انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم من المناطق الشرقية لمدينة خانيونس، مخلفًا عشرات الضحايا ودمارًا كبيرًا في المنازل والبنية التحتية والمدارس، وبدأ المواطنون العودة إلى منازلهم بعد قصف كثيف تعرضت له المناطق الشرقية للتغطية على عملية انسحاب الجيش.
وقال مكتب الإعلام الحكومي بغزة إنّ الاحتلال ينسحب بعد 9 أيام من التوغل البري، مخلفًا أكثر من 250 قتيلًا وأكثر من 300 مصاب، و31 مفقودًا لا يزال مصيرهم مجهولًا.
وعقب عودة السكان، تبين حجم الدمار الذي طال "أكثر من 320 منزلًا ومبنى سكنيًا طاله القصف"، حسب ما أفاد الإعلام الحكومي في بيانه الذي نشره عبر مجموعته على واتساب، مدينًا انتهاك الجيش للقوانين الدولية والإنسانية بسبب ممارساته في عمليات القتل والتدمير ومنع وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني خلال العملية البرية.
وأوضح مصدر من مشرحة مستشفى ناصر لـ المنصة، وصول 37 جثة انتشلها الدفاع المدني من مناطق بني سهيلا والقرارة في خانيونس، فور انسحاب جيش الاحتلال وآلياته العسكرية من المنطقة.
وقال شاهد عيان لـ المنصة إن الاحتلال خلف دمارًا واسعًا في المنازل والشوارع والمدارس وخلف كميات كبيرة من المخلفات العسكرية التي استخدمها خلال العملية البرية.
وأكد شاهد عيان ثانٍ لـ المنصة أن جيش الاحتلال تعمد إعدام عدد من المواطنين داخل منازلهم خلال العملية البرية، مشيرًا إلى إعدام شاب من ذوي الإعاقة وُجد معدومًا بالرصاص داخل منه، ولم يتمكن ذووه من حمله معهم خلال عملية نزوحهم القسري تحت القصف المدفعي وإطلاق الرصاص.
وقصف جيش الاحتلال الثلاثاء مربعًا سكنيًا في مخيم البريج طال عددًا من المنازلة لعائلتي أبو رزق ونوفل دون سابق إنذار، الأمر الذي خلف 4 قتلى و7 إصابات وصلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح.
وفي مخيم النصيرات، استهدف الاحتلال بقذيفة مدفعية عربة يجرها حمار على المدخل الشرقي للمخيم، ووصلت 9 جثامين وإصابات إلى مستشفى العودة ومستشفى شهداء الأقصى.
وحسب شاهد عيان تحدث لـ المنصة، كانت العربة تنقل قتلى بعد استهدافهم في مخيم البريج صباح اليوم، قبل أن يستهدفها الجيش بقذيفة مدفعية أودت بحياة سائق العربة وبعض المارة وتقطعت جثامينهم لأشلاء.
وقبل يومين طالب جيش الاحتلال سكان ونازحي مخيم البريج بالإخلاء القسري للمخيم، دون أن يتوغل بريًا فيه.
وتعرضت عدة أحياء ومربعات سكنية بمدينة غزة لقصف مدفعي كثيف، حيث تعرض حي الصبرة وتل الهوا والرمال ومفترق الاتصالات لقصف مدفعي كثيف، حسب شاهدي عيان تحدثا لـ المنصة، مشيرين إلى أن القصف طال مباني سكنية ومنازل ومحالًا تجارية، غالبيتها مخلاة من المدنيين، حيث تتعرض تلك المناطق لقصف مدفعي عنيف بين الفترة والأخرى ما دفع المواطنين لتركها منذ أسابيع ماضية.
الانتهاكات في سدى تيمان
في سياق آخر، انتقدت وزارة الأسرى والمحررين بغزة، التابعة لحماس، ما يجري في سجن سدي تيمان الإسرائيلي من عمليات قتل وتنكيل واغتصاب للأسرى الفلسطينيين من قطاع غزة، ما هي إلا "انتهاكات ممنهجة ومدروسة وبتعليمات من قادة الاحتلال ترقى إلى جرائم حرب".
وسدي تيمان سجن يبعد نحو 30 كيلو مترًا عن القطاع، وهو حديث إذ أنشأه جيش الاحتلال عقب بدء العدوان على غزة، ويضم معتقلي القطاع. وتوالت التقارير الإعلامية التي تتحدث عن الانتهاكات في هذا السجن منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي. ومؤخرًا اقتحم مدنيون إسرائيليون السجن.
وقالت الوزارة في بيان إن ما جرى الكشف عنه مؤخرًا من اعتداءات على أسرى فلسطينيين داخل المعتقل ونقلهم إلى المستشفيات بسبب التعذيب والتنكيل يعد "انتهاكًا صارخًا وواضحًا للقوانين الدولية والإنسانية، يرقى إلى جريمة حرب، ويجب إغلاقه والتوقف عن استخدامه بكافة الطرق والأساليب".
ونوهت الوزارة إلى أنّ الأسرى يتعرضون للضرب والتنكيل ليس بسبب معلومات استخباراتية ضدهم، وإنما انتقامًا وعقابًا على عملية طوفان الأقصى التي جرت في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأكد البيان أنه، وحسب الإعلام الإسرائيلي، قُتل أكثر من 60 فلسطينيًا في السجون الإسرائيلية منذ بداية الحرب على غزة، مشيرًا إلى أن 36 من القتلى الأسرى قتلوا نتيجة التعذيب في سجن سدي تيمان.
وطالبت الوزارة المجتمع الدولي والإنساني بالعمل على إغلاق سجن سدي تيمان، الذي لم يسبق للأسرى الفلسطينيين أن تعرضوا لتعذيب وتنكيل كما يحدث في ذلك السجن.