نقلت وسائل إعلام أمريكية عن مصادر لم تسمها أن الولايات المتحدة قدمت معلومات استخباراتية عن المحتجزين الأربعة الذين أعلنت إسرائيل تحريرهم خلال عملية عسكرية بمخيم النصيرات، وسط قطاع غزة، السبت، في وقت نفت القيادة المركزية الأمريكية استخدام الرصيف البحري المؤقت في غزة أو أي من المعدات أو العناصر الموجودة به في تحرير المحتجزين.
وحسب "نيويورك تايمز"، قال مسؤول أمريكي إن فريقًا من المسؤولين عن استعادة المحتجزين الأمريكيين متمركز في إسرائيل ساعد جيش الاحتلال في جهود إنقاذ المحتجزين الأربعة من خلال توفير المعلومات الاستخبارية وغيرها من الدعم اللوجستي.
وحسب مسؤول إسرائيلي مطلع على جهود تحديد أماكن المحتجزين، فإن فرقًا لجمع وتحليل المعلومات الاستخبارية من الولايات المتحدة وبريطانيا كانوا في إسرائيل طوال فترة العدوان، لمساعدة الموساد على جمع وتحليل المعلومات المتعلقة بالمحتجزين.
وأوضح اثنان من مسؤولي المخابرات الإسرائيلية أن المسؤولين العسكريين الأمريكيين في تل أبيب قدموا بعض المعلومات الاستخبارية حول المحتجزين الذين تمت استعادتهم السبت.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي شن هجومًا على مخيم النصيرات، صباح أمس السبت، برًا وبحرًا وجوًا، ما أدى إلى مقتل 218 قتيلًا، إضافة إلى 400 إصابة، بعضهم في حالة الخطر، حسبما أكد مصدر طبي بمستشفى شهداء الأقصى لـ المنصة.
وحسب "نيويورك تايمز" فإن "البنتاجون ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية قدما معلومات تم جمعها من رحلات الطائرات بدون طيار فوق غزة، واعتراض الاتصالات ومصادر أخرى حول الموقع المحتمل للمحتجزين".
وأكد مسؤولون أمريكيون للصحيفة أن دعمهم الاستخباراتي لإسرائيل يتركز على موقع المحتجزين والمعلومات حول القيادة العليا لحركة حماس، ويعود هذا إلى أن "المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أن أفضل طريقة لإقناع إسرائيل بإنهاء الحرب هي استعادة محتجزيها واعتقال أو قتل كبار قادة حماس".
الأمر نفسه أكده مصدر لصحيفة واشنطن بوست، حيث قالت إن "فريقًا أمريكيًا يتمركز في إسرائيل قدم المعلومات"، مشيرة إلى أنها معلومات "ثانوية" أو داعمة لما جمعته الاستخبارات الإسرائيلية قبل تنفيذ العملية. وأكد المصدر أن المعلومات تضمنت صورًا جوية.
وقال مسؤول أمريكي لشبكة CNN، لم تكشف اسمه، إن "الخلية الأمريكية التي ساعدت في إنقاذ المحتجزين الإسرائيليين عبارة عن فريق موجود في إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ويقوم بجمع معلومات حول الرهائن".
وردًا على سؤال بخصوص الأنباء التي أشارت إلى دعم الاستخبارات الأمريكية لعملية الإنقاذ، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بيتر ليرنر لـCNN إن إسرائيل والولايات المتحدة بينهما "علاقة عمل وثيقة وحميمية" فيما يتعلق بالمخابرات، لكنه امتنع عن الخوض في التفاصيل.
أما مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان فقال في بيان "إن الولايات المتحدة تدعم جميع الجهود الرامية إلى تأمين إطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا محتجزين عند حماس، بما في ذلك المواطنون الأمريكيون"، وفق موقع الحرة.
وأشار إلى أن هذا يتضمن "مفاوضات مستمرة، ووسائل أخرى"، من دون الكشف عن التفاصيل.
من جهتها، أكدت القيادة المركزية الأمريكية على إكس أن إسرائيل استخدمت منطقة إلى الجنوب من الرصيف البحري في غزة لإعادة المحتجزين لإسرائيل سالمين"، وقالت إن "أي مزاعم مخالفة لذلك عارية عن الصحة".
وأضافت أن "الرصيف المؤقت على ساحل غزة تم إنشاؤه لغرض وحيد هو المساعدة في إدخال مساعدات إضافية منقذة للأرواح إلى غزة"، معلنة استئناف إدخال المساعدات إلى غزة عبر الرصيف البحري المؤقت دون نزول أي من أفراده لشاطئ القطاع، وذلك بعد خضوعه لإصلاحات.
وعبر الرصيف البحري، تم تسليم نحو ألف طن من المساعدات الإنسانية منذ افتتاحه يوم 17 مايو/أيار الماضي، لكنه تضرر نتيجة أمواج عاتية بعد نحو أسبوع من بدء عمليات التسليم.