تصوير بسمة فرج- المنصة
إزالة مقابر الإمام. أغسطس 2023

عضو لجنة "مقابر الإمام": أوصينا بعدم الهدم.. ولا حاجة لطريق جديد

بسمة فرج
منشور الأحد 21 أبريل 2024

أكد عميد كلية التخطيط العمراني الأسبق الدكتور عباس الزعفراني، الذي كان عضوًا باللجنة المشكلة من رئيس الوزراء مصطفى مدبولي لدراسة موقف هدم الجبانات التراثية في منطقة الإمام الشافعي، أن قرار اللجنة نص على عدم الحاجة إلى طريق جديد داخل الجبانات، وأنه لا فائدة من هذا المسار الجديد المقترح. في وقت أكد ملاك عدد من المقابر تلقيهم إخطارًا من محافظة القاهرة بوقف الدفن تمهيدًا لإزالتها.

وأوضح الزعفراني لـ المنصة أن اللجنة أوصت بالاكتفاء بمحور الفسطاط "الذي عمل على حل أزمة المرور، والفرق بينه وبين محور الجبانات كان دقيقتين ونصف الدقيقة من وقت الرحلة، وبالتالي استقرت اللجنة على عدم إزالة المقابر والاكتفاء بتوسيع الطريق ليصبح مزارًا سياحيًا يسهل حركة السائحين، والحفاظ على المقابر التراثية لقيمتها التاريخية".

وسبق أن أعلنت رئاسة الجمهورية في 12 يونيو/حزيران الماضي تشكيل لجنة لتقييم الموقف بشأن نقل المقابر بمنطقة السيدة نفيسة والإمام الشافعي، وتحديد كيفية التعامل مع حالات الضرورة التي أفضت إلى مخطط التطوير، على أن يتم إنشاء مقبرة الخالدين في موقع مناسب، لتصبح صرحًا كبيرًا يضم رفات عظماء مصر ورموزها من ذوي المساهمات البارزة في رفعة الوطن.

ثم أعلن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي في 12 يوليو/تموز 2023 وقف عمليات هدم المقابر.

سلمت اللجنة توصياتها في أغسطس/آب 2023 لرئيس اللجنة الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي، لعرضها على رئيس الوزراء ثم رئيس الجمهورية، وحينها جاء الرد بـ"التنسيق مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة"، حسب الزعفراني.

وأكد الزعفراني أنه أثناء عمل اللجنة كان الهدم مستمرًا، وحدث توتر شديد حينها، دفع إلى استقالة أربعة أعضاء في يوم واحد، اعتراضًا على استمرار الهدم، وعدم استجابة الهيئة الهندسية، وحينها صدر قرار في 5 سبتمبر/أيلول 2023 بوقف الهدم.

وأوضح عميد كلية التخطيط العمراني أنه في النهاية تقدم بالاعتذار عن اللجنة، قائلًا "لم أستطع تحمل هدم مقابر تراثية وإلقاء رفات موتى في الشارع".

وفي يونيو/حزيران الماضي، تداولت وسائل إعلام ملامح أعمال توسعة شارع الفسطاط، ضمن خطة تطوير المحاور وتوسعتها، من خلال هدم سور قرية الفواخير لتوسعة الطريق وإنشاء سور بديل للسور الحالي بنفس الشكل، ونقل الأشجار والنخل الملوكي بحديقة شارع الفسطاط أمام قرية الفواخير، إضافة إلى إزالة ما يقارب 2760 جبانة بمسار الكوبري البديل لكوبري السيدة عائشة، ونقل الرفات لمقابر بديلة بمنطقة العاشر من رمضان، وإنشاء كوبري جديد يربط محور الحضارات والطريق الدائري ومحور صلاح سالم.

وتجددت أزمة مقابر الإمام التراثية، عقب تداول وسائل إعلام، الثلاثاء الماضي، قرارًا صادرًا عن محافظة القاهرة بإيقاف الدفن في المقابر الواقعة في نطاق محور صلاح سالم البديل، مع نقل الرفات إلى مدافن التعويضات بالعاشر من رمضان، تمهيدًا لإزالتها.

وأكدت قمرية مراد، حفيدة الشاعر محمود سامي البارودي، لـ المنصة استلام حارس مقبرتهم خطاب المحافظة حول إيقاف الدفن مع عودة وضع علامة إزالة على باب المدفن، وقالت "البلدوزر يقف الآن أمام الحوش، هنشيل تاريخ مصر نرميه في الصحرا".

كذلك أكدت حفيدة الدكتور محمد عبد السميع بك، أحد الرواد الأوائل لتدريس الطب بمدرسة القصر العيني، أن محافظة القاهرة أخطرتهم بذات القرار، وقالت لـ المنصة "دول بيعروا أمواتنا".

وأضافت حفيدة عبد السميع بك، التي طلبت عدم نشر اسمها، أن الانتخابات الرئاسية كانت السبب وراء توقف أعمال الهدم لفترة، مشيرة إلى مقاضاتها رئيس الوزراء، العام الماضي، لكن لم تحسم القضية حتى الآن.

من جانبه، أكد وحيد عبد اللطيف المردنلي، صاحب حوش محمود باشا الدراملي، رفضه قرار المحافظة، وقال لـ المنصة "مش هستسلم، هقف قدام الدبابة"، موضحًا أنه سبق ورمم المقبرة بنصف مليون جنيه.

وسبق أن قالت أربعة مصادر لـ المنصة، في سبتمبر الماضي، إن أعمال الهدم بمقابر الإمام الشافعي توقفت بشكل مؤقت، مرجعين ذلك إلى الحملة المتصاعدة ضد هدم الجبانات التراثية في المنطقة. 

وقال رئيس المجلس العربي للأثريين العرب محمد الكحلاوي، إن قرار وقف الدفن يعني استنئاف هدم المقابر التراثية، مؤكدًا لـ المنصة أن لجنة من الأثريين والمعماريين والاستشارين سبق وانتهت إلى عدم هدم المقابر، متسائلًا "هل أطلع رئيس الوزراء مصطفى مدبولي رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي على قرار اللجنة؟".

لكن مديرة المكتب الإعلامي لمحافظة القاهرة عزة عتريس نفت إزالة مقبرة البارودي أو أي من المقابر المسجلة كتراث معماري، وأكدت لـ المنصة أن العلامات المدرجة على المقبرة قديمة، وقالت "فهموا القرار غلط".

وأوضحت عتريس أن المحافظة تشرف على كل مشروعات التطوير الحالية في منطقة جنوب القاهرة، لكنها ليست جهة تنفيذ، إذ تتولى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة عملية التنفيذ.

وعلى الصعيد القانوني، قال بلال عاطف، محامي قضية وقف هدم جبانات القاهرة التاريخية، وكيلًا عن ملاك مقابر الدراملي باشا وعبد السميع بك، في الدعوى رقم 30458 لسنة 76 ق أمام القضاء الإداري بمجلس الدولة لعام 2022، ضد رئيس الوزراء بصفته ووزيري السياحة والثقافة ومحافظ القاهرة ومدير إدارة الجبانات والتنسيق الحضاري، إن "الخبير أثبت أن المدافن من التراث المعماري".

وأكد لـ المنصة أن الهدم لن يغير مسار القضية، وإذا نفذت المحافظة الهدم فهذا يعني وقوع أطراف القضية تحت المسؤولية وسوف نحصل على تعويض.

في الوقت نفسه، كذبت محافظة القاهرة، الأحد، المنشور المتداول، وأوضحت أن ما يتم الآن هو أعمال تطوير بمحور صلاح سالم، وإنشاء كوبري بديل للكوبري المعدني بميدان السيدة عائشة لوجود عيوب فنية به تؤدي إلى حوادث، حيث تم إخطار أصحاب الجبانات الواقعة بمسار الكوبري الجديد منذ فترة، ونقل الرفات إلى مقابر بديلة.

كذلك أكدت مسؤولة منطقة الآثار بالإمام الشافعي رانيا الشيوي، لـ المنصة، أن الآثار لم تتسلم إخطارًا بالبدء في هدم المقابر أو حتى العمل بالمنطقة، وقالت إنه مع بداية 2024 تم تسليم حوش الباشا إلى وزارة الإنتاج الحربي لبدء ترميمه لمدة عامين وفقًا للأصوال الأثرية.

وحاولت المنصة التواصل مع رئيس جهاز التنسيق الحضاري محمد أبو سعدة، المسؤول عن المباني التراثية، لكن دون رد.