، وصلت لقيتهم شهدا عالأرض ولادي وزوجتي وإمي".
جاء ذلك في وقت قال شاهدا عيان لـ المنصة إنهما رأيا الدبابات وآليات الاحتلال وهي تتقدم بشارع كيسوفيم ومنطقة أبو العجين القريبة من غرب شارع صلاح الدين الرئيسي الذي يربط شمال القطاع بجنوبه.
وأضافا أن تقدم الجيش تزامن مع قصف مدفعي طال عددًا من خيام النازحين في أماكن تجمع خيامهم والمنازل والشقق السكنية في أبراج القسطل جنوب شرق مدينة دير البلح دون سابق إنذار أو تحذير. واستهدف الاحتلال منازل تعود لعدد من العائلات، من بينها عائلات حويل ومدوخ. كما استهدف مقهى شعبيًا ما أسفر عن مقتل 5 شبان.
وفي مخيم البريج وسط قطاع غزة استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم منزلًا يعود لعائلة أبو شريف دون سابق إنذار، ما أدى إلى مقتل 7 من أفراد العائلة، من بينهم 4 أطفال وصلوا إلى مستشفى العودة بمخيم النصيرات جثثًا هامدة، بالإضافة إلى وصول عدد من المصابين والجرحى.
وقال شاهد عيان لـ المنصة إن منزل أبو شريف استهدفته الطائرات الحربية دون سابق إنذار وهو مكتظ بالسكان المدنيين، ما أدى إلى مقتل غالبية العائلة على الفور وذلك بعد تمكن طواقم الدفاع المدني من انتشال أجسادهم من تحت أنقاض منزلهم المُدمر.
ووصلت 4 جثامين لشبان قتلهم جيش الاحتلال في مدينة رفح في وقت سابق، وتمكن مواطنون من انتشالهم اليوم، حيث وصلت جثامينهم إلى المشرحة في مستشفى ناصر الطبي بخانيونس.
يأتي ذلك بالتزامن مع أصوات التفجيرات لمربعات سكنية في منطقتي القرارة وبني سهيلا شمال شرق مدينة خانيونس التي يتوغل فيها جيش الاحتلال منذ عدة أيام، وأفاد شاهدا عيان من وسط خانيونس عن سماعهما أصوات التفجيرات بكثافة شرق المدينة، والتي يُسمع أصواتها من الوسط.
كما أكد الشاهدان أنهما رأيا دخانًا كثيفًا يتصاعد من منطقتي القرارة وبني سهيلا بالتزامن مع أصوات التفجيرات الناجمة عن تفجير مربعات سكنية.
كذلك، أفاد شهود عيان بسماع عمليات نسف وتفجيرات متتابعة لمربعات سكنية في مناطق شمال شرق مدينة رفح الذي يسيطر عليها جيش الاحتلال للشهر الرابع على التوالي.
سدي تيمان
وفي سياق الانتهاكات الإسرائيلية، أعلن جيش الاحتلال، وضع جنود متهمين باغتصاب معتقل فلسطيني في معسكر اعتقال سدي تيمان سيئ السمعة في البلاد، تحت الإقامة الجبرية، حسب سي إن إن.
وأضاف جيش الاحتلال "طلبت النيابة العسكرية، الثلاثاء، تمديد حبس المتهمين بالتعدي على معتقل أمني (قضية سدي تيمان) ووضعهم رهن الإقامة الجبرية الكاملة، حتى الخميس المقبل، لاستكمال التحقيق".
وأوضح "خلال هذه الفترة، وفقًا لتقدير الدفاع، ستتم إحالة المشتبه بهم لاستجوابهم ثم ستنقل مواد التحقيق تدريجيًا إلى الدفاع".
والشهر الماضي، قال الجيش الإسرائيلي إنه يحقق مع عدد من جنوده، الذين كانوا يعملون حراسًا في سدي تيمان، بشأن "انتهاكات كبيرة مشتبه بها"، بحق سجين فلسطيني.
وسبق وانتقدت وزارة الأسرى والمحررين بغزة، التابعة لحماس، ما يجري في سجن سدي تيمان الإسرائيلي من عمليات قتل وتنكيل واغتصاب للأسرى الفلسطينيين من قطاع غزة، ما هي إلا "انتهاكات ممنهجة ومدروسة وبتعليمات من قادة الاحتلال ترقى إلى جرائم حرب".
وسدي تيمان سجن يبعد نحو 30 كيلومترًا عن القطاع، وهو حديث إذ أنشأه جيش الاحتلال عقب بدء العدوان على غزة، ويضم معتقلي القطاع. وتوالت التقارير الإعلامية التي تتحدث عن الانتهاكات في هذا السجن منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي. ومؤخرًا اقتحم مدنيون إسرائيليون السجن.
اقتحام الأقصى
في غضون ذلك، اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير ووزير شؤون النقب والجليل يتسحاك فاسرلوف، اليوم، باحات المسجد الأقصى بحماية من شرطة الاحتلال، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية وفا.
وأشارت مصادر محلية نقلًا عن وفا، أن الاحتلال منع المصلين من دخول المسجد الأقصى تزامنًا مع اقتحامهما من قبل المسؤولين الإسرائيليين ومئات المستعمرين.
وقدرت دائرة الأوقاف الإسلامية في المسجد الأقصى عدد مقتحمي المسجد بنحو 2250 مستعمرًا. وأفادت، بأن المستعمرين دنسوا الباحات وأدوا طقوسًا تلمودية، ورفعوا العلم الإسرائيلي في باحاته.
وأدانت مصر اقتحام الأقصى، معتبرة وفق بيان لوزارة الخارجية، أن "تلك التصرفات غير المسؤولة والمستفزة تمثل خرقًا للقانون الدولى والوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس الشريف، ويعكس استمرار تكرارها ووتيرتها سياسة ممنهجة يتم تنفيذها على الارض، وهو ما يستدعي العمل على وقف مظاهرها بصورة فورية، والالتزام بالحفاظ على الوضع القانوني القائم".
وأكدت مصر على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بدور فاعل في مواجهة تلك الانتهاكات التي تهدف لتأجيج المشاعر وإفشال جهود التوصل لوقف لإطلاق النار في غزة.
ويأتي التصعيد الإسرائيلي الأخير قبل يومين من الاستئناف المفترض للمفاوضات في القاهرة أو الدوحة، وفق ما دعا إليه البيان الثلاثي المصري الأمريكي القطري الأسبوع الماضي.