كشف نائب رئيس الوزراء وزير الصحة والسكان خالد عبد الغفار تصدير مصر للأنسولين المحلي، خلال الفترة الماضية، إلى أمريكا الجنوبية، في وقت تشهد الأسواق عدم توافره بالصيدليات، سواء المحلي أو المستورد.
وبرر عبد الغفار، في مؤتمر صحفي، الثلاثاء، تصدير الأنسولين رغم احتياج الأسواق لأي كميات منه، قائلًا إن مصر لم تصدر إلا شحنة واحدة صغيرة فقط، وإنها لا تعاني من أي مشكلة في إنتاج الأنسولين المحلي، وإن الأزمة الحالية تتعلق فقط بالمستورد.
تصريحات عبد الغفار جاءت على خلاف ما أكده مرضى في وقت سابق لـ المنصة، منهم عمر الحسيني، المقيم بالمنيب، الذي أوضح أنه لجأ إلى المحلي لفارق السعر عن المستورد ونقصه.
"لكن المحلي أصبح غير متوفر إلا في صيدلية الإسعاف، وأمامي طابور يضم أكثر من 100 مواطن، وفي كل مرة تطلب منا الصيدلية إجراء تحليل سكري للحصول على قلم واحد فقط"، قالها الحسيني، المريض بالسكري منذ 12 عامًا.
وسبق أن وصف مدير جمعية الحق في الدواء للرعاية الصحية محمود فؤاد، رحلة شراء قلم أنسولين من صيدلية الإسعاف بالروتينية والمعقدة، وأكد لـ المنصة تلقيهم شكاوى بعدم توفر أقلام الأنسولين في التأمين الصحي بالمحافظات والمستشفيات الجامعية والصيدليات، فيما توالت على فيسبوك المنشادات بحل الأزمة.
عقب تصريحات وزير الصحة، قال رئيس هيئة الدواء علي الغمراوي لـ المنصة "شحنة الأنسولين المصدَّرة كانت من إنتاج مصنع أكديما، وهي عبارة عن شحنة صغيرة".
وسبق أن قالت رئيسة مجلس إدارة الشركة العربية للصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية "أكديما"، الدكتورة ألفت غراب، في مارس/آذار الماضي، على الموقع الرسمي للشركة، إن تصدير الأنسولين المصري "Insulinagypt" إلى كوبا كان سيبدأ في النصف الثاني من شهر أبريل/نيسان 2024.
وزارة الصحة أيضًا أعلنت في مارس الماضي عن بدء تصدير الأنسولين إلى كوبا. وأوضحت آنذاك أن الأنسولين المصري يستحوذ على حصة سوقية تتراوح ما بين 12 إلى 18 مليون فيال سنويًا، ويتم تصديره إلى 11 دولة إفريقية.
وفي المؤتمر الصحفي نفسه، أمس، الذي كشف فيه وزير الصحة تصدير مصر الأنسولين المصري لأمريكا الجنوبية، أكد أن الاعتماد على الأنسولين المصري "غير كافٍ ولا يغطي احتياجات الدولة".
وأوضح أن مصنع المهن الطبية، التابع لمجموعة أكديما، لإنتاج الأنسولين يمتلك طاقة إنتاجية تبلغ 18 مليون عبوة عالميًا، وبدأ حاليًا في إنتاج 12 مليون عبوة، بينما تحتاج الدولة إلى أكثر من 27 مليون عبوة سنويًا.
وأكد وزير الصحة في المؤتمر الصحفي أن المصانع المحلية بدأت في توفير مخزون من الأدوية يكفي لمدة 6 أشهر، وستكون المواد الخام متوفرة حتى في حال عدم توافر العملة الصعبة، مشيرًا إلى انفراجة مرتقبة في توافر الأنسولين على أن تنتهي الأزمة خلال 3 شهور "فمن المتوقع أن تبدأ الشركات بتوريد 900 ألف عبوة من المستورد إلى الأسواق قبل نهاية أغسطس/آب الجاري".
وخلال الشهر الماضي تقدمت عضوة مجلس النواب حنان عبده عمار بطلب إحاطة بشأن نقص أدوية الأمراض المزمنة، على رأسها أدوية الضغط والسكري، وقبلها استنكرت النائبة سارة النحاس وجود نواقص للأدوية بشكل حاد، وتقدمت بطلب إحاطة أيضًا، وهو الموقف نفسه الذي اتخذته النائبة عن حزب التجمع سلمى مراد.
وحسب تقرير الاتحاد الدولي للسكري IDF خلال عام 2021، جاءت مصر بين الدول العربية الأعلى بعدد المصابين بمرض السكري الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و79 عامًا، بنسبة 20.9% وإجمالي عددهم يصل إلى نحو 11 مليون شخص.