حزب العمال البريطاني يعود للسلطة متعهدًا بـ"التجديد الوطني"

عاد حزب العمال إلى رئاسة الحكومة البريطانية بعد 14 عامًا هيمن فيها حزب المحافظين على السلطة، فيما تعهد رئيس الحكومة الجديد كير ستارمر، في خطاب النصر الذي ألقاه بعد دقائق من الفوز أمس، بـ"التجديد الوطني" وأنه سيضع "البلاد أولاً، والحزب ثانيًا"، وفق بي بي سي. 

وأقر رئيس الوزراء السابق ريشي سوناك بهزيمة حزبه، مهنئًا ستارمر. وشهدت مراسم انتقال السلطة، الجمعة، إلقاء رئيس الوزراء المنقضية ولايته، كلمة خارج مقر رئاسة الحكومة في داونينج ستريت أعلن فيها نيته التنحي عن زعامة حزب المحافظين، قبل أن يقدم استقالته من منصب رئيس الوزراء للملك تشارلز الثالث.

وكان حزب العمال تعهد خلال حملته الانتخابية بـ"توفير الاستقرار الاقتصادي من خلال قواعد واضحة بشأن الضرائب والإنفاق، تشمل عدم زيادة معدلات ضريبة الدخل الحالية أو التأمين أو ضريبة القيمة المضافة".

كما تعهد بتحسين الخدمات الصحية، وزيادة البدلات للعمل في عطلات نهاية الأسبوع والعمل المسائي، وإنشاء قيادة أمن الحدود بصلاحيات مماثلة لصلاحيات محاربة الإرهاب بهدف وقف عصابات الاتجار بالبشر، وإنشاء شركة طاقة نظيفة مملوكة للقطاع العام، بهدف خلق فرص عمل.

وتطرقت الحملة الانتخابية للعمال إلى معالجة السلوكيات المعادية للمجتمع من خلال 13 ألف ضابط شرطة إضافي وضباط دعم مجتمعي في إنجلترا وويلز، وتوظيف 6500 معلم إضافي وتقديم نوادي إفطار مجانية في كل مدرسة ابتدائية في إنجلترا.

وزار ستارمر، أمس الجمعة، ملك بريطانيا لتلقي دعوة رسمية لتشكيل حكومة جديدة، قبل أن يلقي خطابه خارج مبنى رئاسة الوزراء، قائلًا "أدعوكم جميعا للانضمام إلى حكومتي التي تخدم الأمة".

وستارمر هو محامي حقوقي سابق، صعد إلى زعامة العمال قبل أربع سنوت خلفاً لجيريمي كوربن، وعمل على التحول بدفة الحزب من خط كوربن الذي مثل أقصى اليسار لجعله أكثر وسطية من جديد، ليكون أكثر قابلية لدى الناخبين في المملكة.

وكثيرًا ما يردد ستارمر أن جذوره متوغلة في الطبقة العاملة. فقد كان والده يمتهن الخراطة في أحد المصانع، بينما عملت والدته ممرضة، وفق بي بي سي. 

وكانت أسرته من أشد المؤيدين لحزب العمال. واختارت له أن يحمل نفس اسم أول زعماء العمال وهو كير هاردي الذي كان من عمال مناجم الفحم.

في سن السادسة عشرة، انضم إلى كوادر الشباب بالفرع المحلي لحزب العمال في منطقته، كما قام لفترة من الوقت بكتابة وتحرير مجلة "البدائل الاشتراكية".

كان ستارمر أول فرد في عائلته يرتاد الجامعة. درس القانون في جامعتي ليدز وأكسفورد البريطانيتين، ثم عمل كمحامٍ متخصص في شؤون حقوق الإنسان. خلال تلك الفترة من حياته، كافح لأجل إلغاء عقوبة الإعدام في بلدان إفريقية وكاريبية بمنطقة البحر الكاريبي.