أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، اليوم، خروج جميع النقاط الطبية والعيادات الطارئة التابعة للجمعية في مدينة غزة عن الخدمة، بعد استحالة استمرار عملها بسبب التوغل البري الإسرائيلي في مناطق واسعة جنوب غرب وشرق المدينة.
وقال المتحدث باسم الهلال الأحمر نبال فرسخ لـ المنصة إنّ طواقمهم الطبية العاملة في النقاط البديلة عن المقر الرئيسي بتل الهوا غرب غزة، الذي دمره جيش الاحتلال الإسرائيلي في وقت سابق، اضطرت للتوقف عن عملها في استقبال الجرحى والمصابين، وذلك بسبب إجراءات الاحتلال بالإخلاء القسري للمناطق التي توجد فيها هذه المراكز.
وأجبر جيش الاحتلال الإسرائيلي على مدار اليوم، أمس، غزيين على النزوح من مناطق وجودهم في مناطق متفرقة، خصوصًا في أحياء وسط وغرب القطاع تحت قصف عنيف.
وفي سياق متصل، توغل جيش الاحتلال وسط مدينة غزة، صباح الثلاثاء، بعد اجتياح منطقة الصناعة وتل الهوا والشيخ عجلين وحي الرمال، واستهدف عشرات المباني والمنازل والأبراج، وقتل عددًا من المواطنين المحاصرين في الشوارع، وآخرين داخل منازلهم.
وقال شاهد عيان من حي الرمال لـ المنصة إنه لا يزال وأسرته رهن منزلهم "مش عارفين وين نروح، كل مدينة غزة إخلاء، وقررنا نقعد بالبيت وبنحاول نتجنب إصدار أي أصوات أو نتحرك".
وأشار شاهد العيان إلى أنه يتوفر لديهم بعض الطعام الذي يكفيهم لأيام معدودة قد يعينهم على الصبر والصمود، موضحًا أنّ كل من يحاول الخروج من منزله أو التحرك في الشوارع يتعرض للقتل من قبل القناصة أو من طائرات الكواد كابتر المنتشرة في أحياء غزة وشوارعها.
وأفاد شاهد عيان ثانٍ المنصة بأنه شاهد جنود الاحتلال يتجولون في الشوارع ويلاحقون كل ما يتحرك فيها أو داخل المنازل، مضيفًا "ما حدا قادر يطلع من بيته، أو يفهم أيش بيصير، كل إلي بنعرفه إن الجيش مسيطر على الأحياء والشوارع، وفي عمليات قتل واعتقال، وأصوات القصف والانفجارات والرصاص نسمعها طوال الوقت".
ووصلت بعض العائلات إلى وسط قطاع غزة، فجر الثلاثاء، بعدما أجبرهم جيش الاحتلال الإسرائيلي على النزوح من مناطق جنوب غرب غزة، وذلك عن طريق البحر الساحلي مرورًا بحاجز نيتساريم على شارع البحر.
وأفاد أحد النازحين لـ المنصة "حاولنا نطلع من البيت بعد اشتداد القصف بتل الهوا، فكرنا نطلع باتجاه الشمال، لكن وإحنا ماشيين من شارع لشارع لقينا حالنا مجبرين نتوجه للجنوب بسبب وجود الجيش في بعض الشوارع"، موضحًا أنهم كانوا يحاولون الهرب من أمام الدبابات والآليات العسكرية خوفًا من استهدافهم.
وتابع "لقينا حالنا على شارع البحر وقررنا نتوجه للجنوب بعد ما لاحقنا طائرات صغيرة بدون طيار، وصلنا حاجز نيتساريم وتشاهدنا، ما توقعنا يتركونا ندخل، وعند الحاجز وقفونا وخضعنا للتفتيش الدقيق، بعدين الجنود حولنا يلا كملوا طريقكم للجنوب".
وأكملت 4 عائلات طريقها مشيًا على الأقدام لمسافة تتجاوز الـ6 كيلومترات، حتى وصلوا إلى مدخل مخيم النصيرات وسط القطاع حيث استقبلهم بعض النازحين في المنطقة.
وفي مخيم البريج وسط قطاع غزة، استهدف جيش الاحتلال بصاروخ واحد مجموعة من الأطفال وسط الشارع، ظهر الثلاثاء، ووصل مستشفى شهداء الأقصى 7 قتلى نتيجة الاستهداف، بينهم 6 أطفال وامرأة.
وقال أحد الآباء وهو يحمل جثمان طفله خلال وداعه "والله كان بلعب وفرحان، لا طالع يحارب ولا حامل سلاح، ليش قتلوه واخدوه مني".
وأفاد شاهد عيان المنصة بأنّ الحركة كانت شبه طبيعية في الشارع؛ أطفال يلعبون على أبواب منازلهم، وبعض المارة يتنقلون سيرًا على الأقدام، قبل أن تطلق طائرة استطلاع صاروخًا واحدًا على المكان ما تسبب في مقتل الأطفال وإصابة عدد من الأطفال والمارة بشظايا.
وارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي "3 مجازر خلال الساعتين الماضيتين" وفق وزارة الصحة الفلسطينية، وصل منها للمستشفيات "50 شهيدًا و130 مصابًا".
وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 38 ألفًا و243 قتيلًا و88 ألفًا و33 مصابًا.