موقع حركة حماس
رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية

بوست إسرائيلي محذوف ومخاوف من اتساع الحرب.. إدانات عربية ودولية لاغتيال هنية

محمد الخولي سالم الريس
منشور الأربعاء 31 يوليو 2024

أثار اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، الأربعاء، في العاصمة الإيرانية طهران، ردود فعل واسعة، ما بين الإدانة ومخاوف من اتساع رقعة الحرب في المنطقة.

ورغم أن إسرائيل لم تتبنَ رسميًا عملية الاغتيال، نشر المكتب الصحفي للحكومة الإسرائيلية على فيسبوك صورة هنية ومكتوب عليها كلمة "مقتل"، قبل أن يحذفها بعد نحو ساعة من نشرها.

وأرفق المكتب في البوست المحذوف عبارة "مقتل إسماعيل هنية أعلى قيادي في حماس، قتل في ضربة دقيقة في طهران بإيران".

نشر المكتب الصحفي للحكومة الإسرائيلية على فيسبوك صورة هنية ومكتوب عليها كلمة "مقتل" قبل أن يحذفها بعد نحو ساعة من نشرها، 31 يوليو 2024

فيما حمل المرشد الإيراني علي خامنئي إسرائيل المسؤولية عن العملية، وقال في بيان له "لقد اغتال الكيان الصهيوني المجرم والإرهابي ضيفنا العزيز في بيتنا وأحزننا ذلك لكن هذا الكيان أعد لنفسه أيضًا عقابًا شديدًا"، حسب وكالة الأنباء الإيرانية إرنا.

وطلب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الوزراء عدم التعليق على اغتيال هنية.

وقالت CNN إن جيش الاحتلال الإسرائيلي أبلغها بأنه "لا يرد على التقارير الواردة في وسائل الإعلام الأجنبية"، بعد الإعلان عن اغتيال هنية.

وصباح اليوم الأربعاء، أعلن الحرس الثوري الإيراني اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية وأحد حراسه في طهران، وفق وكالة الأنباء الإيرانية.

وقال الحرس الثوري "ندرس أبعاد حادثة مقتل هنية في طهران وسنعلن عن نتائج التحقيق لاحقًا".

وأكدت حماس، في بيان، الأربعاء، أن اغتيال هنية جاء إثر غارة "صهيونية غادرة على مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان".

ووصفت يديعوت أحرنوت العملية بـ"الجريئة" و"الغامضة"، مشيرة إلى أن إيران مضطرة للرد على عملية الاغتيال.

وأكدت الصحيفة العبرية أن إيران سوف تسعى إلى "رد فعل أكثر شدة ضد إسرائيل لإعادة تأكيد قدرتهم على الردع واستعادة شرفهم الوطني"، مضيفة أن السؤال هو "ما شكل هذا الرد؟".

ولفتت الصحيفة إلى أنه حال أدت العملية الأخيرة إلى مواجهة شاملة بين إسرائيل وإيران وحزب الله فقد تجد إيران، التي تقترب أكثر من أي وقت مضى من القدرة النووية، مشروعها النووي يتحمل العواقب. ولذلك ربما يدفع هذا الإيرانيين إلى إعادة النظر في ردهم على إسرائيل.

وأعلنت حركة حماس إقامة مراسم تشييع جثمان هنية في طهران، الخميس، على أن ينقل الجثمان بعدها إلى العاصمة القطرية الدوحة، لتقام صلاة الجنازة عليه في مسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب بعد صلاة الجمعة المقبل.

ومن جانبه، أعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الحداد العام وتنكيس الأعلام؛ إثر اغتيال هنية، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية، فيما أدانت الحكومة الفلسطينية العملية ودعت الفصائل السياسية لمزيد من الوحدة الوطنية والصمود في وجه الاحتلال وجرائمه.

وأدان بيان لوزارة الخارجية المصرية ما أسماه "سياسة التصعيد الإسرائيلية الخطيرة خلال اليومين الماضيين"، دون أن يذكر صراحة اغتيال هنية ولا القيادي في حزب الله فؤاد شكر، الذي أعلنت إسرائيل اغتياله مساء أمس في الضاحية الجنوبية لبيروت ولم يؤكد حزب الله حتى الآن مقتله، لكنه حذر "من مغبة سياسة الاغتيالات وانتهاك سيادة الدول الأخرى وتأجيج الصراع فى المنطقة".

وجاء في بيان الخارجية أن مصر تعتبر أن "هذا التصعيد الخطير ينذر بمخاطر إشعال المواجهة فى المنطقة بشكل يؤدي إلى عواقب أمنية وخيمة"، مطالبة مجلس الأمن والقوى المؤثرة دوليًا بالاضطلاع بمسؤوليتهم في وقف هذا التصعيد الخطير  في الشرق الأوسط، والحيلولة دون خروج الأوضاع الأمنية في المنطقة عن السيطرة، ووضع حد لسياسة حافة الهاوية.

فيما أدان بيان وزارات خارجية العراق والأردن وسلطنة عمان وقطر العملية وقدموا التعازي في وفاة هنية، واعتبر بيان الخارجية القطرية العملية "جريمة شنيعة وتصعيدًا خطيرًا وانتهاكًا سافرًا للقانون الدولي والإنساني"، مؤكدة أن هذه "العملية والسلوك الإسرائيلي المستهتر سيؤديان إلى انزلاق المنطقة في دائرة الفوضى وتقويض فرص السلام".

من جانبه، اعتبر رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن، على إكس، أن "نهج الاغتيالات السياسية والتصعيد المقصود ضد المدنيين في غزة في كل مرحلة من مراحل التفاوض، يدفع إلى التساؤل كيف يمكن أن تجري مفاوضات يقوم فيها طرف بقتل من يفاوضه في الوقت ذاته؟".

وعلى المستوى الدولي، قالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، "لا شك أن اغتيال إسماعيل هنية سيكون له تأثير سلبي للغاية على جهود الوساطة بين حماس وإسرائيل"، فيما قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إن "هذا اغتيال سياسي غير مقبول على الإطلاق، وسيؤدي إلى تصعيد التوتر على نحو أكبر"، حسب موقع العربية.

ومن جانبها وصفت الخارجية التركية قتل هنية بـ"عملية اغتيال دنيئة" تهدف إلى "مد نطاق الحرب من غزة إلى المستوى الإقليمي"، وتبين أن "حكومة نتنياهو ليست لديها نية لتحقيق السلام".

وأدانت الصين وماليزيا الاغتيال، بينما صرح المتحدث باسم البيت الأبيض بأن أمريكا على علم بالتقارير التي تتحدث عن اغتيال هنية.