منشور
الأحد 14 أبريل 2024
- آخر تحديث
الأحد 14 أبريل 2024
حاول عدد من النازحين في جنوب قطاع غزة، صباح الأحد، التسلل إلى شماله والعودة إلى ديارهم، عبر الحاجز الإسرائيلي الموجود جنوب غرب مدينة غزة، الذي استخدمه جيش الاحتلال لمنع عودة النازحين، في وقت استأنفت المخابز عملها في شمال القطاع بعد توقف استمرّ شهورًا.
وقالت نازحة تبلغ من العمر 44 عامًا، لـ المنصة، بعد تمكنها من الوصول إلى منزلها في مدينة غزة، إنها علمت من إحدى قريباتها أن هناك من عاد صباحًا، فتوجهت من منطقة الزوايدة حيث تقيم مع طفليها إلى الحاجز الإسرائيلي، وتمكنت من الدخول بعدما تعرضت لفحص وتفتيش من قبل جنود الاحتلال.
وأشارت، النازحة، التي رفضت نشر اسمها، إلى أنّ المنطقة كانت شبه خالية إلا من بعض العائدين من العائلات النازحة، موضحة أنّ الجيش سمح بعودة النساء والأطفال دون الـ14 عامًا فقط، ومنع عودة الشباب والرجال.
ومثلت نقطة عودة النازحين إلى الشمال واحدة من نقاط الخلاف الرئيسية بين حماس وإسرائيل خلال الفترة الماضية، وفيما سلمت حماس، أمس، ردها إلى الوسطاء بشأن مقترح الهدنة، لم تصدر تصريحات من أي جهة تفيد التوصل لاتفاق أو السماح بعودة النازحين.
وفي المقابل، نفى الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيحاي أدرعي، سماح الجيش بعودة النازحين إلى شمال غزة، وادعى، عبر إكس، أنها شائعات.
ومع تقدم ساعات النهار، ووصول عدد من النازحين إلى مختلف مناطق مدينة غزة وشمال القطاع، وانتشار الخبر، توافد العشرات باتجاه الحاجز الإسرائيلي على شارع الرشيد الموازي للبحر، ما أدى إلى تكدسهم على جسر وادي غزة وسط القطاع ظنًا منهم أنه سيسمح لهم بالعودة، قبل أن يتم منعهم من قبل قوات الاحتلال.
وقال شاهد عيان، لـ المنصة، كان متواجدًا بالقرب من الحاجز الإسرائيلي من ناحية الجنوب، إنّ جيش الاحتلال سمح في البداية بدخول عدد محدود من النساء والأطفال، ومع تكدس العائدين أغلق الحاجز وتقدمت الدبابات إلى شارع الرشيد باتجاه النازحين، وتم إطلاق قذائف دخانية.
وانتشرت طائرات كواد كابتر، التي أطلقت نيرانها باتجاه المواطنين ما أدى إلى إصابة عدد من الغزيين بشظايا، ومقتل طفلة وصلت إلى مستشفى العودة بدير البلح وسط القطاع، حسب شاهد العيان.
وأفاد شاهد عيان ثانٍ، لـ المنصة، بأن جيش الاحتلال لم يسمح بدخول السيارات أو الأمتعة، لمن سمح بعودتهم إلى الشمال، مشيرًا إلى أن طائرات الـ F16 حلقت فوق رؤوس العائدين بكثافة، وأغارت وكسرت حاجز الصوت أكثر من 5 مرات، ما تسبب بحالة من الخوف والهلع بين النساء والأطفال، وأجبر بعضهم على الهرب والعودة إلى أماكن نزوحهم التي غادروها صباحًا.
الخبز
وفي مدينة غزة شمال القطاع، عادت بعض المخابز للعمل بعد انقطاع أكثر من 4 أشهر، إثر منع جيش الاحتلال دخول الطحين والوقود وانقطاع الكهرباء، وكثافة القصف الإسرائيلي، واستهداف المخابز.
وقال محمود خضر، لـ المنصة، وهو من سُكان شرق مدينة غزة، بأنّه اشترى، الأحد، لأول مرة منذ عدة أشهر، الخبز من مخبز عجور الذي عاد للعمل بعد انقطاع عدة أشهر، وقال "أخيرًا بعد معاناة وعدم توفر الطحين (الدقيق) في السوق، قدرت اليوم أوفر ربطة خبز لأسرتي، حاسس الحياة بدت ترجعلنا جزئيًا".
وأشار خضر إلى أنّ سعر ربطة الخبز بلغ 5 شيكل، ما يعادل دولارًا ونصف، فيما بدأ ظهور الطحين في الأسواق، موضحًا أنّ أسعار الطحين بدأت في الانخفاض بشكل كبير، حيث وصل صباح اليوم سعر شوال الطحين 25 كيلو إلى قرابة 30 دولارًا بعدما وصل سعره قبل شهر إلى قرابة الـ 900 دولار.
توغل وقت القصف الإيراني
وتابع جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية التوغل البري شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة فجر الأحد، بالتزامن مع تعرض تل أبيب للقصف من قبل طهران، وقصف جيش الاحتلال عشرات المنازل والمباني السكنية، وسط غزة.
وتابع الغزيون القصف الإيراني لإسرائيل، الذي وصل إلى مناطق قريبة من الحدود الشرقية لقطاع غزة، حيث شاهدوا اعتراض القبة الحديدية لعدد من الصواريخ الإيرانية من وسط وجنوب القطاع.
وقال مُحسن جحيش من جنوب قطاع غزة، لـ المنصة، إنه شاهد الانفجارات وسمع صوتها في السماء من سطح منزله وسط رفح، "صرلنا 7 شهور كل يوم وكل لحظة بنتعرض فيها لقصف ومجازر إسرائيلية، واليوم شفت على شاشات الأخبار كيف المستوطنين بيهربوا للملاجئ من الخوف، الخوف اللي بنعيشه إحنا وأطفالنا من شهور".
وفي وسط القطاع، وتحديدًا من مدينة دير البلح، وقف عشرات النازحين بين خيامهم يشاهدون وصول الصواريخ الإيرانية، مصحوبة بالصفير والتهليل ابتهاجًا بقصف إسرائيل، وقال علي أبو حسين، وهو نازح من شمال القطاع إلى غرب دير البلح، "بدنا نفرح ونهلل حتى لو كان القصف الإيراني مش عشان غزة، بس بعد 7 شهور لقتلنا وقتل أطفالنا وتدمير بيوتنا من جيش الاحتلال بدنا نفرح لكل صاروخ برعب الاحتلال ومستوطنيه".
ووصل إلى المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية 43 قتيلًا و 62 مصابًا، وفق وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، مشيرة في تقريرها اليوم إلى أن عدد القتلى منذ بدء العدوان ارتفع إلى 33729 قتيلًا و 76371 مصابًا.