بدأ مئات الفلسطينيين موجة نزوح جديدة من شرق مدينة رفح إلى وسط قطاع غزة، بعدما أمرهم جيش الاحتلال الإسرائيلي بالإخلاء الفوري، تمهيدًا لتنفيذ عملية عسكرية برية.
ومن بين المناطق التي أمر الاحتلال بإخلاء السكان منها معبر رفح ومعبر كرم أبو سالم، الحدوديان، اللذان تدخل عبرهما شاحنات المساعدات الإنسانية والمستلزمات الطبية، إضافة إلى مستشفى أبو يوسف النجار، الذي يعد المستشفى المركزي بمدينة رفح.
ولم يعلن جيش الاحتلال عن الجدول الزمني لإخلاء شرق رفح، ولم توفر أي من المؤسسات الإغاثية الدولية أماكن لإيواء النازحين حتى اللحظة.
وتجمع المئات من السكان والنازحين على طريق صلاح الدين، بحثًا عن وسيلة مواصلات تقلهم إلى مناطق في خانيونس ودير البلح، حددها جيش الاحتلال كمنطقة آمنة للنازحين.
وقالت حمدية عبد السلام، 31 عامًا، لـ المنصة، وهي من سكان منطقة الشوكة شرق رفح "جاني تليفون من أهلي، حكولي إن الجيش طلب إخلاء منطقتنا، وهيني أخدت الولاد وطالعة لعند أهلي بالشابورة (وسط رفح). والله ما إحنا عارفين وين بدنا نروح".
أما حسين أبو حدايد، 46 عامًا، النازح من مدينة غزة إلى مخيم قرب معبر رفح، فقال لـ المنصة "هي رابع مرة بدي أنزح خلال الحرب، كل أكم شهر يجبرونا ننتقل من مكان لمكان".
ومن جهته، أكد المتحدث باسم هيئة المعابر والحدود بغزة هشام عدوان لـ المنصة، استمرار العمل في معبر رفح البري "حيث تم فتح البوابة المصرية لاستقبال حافلات المسافرين من قطاع غزة".
وأفاد شهود عيان لوكالة أنباء العالم العربي، بأن حالة ارتباك سادت أوساط النازحين، في ظل الدعوة الإسرائيلية المفاجئة لإخلاء شرق رفح.
وكان جيش الاحتلال أمر، الاثنين، السكان والنازحين المتواجدين شرق مدينة رفح إلى الإخلاء الفوري للمنطقة الإنسانية الموسعة بالمواصي، تمهيدًا لبدء عملية عسكرية برية، مستهدفًا إجلاء نحو 100 ألف شخص. في وقت كشفت صور أقمار صناعية حشودًا عسكرية إسرائيلية على مشارف المدينة.
في الوقت نفسه، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن أمر الإخلاء الإسرائيلي "تطور خطير وسيكون له تداعياته" محملًا الإدارة الأمريكية المسؤولية إلى جانب الاحتلال، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وأضاف أبو ردينه، أن اجتياح رفح "يعني أن مليون ونصف مواطن فلسطيني سيتعرضون لمذبحة إبادة جماعية، ومحاولات تهجير حذرنا منها سابقًا".
وحسب منظمة الصحة العالمية، يصل عدد المقيمين في مدينة رفح إلى نحو 1.2 مليون شخص، نزحت غالبيتهم من مناطق أخرى في القطاع جراء العدوان المستمر منذ سبعة أشهر، الذي راح ضحيته 34 ألفًا و683 قتيلًا، إضافة إلى 78 ألفًا و18 مصابًا، وفق أحدث إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية.