هاجم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم السبت، استخدام الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض/الفيتو ضد حصول فلسطين على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة، بدلًا من مقعد المراقب الدائم الذي تشغله الآن، واصفًا موقف واشنطن بأنه "مخيب للآمال، ومؤسف، ومخزٍ، وغير مسؤول، وغير مبرر".
وعد عباس، في حوار لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" اليوم السبت، الفيتو الأمريكي "عدوانًا سافرًا" على حقوق الشعب الفلسطيني، وعلى تاريخه، وأرضه، ومقدساته، و"تحديًا لإرادة المجتمع الدولي". وقال "سوف تعيد القيادة الفلسطينية النظر في العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة، بما يضمن حماية مصالح شعبنا، وقضيتنا وحقوقنا".
واستخدمت الولايات المتحدة الأمريكية، الخميس الماضي، الفيتو، ضد مشروع قرار جزائري يوصي بقبول دولة فلسطين عضوًا في الأمم المتحدة، إذ صوت لصالح القرار 12 عضوًا من بين أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر، وعارضته الولايات المتحدة، وامتنعت عن التصويت المملكة المتحدة وسويسرا، حسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة.
وبرر نائب السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، روبرت وود، نقض دولته للقرار، بـ"عدم إجماع لجنة قبول الأعضاء الجدد على استيفاء فلسطين لمعايير العضوية من عدمه"، على النحو المنصوص عليه في المادة الرابعة من ميثاق الأمم المتحدة.
وأضاف "لقد طالبنا السلطة الفلسطينية منذ فترة طويلة بإجراء الإصلاحات اللازمة للمساعدة في تحديد سمات الاستعداد لإقامة الدولة، ونلاحظ أن حماس، وهي منظمة إرهابية، تمارس حاليًا السلطة والنفوذ في غزة، وهي جزء لا يتجزأ من الدولة المتوخاة في هذا القرار، ولهذه الأسباب، صوتت الولايات المتحدة ضد قرار مجلس الأمن". وقال وود إن "بلاده تواصل دعمها القوي لحل الدولتين".
وهو ما علق عليه الرئيس الفلسطيني، في حواره اليوم، بقوله "بينما يجمع العالم على تطبيق القانون الدولي، والوقوف إلى جانب الحق الفلسطيني، تستمر أمريكا في دعمها للاحتلال، ولا تزال ترفض إلزام إسرائيل بوقف حرب الإبادة، بل وتزودها بالسلاح والمال اللذين تقتل بهما أطفالنا، وتهدم بيوتنا، وتقف ضدنا في المحافل الدولية في مواقف لا تخدم الأمن والاستقرار في المنطقة، والعالم".
وأعربت عدة دول عربية عن استيائها من استخدام الولايات المتحدة الفيتو ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة.
إلى ذلك، أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أيمن الرقب، أن الوقت لم يكن مناسبًا لعرض الطلب الفلسطيني بشأن الانضمام لعضوية الأمم المتحدة، معقبًا "كان علينا الانتظار حتى نهاية العام لنرى إلى أي مدى ستسفر الانتخابات الأمريكية عن تمديد فترة حكم الديمقراطيين برئاسة جون بايدن، أم إخفاقهم".
وقال الرقب، لـ المنصة، إن "إخفاق الديمقراطيين كان سيمثل فرصة لتصويتهم لمصلحة القرار نكاية في الجمهوريين القادمين للحكم، كما فعلوها سابقًا بتصويتهم لصالح قرار قرار مجلس الأمن الصادر في ديسمبر/كانون الأول 2016 بإدانة الاستيطان".
ولا يعتبر الرقب، أن الفيتو الأمريكي يمثل نهاية المطاف أمام الاعتراف بدولة فلسطين وانضمامها لعضوية الأمم المتحدة، وقال "منحنا العضوية كان سيمثل فقط، دعمًا معنويًا للشعب الفلسطيني الذي سيدخل بعدها مرحلة صراع طويلة، لأن الموافقة لا تعني إقامة الدولة".
كانت السلطة الفلسطينية، جددت مطلع الشهر الجاري مطالبتها الرسمية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بالحصول على العضوية الكاملة بالمنظمة الدولية، وهو الطلب الذي سبق أن قدمته عام 2011، وانتهى الأمر وقتها لعدم طرحه للتصويت أو تمريره.
وشدد الرقب على أن "الرفض هذه المرة لا يحبط الشعب الفلسطيني، بل يعطيه قوة لاستكمال نضاله حتى ينال حقوقه، ويظل بإمكاننا تجديد الطلب مرة أخرى خلال الأشهر أو السنة المقبلة، حيث يمنح القانون الدولي الحق بتقديم الطلب في كل جلسة لمجلس الأمن".
وكانت الجمعية العامة اعتمدت في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2012، قرارًا يمنح فلسطين صفة "المراقب الدائم" في الأمم المتحدة، بموافقة 138 دولة، مقابل 9 دول، في حين امتنع 41 عضوًا عن التصويت.
ولا تُمكِّن مرتبة "المراقب الدائم" فلسطين من مباشرة أي دور من أدوار الدول الأعضاء داخل اجتماعات الأمم المتحدة، حيث يعرّف موقع المنظمة تلك المرتبة بوصفها مركزًا تجيزه الأمم المتحدة للدول غير الأعضاء بها، التي تكون في ذات الوقت أعضاء في وكالة أو أكثر من الوكالات المتخصصة التابعة لها، حيث تقتصر المميزات الممنوحة لها على حضور معظم الاجتماعات والحصول على الوثائق ذات الصلة فقط، وفق موقع الشرق الأوسط.