تصوير سالم الريس لـ المنصة
مئات الفلسطينيين ينزحون من شرق رفح إلى وسط غزة بعد تهديدات باجتياح مناطق سكنهم، 6 مايو 2024

جيش الاحتلال يجبر النازحين إلى أحياء وسط وغرب غزة على النزوح مجددًا

سالم الريس
منشور الاثنين 8 يوليو 2024

استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي بعشرات قذائف المدفعية والأحزمة النارية والطيران الحربي، فجر الاثنين، مباني ومنازل سكنية شرق ووسط وغرب مدينة غزة، وذلك بعد تهديد وإجبار سكان حي التفاح والدرج والبلدة القديمة على النزوح القسري مساء الأحد.

كان المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي طالبَ سكان الأحياء الثلاثة، عبر إكس، بالنزوح إلى غرب المدينة.

وأفاد شاهد عيان المنصة باستهداف أكثر من 5 منازل مأهولة بالمدنيين في منطقة الصناعة بحي الرمال الجنوبي، ونسف عمارة الطيران بعد إبلاغ السكان والنازحين في محيطها بالإخلاء القسري فجر الاثنين.

وأضاف "تليفون واحد من جيش الاحتلال أجبر الأطفال والنساء تطلع تجري ف الشارع دون توقف القصف المدفعي وتطاير الشظايا".

وتابع "الجيش طالب الناس تُخلي أحياء شرق غزة، وقصف المناطق في الغرب وهي نفس المناطق اللي الناس نزحت إلها قبل بضع ساعات فقط، الناس في الشوارع مش عارفة وين بدها تروح وإيش تعمل مع صراخ أطفالها".

وأفاد زميل صحفي مراسل المنصة بتعرض حي الدرج والتفاح والبلدة القديمة لعشرات من قذائف المدفعية والأحزمة النارية الكثيفة بالتزامن مع القصف الحربي لمنطقة الصناعة، مشيرًا إلى أنَّ بعض المنازل التي استهدفت بقذائف المدفعية مأهولة بالسكان.

وأوضح "في ناس مش عارفة وين بدها تروح وقررت البقاء في منزلها رغم التهديد الإسرائيلي، وبسبب كثافة القصف لا يستطيع أحدٌ التحرك في الشوارع بسبب خطورة وعشوائية القصف الذي يشكل تهديدًا وخطرًا أكبر لكل ما يتحرك".

وأفاد مصدر طبي بمستشفى المعمداني، ومصدر في الدفاع المدني، المنصة، بتلقيهم مناشدات من مواطنين تعرضت منازلهم للقصف ما تسبب بإصابة المدنيين داخل منازلهم، إلا أنّ المصدرين شددا على خطورة التحرك في الشوارع بسبب استمرار القصف الكثيف دون توقف.

من جانبه، أشار المصدر الطبي إلى وصول بعض الإصابات التي تمكنت من الوصول إلى مستشفى المعمداني من مناطق قريبة في البلدة القديمة بعد استهداف منزلهم وإصابة البعض منهم بجروح.

كان مئات الغزيين اضطروا إلى النزوح من المناطق الشرقية لمدينة غزة مساء الأحد، بعد التهديدات الإسرائيلية، حيث نزحت العائلات والأطفال والنساء والشيوخ مشيًا على الأقدام لأكثر من 5 كيلومترات باتجاه مناطق غرب مدينة، التي دمرها جيش الاحتلال خلال اقتحاماته وتوغلاته البرية خلال التسعة أشهر الماضية للحرب على القطاع.

وقال مهند الحافي، من سكان حي الدرج شرق غزة، إنه لم يجد أمامه خيارًا سوى النزوح مع زوجته وأبنائه إلى إحدى المدارس في حي الرمال، التي استهدفها الجيش في وقت سابق من الحرب، وذلك خوفًا من التوغل البري والقصف التي قد تتعرض له منطقة سكنهم.

وأضاف الحافي ذو الـ39 سنة لـ المنصة "يمكن هادي المرة الـ30 اللي بننزح فيها من البيت، مرات بسبب الإجبار على إخلاء المنطقة، ومرات بسبب تقدم واقتراب الجيش من البيت، ومرات بسبب قصف بيوت ومبانٍ قريبة من بيتنا"، موضحًا أنّه وأسرته نجوا في أكثر من مرة من موت محقق بسبب القصف الإسرائيلي.

ونوه الحافي بعدم قدرتهم على حمل كافة احتياجاتهم خلال الخروج من منزلهم بسبب عدم توفر مواصلات، واضطرارهم للمشي في مناطق وعرة عمل الاحتلال على تجريفها وتدميرها في أوقات سابقة، وعلَّق "المهم نوصل ونكون بخير، إحنا بنحاول ننجو بأقل الخسائر البشرية".

وبالتزامن مع القصف على مدينة غزة، أطلقت زوارق جيش الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة قبالة سواحل القطاع، فجر الاثنين، أكثر من 6 قذائف قبالة مخيم النصيرات، بالتحديد على منطقة شاطئ البحر، حيث توجد خيام للنازحين من شمال قطاع غزة كان الاحتلال أجبرهم على النزوح ومنعهم من العودة خلال الأشهر الماضية.

وقال شاهد عيان لـ المنصة إن قذائف المدفعية البحرية تسببت في هرب النازحين من خيامهم بعد سقوطها وهم نيام، خوفًا من سقوط القذائف والشظايا على الخيام المصنوعة من القماش والنايلون، مشيرًا إلى عدم وقوع أي خسائر بشرية أو إصابات.