قالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة إن المستشفيات استقبلت 52 قتيلًا خلال الـ24 ساعة الماضية، إثر "5 مجازر" ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، في وقت أفاد المكتب الإعلامي للحكومة الفلسطينية في القطاع استهداف 3 صحفيين، تعرض أحدهم لبتر قدمه أمس، خلال تغطيتهم الاجتياح البري لمخيم النصيرات.
وبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية برية في وسط قطاع غزة، وتحديدًا في مخيم النصيرات ومنطقة الزهراء السكنية، أول أيام عيد الفطر، وذلك عقب أيام من انسحابه من خانيونس.
واستمرت عمليات القصف والتجريف الإسرائيلي شمال مخيم النصيرات ومدينة الزهراء السكنية وسط قطاع غزة، اليوم السبت، حيث استهدف جيش الاحتلال برج حرز الله بشكل مباشر، ما أسفر عن تدميره بالكامل، بالإضافة إلى استهداف عدد من المنازل وتجريف المنطقة.
وكانت مدفعية الاحتلال أطلقت عشرات الخبب (قنابل إنارة ليلية) على منازل وأراضي المواطنين شمال النصيرات مساء الجمعة وحتى فجر السبت، بالتزامن مع اشتباكات كثيفة مع فصائل المقاومة الفلسطينية.
وقال شاهد عيان في اتصال هاتفي مع المنصة اليوم، بينما يتواجد في منزله شمال النصيرات "إحنا وسط الموت، لا عارفين نطلع ولا ننزل. القعدة بالبيت خوف ورعب، وطول الليل ولادي بعيطوا وإحنا بنسكتهم بالعافية، وفي النهار حاولنا نطلع لكن خايفين من أي قذيفة تستهدفنا".
وأفاد مصدر ثانٍ من داخل المخيم لـ المنصة، أنّ عشرات الشظايا تساقطت على منزله ومنازل جيرانه ليلًا بسبب كثافة وقوة القصف الذي استهدف المنازل والمباني السكنية، مشيرًا إلى أنه وعدد من جيرانه محاصرين داخل منازلهم، ولا يستطيعون الخروج بسبب الخوف من الطرقات الخالية من حركة السير، وتقدم الدبابات الإسرائيلية.
وطالت العملية الإسرائيلية في النصيرات مجموعة من الصحفيين ظهر الجمعة، أثناء عملهم في تغطية الهجوم على المخيم.
وأصيب المصور الصحفي سامي شحادة خلال تأدية عمله بمخيم النصيرات بقذيفة دبابة، استهدفته بشكل مباشر ما أدى إلى بتر قدمه اليمنى. وقال الصحفي أحمد حرب، الذي كان متواجدًا على مقربة من شحادة لحظة إصابته، لـ المنصة، إنه وأثناء تصويره لمشاهد الدمار مرتديًا درع وخوذة الصحافة، استهدفته دبابة إسرائيلية بقذيفة مُباشرة.
وأشار حرب إلى أنّ جيش الاحتلال تعمد استهدافهم لمنعهم من تأدية عملهم وتغطية ما تشهده المنطقة من عمليات قصف وتدمير.
وتوافقت تلك الشهادة مع بيان المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، الذي قال أن جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدف ثلاثة صحفيين خلال تغطيتهم الإعلامية في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، "بشكل متعمد ومقصود خلال عملهم الصحفي"، وهو البيان الذي اطلعت المنصة عليه.
والثلاثة صحفيين هم "المصور من الوكالة الوطنية للإعلام سامي محمد شحادة، والصحفي من شبكة سي إن إن محمد حسن الصوالحي، والمصور الصحفي أحمد بكر اللوح، وهو مصور ميداني مع عدة وسائل إعلام". ولم تنقل سي إن إن خبر إصابة الصوالحي مراسلها في غزة.
وأضاف البيان الحكومي إن جيش الاحتلال استهدفهم "وهم يلبسون السترة الصحفية ومكتوب عليها (PRESS) بشكل واضح، وأدى إلى بتر ساق الزميل سامي شحادة، وإصابة الزميلين الصحفيين الآخرين في مناطق مختلفة من جسديهما".
وأضاف أن استهداف الطواقم الصحفية "ضمن سلسلة من الانتهاكات البالغة التي طالت الصحفيين الفلسطينيين، والذين استشهد منهم حتى الآن 140 شهيدًا قتلهم جيش الاحتلال بدم بارد".
وسبق ووصف خبراء أمميين في بيان للأمم المتحدة مطلع فبراير/شباط الماضي العملية العسكرية في غزة بأنها "أصبحت الصراع الأكثر دموية وخطورة بالنسبة للصحفيين في التاريخ الحديث".
في غضون ذلك، قالت وزارة الصحة الفلسطينية في تقريرها اليومي في اليوم الـ190 للعدوان، إن جيش الاحتلال ارتكب "5 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 52 شهيدًا و 95 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية".
وارتفعت حصيلة العدوان الاسرائيلي على القطاع إلى 33686 قتيلًا و 76309 مصاب منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.