برخصة المشاع الإبداعي: سارة كار، فليكر
دومة في أحد المسيرات عام 2011

حفل خاص لإطلاق "كيرلي".. ودومة: اضطرينا نقول شعر من غير ما نعلن

محمد الخولي
منشور السبت 10 أغسطس 2024

قال الشاعر والناشط أحمد دومة، إن "الحملة الإرهابية على ديوانه كيرلي، لن تثنيه عن مواصلة الكتابة"، مشددًا على أنه لن يقبل أن يُحاكم شعره إلا بمقياس النقد الأدبي وذائقة المتلقي، لا مقياس الدين أو الأخلاق أو قيم المجتمع، جاء ذلك وسط دعم من مجموعة من الكتاب والشعراء شاركوا في حفل خاص لتوقيع الديوان مساء الجمعة.

وكتب دومه ديوانه كيرلي خلال فترة سجنه، وتم تهريب قصائده لتصدره دار المرايا عام 2021، لكنها مُنعت من عرضه وبيعه في معرض القاهرة الدولي للكتاب في ذلك العام، وفي 19 يوليو/تموز الجاري أعلنت الدار تأجيل حفل توقيع الديوان، عقب حملة اتهمته بـ"الإساءة إلى الذات الإلهية".

وقرأ دومة، خلال حفل التوقيع الذي استضافته الدكتورة ليلى سويف في منزلها، مجموعة من قصائد الديوان، مشيرًا إلى أن لكل قصيدة مناسبة تتعلق بموقف أو حدث حصل معه.

وقال إن "كيرلي" الذي كُتب ونشر في السجن تعرض لحملة فور صدوره، حيث منعه الأمن من معرض الكتاب عام 2021، كما مُنع حفل إطلاقه الرسمي، مضيفًا "اضطرينا نعقد هذا الحفل بدعوات خاصة، ونقول شعر من غير ما نعلن، دا وضع يشبه اللحظة التي نعيشها".

وكان دومة قال لـ المنصة في تصريح سابق، عقب إلغاء حفل توقيع كتابه في دار المرايا، إنه سيلجأ للقضاء ضد عدد من المشايخ الذين هاجموا ديوانه واتهموه بالكفر، واصفًا ما حدث معه بأنه "دعشنة" و"محاولة تصفية سياسية".

وقال الكاتب زكي سالم، في كلمته الافتتاحية للحفل، إن تراثنا يشير إلى أن مولد شاعر كان حدثًا مهما يستحق الاحتفال، لكن شاعرنا اليوم قضى ثلث عمره في السجن، وكأن هذه هي الطريقة التي تكرم بها مصر ابنها الشاعر.

وأشار زكي إلى أن ما يتعرض له دومة من حملة تكفير، تعرض له من قبل الكثير من الشعراء والأدباء بينهم نجيب محفوظ في روايته أولاد حارتنا، التي نشرت عام 1959 ، وكان من الواضح أن الفتوات الذين يتحدث عنهم محفوظ هم فتوات 1952، لكن النظام وقتها كان أذكى فحارب الرواية بسلاح التكفير مستخدمًا الأزهر في هذه المعركة. 

وأضاف زكي أن "أحمد دومة شاعر كبير وعبر في ديوانه عن مأساة جيل يناير الذي تعرض لهزيمة مؤقتة من الثورة المضادة".

من جانبه، قال الشاعر أمين حداد، في كلمته أثناء الحفل، إن "الديوان يحمل الأمل ومحاولة الفهم والاعتذار واليأس، يظهر الشاعر مرة ثائرًا وسجينًا، وفي كل المرات عاشقًا".

وأضاف حداد بأنه رغم سجن دومة إلا أننا نجده في كيرلي يتعامل مع العالم بتسامح، ويريد فقط أن يعيش كإنسان، لافتًا إلى أنه عند قراءة الديوان قبل نشره تحفظ على اسمه، "كنت معترضًا على اسم الديوان فهو كلمة غير عربية لكن لما قرأت قصيدة كيرلي حبيتها وحبيت الاسم".

وقالت الروائية مي التلمساني، في كلمة مصورة أذيعت في الحفل، إن تجربة أحمد دومة الإنسانية صعبة ومؤثرة، مشيرة إلى أنها قبل قراءة كيرلي توقعت أن يكون الديوان عن السجن، "لكن لقيت شعر عن البراح، شعر يفتح القضبان وحابس السجن والسجان".

وقضى دومة في السجن نحو 10 أعوام، منذ 2013، حتى أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي عفوًا عنه في أغسطس/آب 2023 بعد الحكم عليه بالسجن المشدد 15 عامًا في قضية أحداث مجلس الوزراء.