يعقد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية اجتماعًا، اليوم، مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، وعدد آخر من المسؤولين، وذلك خلال زيارته الحالية إلى طهران غداة قرار مجلس الأمن بوقف فوري لإطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان، حسب وكالة الأنباء الإيرانية إرنا، في وقت أبلغت حماس الوسطاء، أمس، بتمسكها بوقف كامل لإطلاق النار في غزة.
وجرت جولة من المفاوضات في الدوحة خلال الأيام الماضية، بمشاركة أمريكية إسرائيلية، وافقت فيها تل أبيب على اقتراح واشنطن بأن تتضمن عملية تبادل المحتجزين 100 من الفلسطينيين المحكوم عليهم بالسجن المؤبد، وفي وقت لاحق قالت هيئة البث الإسرائيلية إن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود بسبب مطالب حماس، فيما انتقد القيادي في الحركة، محمود مرداوي، جولة المفاوضات لتجاهلها الحديث عن وقف النار.
وقالت حركة حماس، في بيان مساء أمس، إنها أبلغت الوسطاء تمسكها بـ"موقفها" الذي قدمته في 14 مارس/آذار بشأن وقف كامل لإطلاق النار في غزة، حسب سي إن إن.
وأضافت الحركة، في بيان، أن "إسرائيل لم تستجب لوقف كامل لإطلاق النار، والانسحاب من قطاع غزة، وعودة النازحين".
وسبق وأعلن هنية، في بيان عشية بداية شهر رمضان، إنهم منفتحون على استئناف المفاوضات، لكنه حدد عدة مبادئ أساسية لن يقبلوا أي صفقة دونها، في مقدمتها وقف كامل لإطلاق النار، وانسحاب جيش الاحتلال من القطاع، والسماح بعودة النازحين إلى شمال القطاع.
وحملت حماس، في بيانها أمس، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته "المسؤولية الكاملة عن إفشال كافة جهود التفاوض وعرقلة التوصل إلى اتفاق حتى الآن".
وفي سياق متصل، بدأ هنية اليوم زيارة إلى طهران، يرى مراقبون سياسيون أنها "تكتسب أهمية"، إذ "تأتي بعد يوم واحد من قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار في غزة"، حسب إرنا.
واعتمد مجلس الأمن الدولي، أمس، قرارًا يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة خلال شهر رمضان، قابلته الحكومة الإسرائيلية بإبداء غضبها من الولايات المتحدة، إثر امتناع واشنطن عن التصويت، بينما رحبت دول عربية بالقرار، وطالبت فلسطينُ بأن يكون دائمًا مستدامًا.
ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني قرار مجلس الأمن بأنه "خطوة إيجابية، لكنها غير كافية".
وقال كنعاني، فجر اليوم الثلاثاء، إن "القرار جاء بعد 6 أشهر من الإخفاق والعجز في اتخاذ قرار رادع أمام جرائم الحرب والإبادة التي يمارسها الكيان الصهيوني ضد المواطنين الفلسطينيين"، حسب إرنا.
وأضاف المتحدث أن الخطوة الأهم التي ينبغي اتخاذها هي "التحرك المؤثر لتنفيذ القرار، والوقف الكامل والمستدام للعدوان الصهيوني على قطاع غزة والضفة الغربية، والإنهاء الكامل للحصار الظالم على غزة، وإعادة فتح المعابر أمام الإرسال الواسع للمساعدات الإنسانية الدولية ومن دون أي تمييز".
كما دعت الخارجية الإيرانية إلى توفير المساعدات ومصادر الأموال الدولية من أجل البدء الفوري بإعادة إعمار الدمار الحاصل في قطاع غزة، سواء في البيوت أو البنى التحتية الحياتية وخاصة المراكز الاستشفائية والخدمية.
وتأمل أوروبا في أن تتمكن طهران من استخدام نفوذها لخفض التصعيد، وذلك وفق مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية.
وقال بوريل، عبر إكس، إنه تحدث هاتفيًا مع وزير الخارجية الإيراني حول تطورات الأوضاع في غزة. وأكد أن من الأهمية بمكان أن تستخدم إيران نفوذها الإقليمي لخفض التصعيد.