صفحة الاتحاد المصري للملاكمة على فيسبوك
رئيس الاتحاد المصري للملاكمة عبد العزيز غنيم برفقة اللاعبة يمنى عياد، 29 يونيو 2024

مؤسسات نسوية تنتقد بيان اللجنة الأولمبية عن يمنى عياد: رجعي ويعزز عزلة النساء

آيات الحبال
منشور الاثنين 29 يوليو 2024

أثار بيان اللجنة الأولمبية المصرية بشأن سبب استبعاد الملاكِمة يمنى عياد من أولمبياد باريس 2024 غضبًا في الأوساط النسوية، بعدما تحفظ على ذكر الدورة الشهرية، كسبب لزيادة وزن اللاعبة، وحرمانها من المشاركة في البطولة، مكتفيًا بالإشارة إليها باعتبارها "حدثًا يخالف ذكره التقاليد والأعراف". ووصفت مؤسسات نسوية البيان بأنه "رجعي ويعزز عزلة النساء".

كانت اللجنة المنظمة لمنافسات الملاكمة بدورة الألعاب الأولمبية، التي تستضيف باريس نسختها الـ33، استبعدت عياد من مواجهات البطولة، بسبب زيادة 700 جرام في وزنها عن الوزن القانوني للمنافسة 54 كيلو.

وأرجعت اللجنة الأولمبية، في بيان أمس، السبب وراء زيادة وزن عياد إلى أنها "فوجئت بتغيرات فسيولوجية وهرمونية مفهومة لكل السيدات والآنسات والأطباء، ونتحفظ على ذكر التفاصيل طبقًا لأعرافنا وتقاليدنا المصرية، وحفاظًا على حقوق ونفسية اللاعبة".

واعتبرت مؤسسات نسوية بيان اللجنة الأولمبية "دليلًا على جهل الاتحاد وعدم مراعاته للصحة الإنجابية للاعباته"، فضلًا عن تحميلها المسؤولية باعتبارها "الحلقة الأضعف".

ووصفت المديرة التنفيذية لمؤسسة إدراك للتنمية والمساواة نجوى إبراهيم لـ المنصة تصريحات اللجنة الأولمبية بأنها "غير مسؤولة"، خاصة وأن هناك بروتوكولات صحية للتعامل مع النساء في كافة الألعاب الرياضية خلال البطولات الدولية.

وتساءلت إبراهيم عن دور اللجنة واتحاد الملاكمة والبعثة الطبية في متابعة اللاعبات خلال الدورة الشهرية، التي هي أمر طبيعي متعلق بصحة النساء، معتبرة أن "إلقاء اللوم على اللاعبة، وهي الطرف الأضعف، يرجعنا إلى التمييز ضدها باعتبارها امرأة، رغم أن الاتحاد لم يقم بدوره الصحي تجاهها".

وكان رئيس اتحاد الملاكمة عبد العزيز غنيم حمل المسؤولية للاعبة، وقال لـ"يلا كورة" إن "اللاعبة كان وزنها 54 كجم مساء الجمعة، في مقر البعثة، وهو الوزن المثالي لخوض المنافسات"، وأضاف "هذا الموقف يحدث لأول مرة في تاريخ المشاركات المصرية بالأولمبياد، لذا نشعر بغضب شديد".

وتعد عياد، 21 عامًا، أول ملاكمة مصرية تبلغ الألعاب الأولمبية، بعدما تأهلت لنهائي بطولة إفريقيا العام الماضي، وفق سكاي نيوز.

وأطلقت مؤسسة إدراك، أمس، عقب صدور بيان اللجنة الأولمبية، حملة على السوشيال ميديا للتوعية بالدورة الشهرية، باعتبارها ليست وصمًا للنساء، عبر هاشتاج #حالة_طوارئ_ج #الدورة_الشهرية_مش_عيب #كسر_الصمت #عدالة_دورتنا

وقالت المؤسسة، في بيان أمس، إن صياغة اللجنة الأولمبية لأسباب الاستبعاد وتصريح رئيس البعثة المصرية "يعزز وصم الدورة الشهرية في المجتمع، ويجعل الإفصاح عنها مخالف للعادات والتقاليد، وهي نفس العادات والتقاليد التي تزيد معاناة النساء والفتيات الشهرية وتساعد على المزيد من العزلة في المجال العام".

واعتبرت المديرة التنفيذية لمؤسسة المرأة الجديدة، نيفين عبيد، أن البيان "يعبر عن جهل شديد بطبيعة اللاعبات المشاركات في البطولات الدولية"، متسائلة "كيف فوجئ أعضاء البعثة الطبية بالدورة الشهرية، وهذا أمر طبيعي".

وقالت عبيد ما حدث "دليل على ثقافة رجعية لدى اتحاد الملاكمة، وينسف سياسات الدولة تجاه تمكين النساء".

ورأت مستشارة النوع الاجتماعي في مؤسسة المرأة الجديدة، لمياء لطفي، أن صياغة بيان البعثة "وصم لكل النساء وليس اللاعبة، حيث وصف الحدث الطبيعي لهن بأنه حدث نتحفظ على ذكر تفاصيله طبقًا لأعرافنا وتقاليدنا المصرية، وحفاظًا على حقوق ونفسية اللاعبة، ما يعكس تقليلًا من شأن النساء".

في سياق متصل، أوضحت المحامية ورئيس مجلس أمناء مركز القاهرة للتنمية والقانون انتصار السعيد لـ المنصة أن خطاب اتحاد الملاكمة "مهين، ودليل على أننا نحتاج إلى سياسات تعمم على الاتحادات الرياضية حول كيفية التحدث عن اللاعبات".

ولم يعلق المجلس القومي للمرأة على بيان البعثة، وقالت مديرة مكتب الشكاوي في المجلس أمل عبد المنعم لـ المنصة إنهم لم يتلقوا أي شكوى رسمية حتى الآن ضد بيان اللجنة الأولمبية، بينما أكد المكتب الإعلامي للمجلس في اتصال مع المنصة أن المجلس ليس لديه رد حتى الآن في هذا الشأن.