منشور
السبت 20 يوليو 2024
- آخر تحديث
السبت 20 يوليو 2024
اعتبر الكاتب والناشط السياسي أحمد دومة، الفتاوى التي صدرت ضد ديوانه "كيرلي" بمثابة استخدام للدين في التصفية السياسية، و"دعشنة" تعرض حياته للخطر، مشيرًا إلى أنه سيلجأ للقضاء مختصمًا هؤلاء "الشيوخ الرسميين"، على حد وصفه.
وكانت دار المرايا، الصادر عنها ديوان كيرلي، أعلنت أمس تأجيل حفل توقيع الديوان، عقب حملة اتهمته بـ"الإساءة إلى الذات الإلهية"، وتحديدًا في الإهداء الذي يقول، "إلى الله: على انحيازه للقتلة وأولاد الزنا".
وأرجعت الدار، في بيانها، التأجيل إلى "ظروف خارجة عن إرادة الجميع"، فيما أوضح مدير الدار يحيي فكري لـ المنصة، أن التأجيل بسبب "الحملة التكفيرية ضد الديوان".
وهو ما أكده دومة، لـ المنصة، بقوله إن "التأجيل كان بسبب الحملة التكفيرية ضده من بعض الشيوخ الرسميين المحسوبين على الدولة".
وحذر دومة من أن الفتاوى التي صدرت ضده ليست سوى تحريض على القتل، وقال "هذه ليست فتاوى، وهؤلاء ليسوا شيوخ، لأن استخدام الدين لتصفية المعارضة السياسية ليس رأيًا فقهيًا أو شرعيًا أو دينيًا، بل تحريض على القتل، ولن أقف متفرجًا لحد ما يموتونني".
وأضاف "في رأيي إن الدولة محتاجة تاخد موقف تجاه هؤلاء المشايخ بأن تتبرأ منهم أو تعاقبهم قانونًا باعتبار ما فعلوه جريمة ومخالفة صريحة لمواد الدستور، لأنه في كل مرة صُدّر هذا الخطاب تجاه مبدع أو عمل إبداعي كانت النتيجة إيذاء المبدعين كما حدث مع نجيب محفوظ وفرج فودة، ونصر حامد أبو زيد وغيرهم".
وأشار إلى أن "المفارقة تكمن في أن هذه الأسماء نفسها كانت تدعي أنها تحارب الإرهاب وداعش لأنهم تكفيريون، ثم نجدها اليوم تستخدم نفس أساليب داعش بالتفكير والتمريض وتلبيس الدين في معركة سياسية، واللي بيحصل معايا دعشنة".
وكان الشيخ خالد الجندي علق على إهداء الديوان في تصريح لموقع الجمهور، قائلًا "هذا تعدي على الذات الإلهية وكفر بواح وصريح.. هنا على القول وليس على القائل، وعلى المكتوب وليس الكاتب". بينما قال أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الدكتور أحمد كريمة إن قصائد الديوان فيها "جنون وشطط"، مطالبًا بمصادرته.
ووفقًا لدومة فإنه كتب الديوان أثناء فترة اعتقاله، وصدر عام 2021، لكن تمت مصادرته من معرض الكتاب عقب نشره، "واستجابت دار المرايا حينذاك للطلب الأمني بعدم عرضه، وعدم توزيعه على المكتبات".
وتابع دومة أنه بعد خروجه من السجن حاول إعادة نشره مجددًا،"فحدث ما حدث، وما زال الكتاب غير متاح للقراء ليقرروا تقييمه إبداعيًا ونقديًا وأدبيًا، رغم استيفائه لكافة الإجراءات القانونية وحصوله على رقم إيداع من دار الكتب".
وهو ما أكده مدير الدار يحيي فكري قائلًا لـ المنصة، إن الديوان سبق ومنع في معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 2021 "بعد أن طلب الأمن رفعه من العرض بجناح الدار دون أي قرار رسمي ودون إبداء أسباب واضحة".
وأوضح مدير دار المرايا أنه أمام حملة الفتاوى من قبل بعض الشيوخ ضد دومة "بدون وجه حق"، أوقفت الدار بيع الديوان مؤقتًا انتظارًا لرأي مستشاريها القانونيين، وستقوم لاحقًا بطرحه للبيع مرة أخرى.
وتابع فكري "إحنا واخدين رقم إيداع بالنشر، ونريد التأكد من محامين بخصوص الموقف من هذه الحملة، وسنعاود طرحه للبيع مجددًا" مؤكدًا تضامنه الكامل مع دومة في حقه في النشر والتعبير "فهو شاعر ومن حقه أن يلقى الدعم والمساندة دون منع أو هجمات تكفيرية ضده".
وتضامن مع دومة عدد من الأدباء والشعراء عبر بوستات على فيسبوك.
ودومة ليس الشاعر الوحيد الذي طالته اتهامات الإساءة إلى الذات الإلهية، فقد سبق وتعرض الشاعر الراحل حلمي سالم إلى الإتهام ذاته بعد نشر قصيدة "شرفة ليلى مراد" بمجلة إبداع عام 2007، وتقدم مجمع البحوث الإسلامية بتقرير إلى النيابة يتهمه فيه بأن القصيدة تحمل كفرًا وزندقة.
كما سبق وواجه الروائي السوري حيدر حيدر الموقف ذاته بعد إعادة نشر روايته "وليمة الأعشاب البحر" في مصر عام 2000 ومنعها الأزهر بدعوى الإساءة إلى الإسلام. غير أن الحادثة الأشهر هي محاولة اغتيال الأديب العالمي نجيب محفوظ بعد نشره رواية "أولاد حارتنا".
من جانبه قال دومة "أتمنى أن يكون هناك شخص عاقل يقول أن ما يحدث خطر ليس على دومة أو غيره، ولكن على الدولة أيضًا، لأنه في كل مرة يخرج عفريت التكفير من جعبته تفقد الدولة السيطرة عليه".
يذكر أن دومة سجن نحو 10 أعوام، منذ 2013، وحتى أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي عفوًا عنه في أغسطس/آب 2023 بعد الحكم عليه بالسجن المشدد 15 عامًا في قضية أحداث مجلس الوزراء، وقضى دومة سنوات في حبس انفرادي، كتب خلالها قصائد الديوان.