منشور
الأحد 21 يوليو 2024
- آخر تحديث
الاثنين 22 يوليو 2024
قرر الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأحد، الانسحاب من انتخابات الرئاسة المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، معلنًا تأييده ترشيح الحزب الديمقراطي نائبته كامالا هاريس لخوض السباق نحو البيت الأبيض، أمام المرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب.
قرار بايدن جاء مناقضًا لتصريحات أدلى بها الأسبوع الماضي، وقال إنه "ملتزم بنسبة 1000% بالاستمرار في السباق الرئاسي ما لم يصدمني قطار".
وأعلن بايدن تنحيه عن خوض السباق الرئاسي، عبر خطاب وجه إلى الأمريكيين عبر حسابه على إكس، وقال إنه "سيركز على الوفاء بمهامه الرئاسية حتى انقضاء ولايته، وسيتحدث إلى الأمة في وقت لاحق هذا الأسبوع بشأن قراره"، مضيفًا "لقد كان أعظم شرف في حياتي أن أخدم رئيسًا لكم. وبينما كان في نيتي السعي لإعادة انتخابي، أعتقد أنه من مصلحة حزبي والبلاد أن أنسحب وأركز فقط على الوفاء بواجباتي رئيسًا لبقية ولايتي".
وقال بايدن، في بوست آخر "أود اليوم أن أقدم دعمي الكامل وتأييدي لكامالا هاريس لتكون مرشحة حزبنا هذا العام. أيها الديمقراطيون، لقد حان الوقت للتجمع معًا وهزيمة ترامب. دعونا نفعل ذلك".
وواجه بايدن، مؤخرًا، ضغوطًا متزايدة من شخصيات بارزة في الحزب الديمقراطي للانسحاب من الانتخابات في أعقاب أدائه الذي وصف بـ"الكارثي" في مناظرة أمام ترامب، وهو أداء دفع بعض الديمقراطيين، للسؤال عن صحة بايدن العقلية، فيما برزت مطالبات بانسحابه من السباق الرئاسي.
وخلال المناظرة ظهر بايدن متلعثمًا وبصوت أجش، لكنه برر ذلك لاحقًا بالإرهاق، قائلًا إنه لم يكن من الحكمة السفر "حول العالم عدة مرات" قبل المناظرة، وإنه "كاد أن يغفو على المسرح"، ولا ترى BBC أن ذلك سبب مقنع، وقالت إنه عاد إلى الولايات المتحدة منذ نحو أسبوعين وقضى يومين في الاسترخاء وستة أيام في التحضير للمناظرة.
ورفض الرئيس الدعوات للتراجع عن الترشح، قائلًا إنه فاز بملايين الأصوات في الانتخابات التمهيدية على مدى الأشهر الماضية، وأنه خيار الناخبين الديمقراطيين.
لكن محاولة اغتيال ترامب الفاشلة عقدت المشهد، ودمرت فرص بايدن ما زاد الضغوط عليه للانسحاب من السباق، بحسب ما نقله موقع العربية عن صحيفة نيويورك تايمز.
وهذه هي المرة الأولى التي ينسحب فيها رئيس أمريكي من سباق إعادة الانتخاب منذ عقود، مما يستدعي ذكريات قرار الرئيس ليندون جونسون بعدم الترشح لولاية ثانية كاملة في عام 1968، على رغم من أن قرار بايدن يأتي في وقت متأخر للغاية من الحملة الانتخابية، حسب الشرق الأوسط.
وفي أول تعليق له، قال ترامب، في مكالمة هاتفية مع شبكة CNN، إن بايدن "أسوأ رئيس على الإطلاق في تاريخ بلادنا"، وأن هزيمة هاريس "ستكون أسهل".
لم يكن اختيار هاريس مفاجئًا، وسبق أن قال ديمقراطيون بارزون، الشهر الجاري، إنها ستكون الخليفة الطبيعي لبايدن إذا رضخ للضغوط المتزايدة، وتخلى عن ترشيح الحزب الديمقراطي له، وفق الشرق.
وهاريس عضوة سابقة بمجلس الشيوخ الأمريكي، وسبق أن شغلت منصب المدعي العام لولاية كاليفورنيا، ولو فازت في انتخابات 5 نوفمبر، ستكون أول رئيسة في تاريخ الولايات المتحدة. وهاريس حالياً هي أول أمريكية من أصل إفريقي وآسيوي تشغل منصب نائب الرئيس.
وخلال الشهر الجاري، أشارت استطلاعات رأي إلى أن أداء هاريس يمكن أن يكون أفضل من بايدن في مواجهة ترامب.
وأظهر استطلاع أجرته شبكة CNN، ونشرت نتائجه في 2 يوليو/تموز الحالي، أن الناخبين يُفضلون ترامب على بايدن بـ6 نقاط مئوية، بنسبة 49% مقابل 43%. كما كان التأييد لهاريس بنسبة 45%، مقابل 47% لترامب، وهو فارق يدخل ضمن هامش الخطأ في الاستطلاع.
وتعد هاريس من كبار منتقدي ترامب في العديد من القضايا، من تعاطيه مع أزمة تفشي جائحة كورونا إلى العنصرية وصولًا إلى الهجرة.
وبعد انتخاب ترامب في نوفمبر 2016، تعهدت هاريس بحماية المهاجرين من سياساته، ووصفت رسالته بـ"المظلمة" بعد يوم من تنصيبه، وذلك خلال مشاركتها في أكبر تظاهرة نسائية في واشنطن. وأدانت قرار ترامب بمنع مواطني سبع دول غالبيتها مسلمة من دخول الولايات المتحدة. كما صوّتت لمصلحة عزله في محاكمته في مجلس الشيوخ، وفق الشرق الأوسط.
ورغم دعم بايدن لنائبته هاريس في السباق الرئاسي، فإنه يتعين الحصول على دعم الحزب الديمقراطي لترشيحها خلال مؤتمره العام الشهر المقبل.