توغل جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح الاثنين، في منطقة تل الهوا وشارع الصناعة جنوب غرب مدينة غزة، ما أدى إلى وقوع قتلى وإصابات في صفوف المدنيين بالإضافة إلى اعتقال العشرات، فيما أعلنت وزارة الصحة في القطاع اليوم ارتفاع ضحايا الحرب المستمرة منذ 276 يومًا إلى 38 ألفًا و193 فلسطينيًا على الأقل، إضافة إلى وصول عدد المصابين إلى 87 ألفًا و903 أشخاص.
وقالت الوزارة في البيان الإحصائي اليومي إن "الاحتلال ارتكب خلال الـ24 ساعة الماضية 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 40 شهيدًا و75 إصابة".
وحسب مراسل المنصة في غزة، وصلت الآليات العسكرية إلى المقر الرئيسي التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، مُدعية أنّ حركتي حماس والجهاد الإسلامي تعملان من داخل المقر الأممي.
وكتب المتحدث باسم جيش الاحتلال للإعلام العربي أفيخاي أدرعي تغريدة على منصة إكس أنه وبعد معلومات استخبارية عن وجود عناصر من حماس والجهاد الإسلامي في منطقة مدينة غزة باشرت قوات الجيش والشاباك تحت قيادة الفرقة 99 حملة "لإحباط الأنشطة الإرهابية بما فيها في مقر الأونروا الذي يقع في المنطقة".
وادعى أدرعي أن "المجمع يحتوي على وسائل قتالية وغرف حبس ومباحث وتحقيقات تابعة لحماس".
وكان جيش الاحتلال توغل وعمل في منطقة الصناعة خلال أوقات سابقة من الحرب واستهدف مقر الأونروا والشوارع والمباني السكنية المحيطة بالمقر واعتقل العشرات.
وطالب أدرعي في بوست ثانٍ، ظهر الاثنين، السكان والنازحين في منطقة الرمال الجنوبي والصبرة والرمال وتل الهوا والدرج ضمن 14 بلوكًا، بالإخلاء والنزوح الفوري باتجاه المآوي بمدينة دير البلح جنوب قطاع غزة.
وكان جيش الاحتلال طالب سكان المناطق الشرقية بمدينة غزة مساء الأحد بالإخلاء إلى غرب المدينة، وهو ما دفع السكان للنزوح والتكدس في مناطق الرمال والصبرة والصناعة، وذلك قبل أن يهاجم تلك المناطق السكنية التي أجبروا عى النزوح إليها.
وقال محمد نعيم من سكان الصناعة، وهو محاصر مع أسرته داخل منزلهم، لـ المنصة "استقبلنا العديد من الأقارب امبارح بعد ما أجبروهم (الاحتلال) على الخروج من بيوتهم بحي الدرج، وفجأة بعد الفجر الدبابات كانت عنا على باب البيت والمنطقة تتعرض لقصف عنيف".
وتابع "إحنا مش قادرين نتحرك أو نطلع من البيت، معنا أطفال ونساء وكبار سن وين بدنا نطلع نجري فيهم، وين بدنا نروح"، مضيفًا أن جيش الاحتلال يستهدف كل من يحاول التحرك من منزله إما بالقتل أو الاعتقال، حيث اعتقل عددًا من المواطنين وقتل آخرين، حسب نعيم.
من جانبها، أفادت شروق عبد الفتاح من سكان شارع الصناعة، بأنها اضطرت وعائلتها للنزوح فجر الاثنين بعد تقدم آليات جيش الاحتلال، وقالت "عملت شغلات ما كنت بتوقع أعملها، اضطريت أنط من فوق الحيطان ومن بيت لبيت أنا وأسرتي، ولولا الجيران ساعدوا أمي وأبوي بنقلهم من بيت لبيت وإحنا مش قادرين نطلع للشارع، كان ما قدرنا نهرب ونوصل منطقة الصبرة".
وتضيف "فكرنا حالنا انتقلنا لمنطقة أمان، لكن اجانا اتصال على تليفون بابا، كانت أسطوانة من الجيش تطالبنا بإخلاء منطقة الصبرة والصناعة والرمال وبداية حي النصر، وبدهم نروح للجنوب، طيب أنا والدي كبير في السن ومريض، ما بنقدر نطلع للجنوب مش عارفين وين بدنا نروح".
وحسب رويترز، وصف سكان الهجوم بأنه "إحدى أعنف الهجمات منذ بدء الحرب"، فيما قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه يشن عملية تستهدف البنية التحتية للمسلحين في قطاع غزة وإن القوات "قضت" على أكثر من 30 مسلحًا شكلوا تهديدًا للقوات الإسرائيلية.
وفي السياق، أجبر جيش الاحتلال الإسرائيلي الطواقم الطبية والجرحى والمرضى في مستشفى المعمداني بالبلدية القديمة وسط مدينة غزة على إخلاء المستشفى صباح اليوم بعد توغل جيش الاحتلال من المناطق الشرقية وتعرض المنطقة لقصف كثيف، ما أدى إلى خروج المستشفى الذي كان يعمل بإمكانات بسيطة عن الخدمة في الوقت الذي يتعرض له الغزيون للقتل والإصابة بسبب التوغل البري وعمليات القصف والقتل المباشر.
وأفاد مصدر طبي بالمعمداني المنصة باضطرارهم لإخلاء المستشفى بعد تهديدات الجيش ومطالبته بإخلاء البلدة القديمة، حيث أصبح مستشفى العودة في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة المستشفى الوحيد الذي يستقبل الجرحى والإصابات.
ويأتي التصعيد الإسرائيلي الجديد في الوقت الذي كثفت فيه مصر وقطر والولايات المتحدة جهودها للتوسط في اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، ونقلت وكالة معًا عن مصادر تحدثت لرويترز بأن حماس وافقت على "أن تنطلق المفاوضات" بشأن الأسرى "من دون وقف إطلاق نار" دائم.
ولفت إلى أن الحركة كانت في السابق تشترط أن توافق إسرائيل على وقف كامل لإطلاق النار بشكل دائم، لتخوض مفاوضات بشأن الأسرى.
وأشار إلى أن "هذه الخطوة تم تجاوزها حيث إن الوسطاء تعهدوا بأنه طالما مفاوضات الأسرى مستمرة، يستمر وقف إطلاق النار"، مؤكدًا أن "حماس تراجعت عن شرطها الخاص بالوقف الدائم لإطلاق النار، إذ وافقت على أن تنطلق المفاوضات من دون وقف النار".