حساب بنيامين نتنياهو- إكس
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في فلوريدا للقاء المرشح الجمهوري دونالد ترامب، 26 يوليو 2024

خلال لقائهما بنتنياهو.. هاريس تطالب بوقف الحرب وترامب يتعهد بمحاربة معاداة السامية

قسم الأخبار
منشور السبت 27 يوليو 2024

عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جلسات مباحثات منفصلة مع كل من الرئيس الأمريكي جو بايدن، ونائبته مرشحة الحزب الديمقراطي الأوفر حظًا لانتخابات الرئاسة كامالا هاريس، والرئيس السابق ومرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب، وبينما توافق الجميع على "دعم إسرائيل وضرورة إتمام صفقة تبادل الأسرى"، تحدثت هاريس عن "المعاناة الإنسانية" في القطاع، وطالبت بإنهاء الحرب فورًا، في حين دعا ترامب إلى وقف القتال خوفًا على سمعة إسرائيل. 

وشدد بايدن، خلال لقائه نتنياهو الجمعة، على ضرورة الانتهاء من اتفاق وقف إطلاق النار "في أقرب وقت ممكن".

وقال البيت الأبيض، في بيان، نقلته سي إن إن، إن بايدن "أعرب عن الحاجة إلى سد الفجوات المتبقية، والانتهاء من الاتفاق في أقرب وقت ممكن، وإعادة الرهائن إلى ديارهم، والتوصل إلى نهاية دائمة للحرب في غزة".

كان بايدن، استقبل نتنياهو في المكتب البيضاوي في أول لقاء شخصي بينهما منذ العام الماضي، وقال نتنياهو بعد مصافحة بايدن "سيدي الرئيس نحن نعرف بعضنا منذ 40 عامًا وقد عرفت كل رئيس وزراء لإسرائيل على مدار 50 عامًا منذ جولدا مائير".

وأضاف "لذا من يهودي صهيوني فخور إلى أمريكي إيرلندي صهيوني أود أن أشكرك على 50 عامًا من الخدمة العامة و50 عامًا من دعم إسرائيل، وأتطلع قُدمًا لإجراء مناقشات معك اليوم وللعمل معك في الأشهر القادمة". 

ومن جانبه، رحب بايدن بنتنياهو، قائلًا "بالمناسبة، في أول لقاء مع رئيسة الوزراء جولدا مائير، كان يجلس بجانبي مساعدها، رجل يدعى رابين، إلى هذه الدرجة كان الأمر منذ زمن طويل"، وفق سي إن إن.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي دعا خلال كلمته أمام الكونجرس الأربعاء، إلى غزة "منزوعة السلاح وخالية من المتطرفين بعد انتهاء الحرب"، فيما قاطع نصف الديمقراطيين الجلسة. 

هاريس ونتنياهو

بدورها، قالت هاريس، بعد اجتماعها مع نتنياهو الخميس، إن "الوقت حان لإنهاء الحرب في غزة بطريقة تجعل إسرائيل آمنة، ويتم إطلاق سراح جميع الرهائن، وإنهاء معاناة الفلسطينيين في غزة، ويمكن للشعب الفلسطيني ممارسة حقه في الحرية والكرامة وتقرير المصير".

وبينما أعربت عن دعمها لـ"حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، أشارت في الوقت نفسه إلى "قلقها الشديد إزاء حجم المعاناة الإنسانية" في غزة، بما في ذلك الوفيات بين المدنيين والوضع الإنساني المروع الذي يتكشف هناك، وفق سي إن إن.

وأضافت هاريس "ما حدث في غزة على مدى الأشهر التسعة الماضية مدمر، صور الأطفال القتلى والأشخاص اليائسين والجوعى الذين يفرون بحثًا عن الأمان، وأحيانًا ينزحون للمرة الثانية أو الثالثة أو الرابعة، لا يمكننا أن نغض الطرف عن هذه المآسي، ولن أصمت".

وحثت الجميع على "إدانة الإرهاب والعنف ومعاداة السامية وكراهية الإسلام والكراهية من أي نوع، والقيام بما في وسعنا لمنع معاناة المدنيين الأبرياء".

وقالت هاريس إنها أخبرت نتنياهو بأنه "حان الوقت لإتمام الصفقة" المتعلقة بوقف إطلاق النار والإفراج عن المحتحزين، وأضافت "كانت هناك حركة متفائلة في المفاوضات بشأن هذه الصفقة، وكما قلت للتو لرئيس الوزراء نتنياهو، فقد حان الوقت لإتمامها".

وكان الرئيس بايدن اقترح في نهاية مايو/أيار الماضي، خطة لوقف الحرب في غزة، جرى تعديلها فيما بعد بناء على طلب حماس، وبعد تحقيق تقدم فيها، وضع نتنياهو شروطًا جعلت مصير المفاوضات غامضًا. وتمثلت في  رفض السماح لجميع الغزيين بالعودة إلى الشمال، واستمرار السيطرة الإسرائيلية على الحدود بين غزة ومصر لمنع تهريب الأسلحة.

وأعربت نائبة الرئيس الأمريكي عن دعمها لحل الدولتين باعتباره "المسار الوحيد الذي يضمن بقاء إسرائيل دولة يهودية وديمقراطية آمنة، والذي يضمن للفلسطينيين أن يدركوا أخيرًا الحرية والأمن والازدهار الذي يستحقونه بحق".

وعلق مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية على تصريحات هاريس "غير المتوقعة" بعد اجتماعها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بقوله إن هاريس "تحاول بها بسرعة إثبات نفسها بطرق مختلفة بعد انسحاب بايدن من السباق الرئاسي، وكانت ذكية للقيام بذلك"، حسب سي إن إن.

وكان بايدن قرر، مساء الأحد الماضي، الانسحاب من انتخابات الرئاسة المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، معلنًا تأييده ترشيح الحزب الديمقراطي نائبته كامالا هاريس لخوض السباق نحو البيت الأبيض، أمام المرشح الجمهوري ترامب.

وانتقدت قيادات إسرائيلية تصريحات هاريس خلال لقائها نتنياهو. وقال وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، على منصة إكس،"كشفت كامالا هاريس للعالم أجمع ما كنت أقوله منذ أسابيع، وما هو السبب الحقيقي وراء الصفقة".

وأضاف سموتريتش أن الالتزام بالاتفاق في شكله الحالي يعني "الاستسلام ليحيى السنوار، وإنهاء الحرب بطريقة تسمح لحماس بإعادة تأهيل نفسها، والتخلي عن معظم الرهائن لدى حماس في الأسر". 

كما علق وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير،  عبر إكس، قائلًا "لن تتوقف الحرب، سيدتي المرشحة".

لقاء ودي جدًا

وعقب لقاء بايدن وهاريس عدّل نتنياهو جدول زيارته للولايات المتحدة، حيث توجه إلى فلوريدا للاجتماع مع ترامب، في لقاء "ودي جدًا"، وفق العربية.

وقال ترامب، خلال استقبال نتنياهو وزوجته سارة، "علاقتي بنتنياهو لم تكن سيئة قط.. دائمًا ما كانت علاقتنا جيدة". كما شدد على أنه "يتعين إعادة الأسرى فورًا".

وتطرق ترامب إلى تصريحات هاريس مع نتنياهو حول غزة، معتبرًا أنها "تنم عن عدم احترام"، وفق العربية.

من جهته، قال نتنياهو إن "الوقت سيظهر ما إذا كنا قريبين من التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار" في غزة، مضيفًا أنه سيرسل وفدًا إلى محادثات ستتم، الأحد، في روما بمشاركة أمريكية ومصرية وقطرية. وتابع "أعتقد أن هناك بعض التقدم في المحادثات بسبب الضغط العسكري".

ولاحقًا، نقل فريق ترامب عما دار في اجتماعه مع نتنياهو أن "ترامب تعهد بالعمل لإحلال السلام بالشرق الأوسط ومحاربة معاداة السامية إذا عاد إلى البيت الأبيض".

وكان ترامب دعا الخميس خلال لقاء مع شبكة فوكس، إلى إنهاء سريع للحرب بين إسرائيل وحماس وإعادة المحتجزين، مضيفًا أن إسرائيل يتعين عليها إدارة "علاقاتها العامة" بشكل أفضل.

وقال ترامب "أريد منه (نتنياهو) أن ينهي الأمر وينجزه سريعًا. إنهم يتدمرون بسبب هذه الدعاية"، في إشارة لإسرائيل.