حساب مكتب رئيس الوزراء الإثيوبي على فيسبوك
رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أمام سد النهضة

إثيوبيا تصطحب نجوم كرة وفنانين لزيارة سد النهضة.. ووزير سابق: مصر تستطيع الدفاع عن نفسها

محمد سليمان
منشور الأحد 30 يونيو 2024 - آخر تحديث الأحد 30 يونيو 2024

نظمت وزارة السياحة الإثيوبية زيارة ميدانية لعدد من الفنانين ونجوم كرة القدم الأفارقة السابقين إلى سد النهضة، الذي يستعد لبدء الملء الخامس دون اتفاق مع مصر والسودان، في وقت قال وزير الري الأسبق محمد نصر علام إن "مصر تتابع التطورات ولديها القدرة للدفاع عن نفسها".

وقالت وكالة الأنباء الإثيوبية، السبت، إن نجمي منتخب كرة القدم النيجيري السابقين نوانكو كانو ودانييل أموكاتشي، والسنغالي هنري كامارا، وفنانين ومصممي أزياء، كانوا ضمن زوار سد النهضة، برفقة وزيري السياحة والري والأراضي المنخفضة الإثيوبيان، نسيس شالي، وأبراهام بيلاي "اللذان قدما توضيحات حول عملية البناء ومعنى المشروع بالنسبة للإثيوبيين".

وحسب الوكالة الإثيوبية، التقط الوفد المشارك عددًا من الصور الفوتوغرافية أمام بحيرة سد النهضة، التي بدت شبه ممتلئة.

ومن جانبه، قال وزير الري الأسبق محمد نصر علام إن مصر تتابع تطورات سد النهضة بالاستعانة بالأقمار الصناعية ودوريات دولية وإثيوبية ومصادر أخرى موثوقة، ولديها القدرة للدفاع عن نفسها إذا تطلب الأمر.

وأوضح علام، لـ المنصة، أن ملء سد النهضة يستقطع من حصة مصر المائية التي تختلف عامًا عن الآخر وفق حالة الفيضان، مؤكدًا أن سنوات الفيضان المنخفضة والجفاف ستُظهر التأثير السلبي للسد على مصر، بتخفيض مخزون السد العالي تدريجيًا وتقليص إنتاجه من الكهرباء.

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلنت مصر انتهاء المسارات التفاوضية مع إثيوبيا بشأن سد النهضة، مؤكدة أنها تحتفظ بحقها المكفول بموجب المواثيق الدولية للدفاع عن أمنها المائي والقومي في حالة تعرضه للضرر.

وكان وزير الري المصري الدكتور هاني سويلم أكد على هامش الاحتفال باليوم العالمي للمياه، في مارس/آذار الماضي، أن مصر تأثرت ببناء سد النهضة، قائلًا "الدولة المصرية قدرت تتعامل معاه بتكلفة ما"، مشيرًا إلى أن "اتفاقية إعلان المبادئ بتقول لو تسبب السد في أضرار لدول المصب، فيه ثمن لازم يندفع"، مضيفًا "ولازم مصر هتطالب به في يوم من الأيام".

ويُعد نهر النيل المصدر الرئيسي للمياه في مصر، حيث تبلغ حصة مصر من مياهه 55.5 مليار متر مكعب، تمثل 79.3% من الموارد المائية، وتغطي 95% من الاحتياجات المائية الراهنة، وفق الهيئة العامة للاستعلامات.

ووفقًا لآراء خبراء لم تسمهم الهيئة العامة للاستعلامات، فإن من بين مخاطر سد النهضة على مصر، تخفيض حصتها المائية بواقع 20 مليار متر مكعب من مياه النيل "وهو ما يتسبب في كارثة محققة نظرًا لأن مصر تعتمد اعتمادًا شبه كامل على مياه النيل، وحال قررت إثيوبيا بناء مجموعة السدود المتكاملة (أربعة سدود) فإن ذلك سيؤدي إلى زيادة النقص في حصة مصر من المياه بمقدار 15 مليار متر مكعب سنويًا، هذا إلى جانب خسارتها لحوالي 3 ملايين فدان من الأراضي الزراعية، وتشريد ما يتراوح بين 5 إلى 6 ملايين مزارع".

ومؤخرًا، قال أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة الدكتور عباس شراقي، إن الملء الخامس قد يصل إلى 23 مليار متر مكعب بحد أقصى، مضيفًا "في هذه الحالة سيكون التخزين الأخير".

وأشار شراقي على فيسبوك إلى أن كمية المياه في الملء الخامس تتوقف على قدرة إثيوبيا في تركيب وتشغيل أكبر عدد من التوربينات المتبقية، وعددها 11 توربينًا.

وحسب شراقي، بدأت التخزينات في سد النهضة عام 2020، على مدار 4 سنوات، مع بداية موسم الأمطار في يوليو/تموز من كل عام، وفي كل مرة يتم رفع جسم السد الرئيسي الخرساني على الجانبين وتتوقف كمية التخزين على مدى ارتفاع الممر الأوسط "فالتخزين الأول كان عند 565م، والثاني 576م، والثالث عند 600م، والرابع عند أقل من 625م".

مع هطول الأمطار تتجمع المياه أمام سد النهضة إلى أن تصل إلى قمة الممر الأوسط ثم تفيض تلقائيًا أعلى الممر، وفق شراقي، مضيفًا "حينئذ ينتهي التخزين".

وقال شراقي "نظرًا لتوقف المفاوضات وعدم وجود اتفاق يحدد كمية التخزين، فإن إثيوبيا هي التي تقرر بمفردها كمية التخزين والتشغيل، ومصر والسودان تراقبان".

وكانت أزمة سد النهضة الإثيوبي حاضرة في خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال افتتاح منتدى التعاون الصيني العربي في بكين، نهاية مايو/أيار، مشيرًا إلى أهمية وضع قضية الأمن المائي العربي على رأس أولويات التعاون المستقبلي.

وقال سفير إثيوبيا لدى الولايات المتحدة سيلشي بيكلي على إكس، مطلع أبريل/نيسان الماضي، إنه من المتوقع أن تبدأ 5 توربينات إضافية توليد الكهرباء من سد النهضة العام الحالي.

وسبق وأعلنت إثيوبيا في فبراير/شباط 2022، بدء إنتاج الكهرباء من سد النهضة، بعد تشغيل أول توربين بقدرة 375 ميجاوات، وفي العام نفسه، وتحديدًا في أغسطس/آب، أعلنت دخول توربين ثاني الخدمة.